دخلت الأفلام المعروضة فى مهرجان القاهرة السينمائى الدولى فى دورته ال34 فى منافسة غير متكافئة مع أفلام عيد الأضحى على الجمهور، حيث فضل أغلبهم اللعب على المضمون بدخول الأفلام المصرية رافعا شعار «اللى نعرفه أحسن من اللى منعرفوش»، وقضى غياب الترجمة على أى فرصة للمغامرة قد تراود البعض أمام دور العرض، فيما اجتذبت لافتة «للكبار فقط» أعدادا ليست بالقليلة من جمهور الشباب والمراهقين. «الشروق» قامت بجولة ميدانية بدور السينما التى تعرض أفلام المهرجان ونقلت الصورة فى السطور التالية. شباك تذاكر بدار سينما يكاد يخلو من أى شخص، لكن بمجرد أن كتب موظف الحجز على اللوحة الموضح عليها اسم الفيلم أنه «للكبار فقط»، فوجئنا بإقبال متزايد على مشاهدة الفيلم لدى شريحة محددة من الجمهور وأغلبهم من صغار السن والمراهقين، بينما رفض الأزواج فكرة دخول السينما من الأساس مفضلين دخول فيلم مصرى من أعمال العيد. كما رفض البعض دخول الفيلم البولندى «قصة حب بسيطة»، وتباينت الأسباب التى ساقوها فقال هانى نجيب 37 عاما «أنا كنت أتابع أفلام المهرجان، لكن هذا العام قررت عدم مشاهدة أى منها خاصة هذا الفيلم الذى قد يحوى الكثير من المناظر الخادشة للحياء والتى لا يصح مشاهدتها مع خطيبتى، ففضلت دخول فيلم بلبل حيران». فى حين أبدى مصطفى 19 عاما عدم معرفته بوجود مهرجان سينمائى يقام فى هذا التوقيت أصلا. أما ناصر 36 عاما فقد كانت لديه أسباب مختلفة، حيث قال «لا أحب دخول أفلام المهرجان لأنها غير مترجمة للعربية وبالتالى لا أفهم شيئا من الفيلم، وهناك سبب آخر أكثر أهمية وهو أن فيلم المهرجان قد يتخلله كثير من المشاهد الفاضحة التى لا أحب مشاهدتها خاصة مع زوجتى. بينما قالت فتاة رفضت ذكر اسمها إنها لا تهتم بمشاهدة أفلام الدول الأخرى أصلا، وتساءلت «هل أفلام المهرجان هى التى تشبه فيلم (رسايل البحر)؟». وقال أنور محمد 51 عاما إنه يرفض المشاهدة لأنه يخاف أن «ياخد مقلب» على حد قوله وأضاف «كنت أتابع المهرجان أيام سعد الدين وهبة، لكن الآن توقفت عن مشاهدتها، لأنى اكتشفت أن أفلامنا المصرية متقدمة عنها وأحسن منها، وهو ما يرجح كفة الأفلام المصرية لدى». بينما أبدى خطيبان عدم رغبتهما فى دخول أفلام المهرجان لأنهما لا يحبان المجازفة بمالهما فى تذكرة فيلم لا يضمنان مستواه أو قصته أو أى شىء فيه، وكان يبدو عليهما أنهما لا يعرفان بوجود مهرجان سينمائى مقام حاليا. وفى المقابل هناك من فضل مشاهدة أفلام المهرجان ومنهم سيد 39 عاما الذى أوضح أنه اعتاد مشاهدة أفلام المهرجان كل عام لأنه يجد أنها خير وسيلة لمشاهدة إمكانات إخراجية وإنتاجية جديدة وعلى تقنية عالية تتوافر بها الكثير من المصداقية، كما أنها على حد قوله «مش مقصوص منها»، وبالتالى ضمان مشاهدة الفيلم بالكامل، غير أنه شكا غلاء سعر التذكرة التى تقدر ب20 جنيها. أما مصطفى إسماعيل 60 عاما فقال إنه يتابع المهرجان منذ أكثر من 30 عاما لأنه يحب التعرف على طريقة تفكير الآخرين وثقافاتهم، فضلا عن أن المهرجان يتيح له فرصة لقاء أصدقائه الذين يقررون سويا اختيار فيلم والذهاب إليه. فى حين، قال محمد 31 عاما إنه قرر دخول الفيلم صدفة ليعرف ما هو المهرجان أصلا، وليعرف أيضا كيف يحكم على المهرجان بالكامل إذا كان جيدا أم لا من خلال فيلم واحد. أما عصام حسن 45 عاما فقد وصف الأفلام المصرية بأنها «تهريج» ولا تصلح مشاهدتها، بينما يجد أن أفلام المهرجان يمكن الاستفادة منها فى أى شىء يقال أو يحدث بها، بل وقال إنه يحب مشاهدة الأفلام الأجنبية عموما بصرف النظر عن جنسياتها لأن قصصها جيدة. وأكد أنه حرص على دخول الفيلم البولندى «قصة حب بسيطة» لأن أحد اصدقائه أثنى عليه ولذلك قرر دخوله. أما الفضول وحب الاستطلاع فكانا الدافعين الأساسيين لمشاهدة الفيلم لدى مصطفى أحمد 40 عاما الذى قال «أفلام المهرجان تصحح الصورة الذهنية التى يعتقدها البعض عن دولة ما، فمثلا من خلال الفيلم التركى سحابة قاتمة عرفت أن تركيا ليست مجرد مكان سياحى كما اعتقدت من قبل بل إنه يوجد لديهم فقر مدقع وفقراء كثيرون مثل أى دولة أخرى وليس كما شاهدناه من قبل.. كما أن قصصهم قد تكون مكررة أحيانا».