انحيازا إلى المصداقية والقيم المهنية، وإلى ما نعتقد أنه مصلحة الوطن، نمارس عملنا فى «الشروق»، وهو المنهج الذى طبقناه فى تغطية انتخابات مجلس الشعب منذ انطلاق الحملات الانتخابية وحتى آخر حرف كتبناه بالأمس. وبهذا المنهج أيضا عالجنا وقائع ما حدث فى دائرة البدرشين بمحافظة أكتوبر.. ويبدو أن سوء فهم كبير قد حدث وفهم منه وجود إساءة إلى القاضى المحترم وليد الشافعى، رئيس محكمة بمحكمة الاستئناف، وإلى مؤسسة القضاء العريقة. وذلك عقب الحوار الذى أجرته صحيفة «الشروق» ونشر بالصفحة الثالثة فى عدد السبت الماضى مع الدكتورة مؤمنة كامل، الفائزة بمقعد الكوتة عن الحزب الوطنى فى نفس الدائرة. نريد التأكيد أننا لسنا فى خصومة لا مع المستشار الشافعى ولا مع الدكتورة مؤمنة كامل.. كما أننا لسنا فى خصومة مع القضاة أو أى من الهيئات والمؤسسات.. نحن نمارس عملا صحفيا يحاول أن ينقل كل الآراء والأخبار بموضوعية حتى يستطيع الرأى العام تكوين وجهة نظر صحيحة. وفى موضوع الانتخابات كنا حريصين على نقل رأى جميع الأطراف.. من المرشحين إلى الناخبين، ومن الأحزاب إلى جميع القوى السياسية الأخرى، ومن القضاة إلى مسؤولى المجتمع المدنى والجمعيات الأهلية. لم ننحز إلى شخص أو هيئة.. انحيازنا كان إلى القارئ وإلى ما نعتقد أنه الحقيقة. وتوضيحا لما حدث؛ فإننا فى «الشروق» نود التأكيد أننا نكن كل التقدير لمؤسسة القضاء التي نراها أحد الحصون المنيعة التى تحمى المجتمع من انزلاقات خطرة. كما نؤكد احترامنا الكبير للمستشار وليد الشافعى، باعتباره أحد رموز القضاة، لم نقصد بالمطلق الإساءة إلى شخصه، وإذا حدث ذلك فإننا نتقدم إليه باعتذار خالص، وكذلك لكل قاضٍ شعر أن ما نشر مثَّل إساءة للقضاء. كنا نحاول أن نقدم جميع الآراء والاتجاهات التى تمثل مجمل عناصر العملية الانتخابية، ودليل ذلك هو الطريقة التى غطت بها «الشروق» العملية الانتخابية منذ انطلاقها، وحتى هذه اللحظة. وربما يمكن الإشارة إلى لمحات من هذه التغطية للتدليل على انحيازنا للحقيقة.. ولدور القضاء النزيه. فى يوم 29 نوفمبر الماضى، وهو اليوم التالى مباشرة للجولة الأولى من الانتخابات، نشرت «الشروق»، فى عددها رقم 667 فى «المانشيت» الرئيسى لها فوق الترويسة، موضوعا على 8 أعمدة، عنوانه: «الشروق» تنشر أول شهادة قضائية تثبت تزويرا فى الانتخابات، وفى العنوان الفرعى للقصة الخبرية، جاء التالى: «رئيس محكمة استئناف ضبط وقائع التزوير فى لجنة البدرشين فاحتجزه رئيس المباحث»، ثم القاضى وليد الشافعى: رئيس اللجنة تستر على التزوير ورئيس المباحث استولى على بطاقتى الشخصية. وفى الموضوع الرئيسى للصفحة الثانية من العدد نفسه، روى القاضى وليد الشافعى وقائع التزوير فى مذكرة رسمية، ونشرنا داخل هذا الموضوع صورة ضوئية لمذكرة القاضى الشافعى إلى رئيس اللجنة العامة المشرفة على الانتخابات. فى اليوم الثانى الثلاثاء 30 من نوفمبر، نشرت «الشروق» فى أعلى صفحتها الأولى إشارة موسعة لحوارها مع القاضى وليد الشافعى، وجاءت تفاصيل الحوار فى الصفحة السابعة من العدد. فى اليوم الذى يليه الأربعاء الأول من ديسمبر، وفى الصفحة الأولى، نشرت «الشروق» قصة كبيرة عنوانها: «الوطنى يطالب بالتحقيق من واقعة القاضى الشافعى». وفى الصفحة الثالثة موضوع رئيسى عنوانه: حقوقيون يشككون فى نزاهة الانتخابات بعد تسريبها بالفيديو وشهادة الشافعى. وخبر آخر فى نفس الصفحة عنوانه: «مذكرة لمجلس القضاء عن بعض الاعتداءات التى حدثت على القضاة وانتدابهم دون علمه». وفى الصفحة الرابعة، كتب الزميل وائل قنديل مقاله اليومى بعنوان: «دموع النائب وأحزان القاضى» عن «القاضى الجليل وليد الشافعى». وفى السياق، جاء مقال الكاتب فهمى هويدى، فى الصفحة الأخيرة من العدد نفسه بعنوان: «منتخبون أم معينون»؛ تعليقا على ما حدث فى نفس الدائرة. وفى عدد الخميس الموافق 2 ديسمبر، نشرنا رواية القاضى أيمن الوردانى، المشرف على الانتخابات بالعريش، عن التزوير الذى جرى هناك تحت عنوان: «الأمن أغلق أبواب اللجان فى وجه الناخبين وعندما حاولت الدخول تم منعى بالقوة». ولأن الموضوع مهنى، وليس انحيازا لشخص أو تيار، فقد نشرنا فى الصفحة ذاتها العدد رد رئيس مباحث البدرشين على مذكرة القاضى الشافعى، بعنوان: «لم أحتجز القاضى ولا شاركت فى وقائع التزوير». وفى الصفحة الثانية من العدد، كتب الزميل عماد الدين حسين فى عموده اليومى تحت عنوان: «فى انتظار التعليمات عما حدث من وقائع تزوير، وما تعرض له بعض القضاة فى إحدى دوائر الصعيد». وفى الصفحة الحادية عشرة، كتب المستشار محمود الخضيرى مقالا عنوانه: "تحية للقاضى وليد الشافعى وقضاة مجلس الدولة". وفى عدد السبت الرابع من ديسمبر، نشرت الجريدة مقالا للقاضى فؤاد راشد، رئيس محكمة الاستئناف بعنوان: «أدعو إلى اللطف فى التزوير لأن شعبية الوطنى تفوقت على الأنبياء والإيمان بالله». فى العدد نفسه، تحدثت الدكتورة مؤمنة كامل الفائزة بمقعد الفئات فى محافظة 6 أكتوبر عما حدث بشأن التزوير فى البدرشين المشمولة فى الدائرة، وقد كان النشر من جانبنا فى سياق منح كل طرف حقه المهنى. هذا تقريبا مجمل ما حدث.. وكلمة أخيرة. كل التحية والتقدير للمستشار الشافعى ولكل قضاة مصر.