حالة من الفوضى العارمة اجتاحت المؤتمر الصحفى لفيلم «ميكروفون» الذى يمثل مصر فى المسابقة العربية لمهرجان القاهرة السينمائى الذى اختتمت فاعلياته أمس. وذلك بعد أن انتبه المخرج والمؤلف أحمد عبدالله أن الغالبية العظمى من الحضور هم جمهور الفرق الموسيقية المستقلة التى يدور حولها الفيلم، والذين زحفوا من الاسكندرية ليشاهدوا العرض الاول للفيلم فى مصر. ورغم أن وجود هذا العدد من الجمهور العادى فى قاعة العرض مخالف للوائح المهرجان، حيث أُعلن أن العروض للصحفيين وليست للجمهور العادى، وأكدوا أن دخول قاعة العرض بكارنيه المهرجان، الا أن الاقبال على الفيلم من الجمهور العادى كان بشكل غير طبيعى، وأدى إلى عدم وجود فرص مشاهدة لائقة لكثير من الصحفيين والفنانين الذين تابعوا الفيلم جالسين على الارض أو وقوفا عند باب القاعة، وكان بينهم بطل الفيلم خالد ابوالنجا والممثلة الشابة رشا مهدى وغيرهما. ولم تكن زيادة عدد الجمهور وعدم وجود أماكن للصحفيين والفنانين فقط هى الازمة، ولكنه ساهم فى خلق حالة من الفوضى خلال المؤتمر الصحفى، حيث كان يسخر من كل صحفى يفكر فى انتقاد الفيلم بأصوات مثل «يييه» وغيرها من العبارات غير اللائقة. انتبه مخرج ومؤلف الفيلم أحمد عبدالله الى حماية الجمهور فبدأ يسخر أيضا من أسئلة الصحفيين التى توجه انتقادات سلبية للفيلم، قبل أن يفجر مفاجأة من العيار الثقيل، عندما قال بعصبية وثقة مفرطة «إن أم كلثوم ليست من المقدسات، ومن الممكن أن تهان عادى يعنى»، وحال انتهائه من الجملة بدأت مشادة كبيرة بينه وبين أحد الحضور بسبب إهانة المخرج لكوكب الشرق أم كلثوم، لصالح فرق «الهيب هوب» المستقلة التى يتناولها فى الفيلم. ورغم أن خالد أبوالنجا حاول أن يهدئ من حدة الجملة التى قالها المخرج دون أن يعتذر، فإن الصحفيين داخل القاعة انزعجوا وثاروا بسبب الطريقة غير اللائقة التى تحدث بها مخرج ومؤلف الفيلم عن أم كلثوم، وبدأ الجميع فى الخروج وانتهت الندوة. وقد شهد عرض الفيلم عدة انقطاعات كهربائية أدت الى غضب المشاهدين وانفصالهم عن مضمون الفيلم، وحرص خالد ابوالنجا على الاعتذار للحضور عن هذه الانقطاعات، مؤكدا أن العيب من السينما وليس من نسخة الفيلم. وحضر الندوة عقب عرض الفيلم معظم الأبطال، خالد ابوالنجا ويسرا اللوزى وهانى عادل والمؤلف والمخرج أحمد عبدالله والمنتج محمد حفظى، الذين أكدوا جميعا أهمية التجربة للسينما بشكل عام وليس فقط للسينما المستقلة. وأكد خالد أبوالنجا أنه تعلم التمثيل فى هذا الفيلم من جديد، لتعامله مع هواة وليس محترفين، ولم يكن هناك التزام بالحوار المكتوب. وأوضح أن رسالة الفيلم هى التعبير عن صوت فئة لا يسمعها أحد، وتتم محاربتها من جبهتين الاولى اجهزة الامن والثانية التيار الدينى، لذلك أطلقنا على الفيلم «ميكروفون». واعترف أحمد عبدالله أنه يمر بأزمة مع الرقابة على المصنفات الفنية بسبب اللغة التى يستخدمها، وبعض الالفاظ الخارجة فى الفيلم، وأكد أنه حتى هذه اللحظة لم يصل الى مفاوضات مع الرقيب، ولكنه راهن فى الوقت نفسه على أنه سيعرض الفيلم كما يريده، حتى اذا دخل فى حرب لتحقيق ذلك. وأشار عبدالله إلى أن العمل لا يحمل اتهامات واضحة للاحتماء بالسلطة مثل مشهد «عاطف» الذى كان يحتمى بلافتة عضو مجلس الشعب، ولكنه أكد فى الوقت نفسه أن مشهد وفاة هذا الشاب على يدى أمناء الشرطة هى اسقاط على مقتل خالد سعيد شهيد الطوارئ، وأن المظاهرات التى جاءت فى الفيلم هى لقطات واقعية لمشاركته وصناع الفيلم فى المظاهرات التى اعترضت على مقتل هذا الشاب دون ذنب. يسرا اللوزى أكدت أنها وافقت على الفيلم بالمصادفة، وكانت مرتبطة فى نفس وقت تنفيذه فى تصوير مسلسلى «الجماعة ولحظات حرجة»، وكان التوفيق بين الاعمال الثلاثة صعب جدا، ولكنها ضغطت على نفسها وكانت تنام فى سيارتها أثناء السير من مصر للإسكندرية لتصوير مشاهدها فى «ميكروفون»، وتكرر ذلك فى العودة للقاهرة لتستكمل تصوير «الجماعة».