أجرى مهندسو الصيانة بالشركة المصرية لإدارة وتشغيل مترو الأنفاق عملية صيانة كاملة للشبكة الهوائية الكهربائية المعلقة والتى تغذى قطارات الخط الأول للمترو، فى ساعة متأخرة من مساء أمس الأول بعد انتهاء مواعيد العمل الرسمية، حيث قاموا بتغيير السلك الكهربائى للشبكة بدلا من السلك الذى تعرض للقطع وتسبب قى حالة من الشلل التام للخط الأول لمدة ساعتين صباح أمس الأول. وحمل مصدر بالمترو فضل عدم ذكر اسمه سوء الأحوال الجوية واستمرار الشبورة المائية لعدة أيام متتالية السبب فى أعطال الخط الأول للمترو فى فصل الشتاء، مشيرا إلى أنهم اعتادوا على تكرار مثل هذه الأعطال بسبب تأثر الأسلاك الكهربائية بالشبورة المائية التى تتكون فى الطبقات السفلى من الجو. وقال مصدر آخر بالمترو ل«الشروق» إنه على الرغم من إصلاح العطل الذى تسبب فى توقف حركة القطارات ساعتين أمس الأول لانقطاع الكهرباء فإن الشركة فضلت إجراء صيانة أخرى على الشبكة الهوائية بأكملها والتأكد من سلامة الجزء الذى تعرض للقطع عند محطة غمرة. أعطال المترو أصبحت ظاهرة متكررة فى الفترة الأخيرة خصوصا فى الخط الأول (حلوان المرج)، وتفاوتت الأعطال بين توقف تام لحركة القطارات أو تخفيض سرعة القطارات إلى 12 كيلومترا بدلا من معدلاتها الطبيعية، وانتهاء باحتراق محطة كهرباء المرج المغذية للخط الأول للمترو. وتسود حالة من الاستياء بين ركاب المترو لتكرار أعطاله فى الفترة الأخيرة، حيث أبدى محمود سمير، موظف حكومى ضيقه من عدم انتظام المترو وقال: «مفيش أسبوع يعدى من غير ما يعطل المترو بالذات الصبح». وتدخلت نيرمين محمد، موظفة، فى الحديث قائلة بغضب: «المترو بقى زحمة ومفيش اهتمام وصيانة وحاله بقى أسوأ من أتوبيسات النقل العام ولازم حد من المسئولين الكبار يتدخل قبل ما حالته تسوء أكتر». وناشد أحمد إسماعيل، طالب جامعى، الرئيس مبارك بالتدخل لإنقاذه مما أسماه بلامبالاة المسئولين عن المترو، مشيرا إلى أن المترو تم إنشاؤه فى عهده ويجب أن يحافظ عليه. وبلهجة سخرية قالت نهى محمد، محاسبة بشركة مقاولات: «إذا كنا مش قادرين نحافظ على خطين مترو، هنعمل إيه لما يبقوا أربع خطوط، ربنا يستر على الركاب». وحذر عدد من سائقى الخط الأول من تفاقم أزمة سوء الصيانة وعدم توافر قطع الغيار للقطارات، وأكدوا أنهم اشتكوا كثيرا من تعرض الخط لمشكلات عديدة خصوصا بعد انتهاء عقد الشركة الفرنسية الخاص بالصيانة والاستعانة بشركة مصرية مؤقتا وتأخر إجراء مناقصة لاختيار شركة الصيانة جديدة. وانتقد السائقون المسئولين عن المترو المهتمين بتجديد المحطات وطلاء أسوارها بتكلفة تصل إلى ملايين الجنيهات، وعدم النظر للشكاوى العديدة التى تقدموا بها للشركة المصرية ولوزير النقل حول قطع الغيار المطلوبة وضرورة صيانة شبكات الكهرباء وهو ما لم يتم حتى الآن، على حد تعبيرهم