رغم إعلان السلطة الفلسطينية أنها تنتظر المساعى الأمريكية لاستئناف مفاوضات السلام المباشرة مع إسرائيل، إلا أنها تتخذ خطوات للمساعدة فى إعلان الدولة الفلسطينية فى الأممالمتحدة كأحد البدائل فى ظل رفض رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو وقف الاستيطان. وهو ما أقر به عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، عضو المكتب السياسى للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، تيسير خالد، فى تصريحات ل«الشروق»، فيما توقع مفوض العلاقات الخارجية فى حركة فتح نبيل شعث اعتراف مزيد من الدول بالدولة الفلسطينية. وقد أعلن نائب وزير لخارجية أوروجواى روبيرتو كوندى أن بلاده تعتزم الاعتراف بفلسطين دولة مستقلة عام 2011 كخطوة مماثلة لما أقدمت عليه البرازيل ثم الأرجنتين، وهو ما اعترضت عليه اسرائيل، معتبرة إياه قرارا يدعو للأسف ومخيبا للآمال ولن يساعد فى تغيير الوضع بين إسرائيل والفلسطينيين. وقال عضو اللجنة التنفيذية: «ننتظر اعترافات أخرى من دول أمريكا اللاتينية، فهذه الاعترافات يمكن أن تساعدنا فى الأممالمتحدة عندما يقرر الرئيس (محمود عباس) أبومازن تنفيذ الخيارات الفلسطينية فى حال انسداد الأفق السياسى لأى تسوية»، معتبرا أن «الفيتو الأمريكى ليس نهاية العالم». ومضى قائلا إن «انضمام دول أمريكا اللاتينية لقائمة الدول التى تعترف بدولة فلسطين يجعلنا نخطو خطى ثابتة فى الأممالمتحدة، ويشجع باقى الدول على الاعتراف بالدولة، وهو ما يكسبنا مزيدا من التأييد عند عرض القضية على الأممالمتحدة لأنه فى اعتقادى تعانى واشنطن من مأزق ولن تستطيع الدفاع عن إسرائيل». من ناحيته، قال مدير إدارة الامريكتين بالجامعة العربية السفير ابراهيم محيى الدين ل«الشروق» إن «اعتراف بعض دول امريكا اللاتينية بحقوق الشعب الفلسطينى فى إقامة دولته المستقلة على حدود عام 67 يأتى من منطلق قناعات المسئولين فى هذه الدول بعدالة القضية الفلسطينية، واشتراكهم فى تاريخ مشترك فى مكافحة الاستعمار ومعاناة ويلاته رغم علاقات تلك الدول المتميزة بإسرائيل». وأضاف السفير محيى الدين أن «العلاقات العربية مع دول أمريكا الجنوبية تطورت فى الآونة الاخيرة من خلال اللقاءات والزيارات المتبادلة بين الجانبين، وتوجت بلقاءات على مستوى القمة». وشدد على أن «القمم العربية مع أمريكا الجنوبية أسهمت فى تطوير علاقاتها مع الدول العربية اقتصاديا، وبلغ التبادل التجارى بين الجانبين 28 مليار دولار، إضافة إلى التواجد الدبلوماسى العربى من خلال فتح العديد من السفارات، وهو ما أتى بثمار سياسية». وأشار إلى مواقف دول امريكا الجنوبية «المشرفة أثناء الحرب الإسرائيلية الأخيرة على غزة، حيث قامت بعضها بقطع علاقاتها مع إسرائيل، وتلتها دول أخرى من نفس المنطقة عندما هاجمت إسرائيل أسطول الحرية لغزة». بدوره، توقع مفوض العلاقات الدولية بحركة فتح فى تصريحات إذاعية أن اعتراف الأرجنتين والبرازيل سيعقبه اعتراف مماثل من عدد من دول أمريكا اللاتينية خلال الأيام المقبلة. وبجانب أمريكا اللاتينية فإنه سيجرى العمل فى الفترة القادمة مع دول أوروبية، بينها إنجلترا وألمانيا وبلجيكا والسويد والنمسا وفنلندا وايطاليا، لرفع مستوى التمثيل والدفع باتجاه الاعتراف بالدولة الفلسطينية، وفقا لشعث.