يدشن فاروق حسني، وزير الثقافة المصري، غدا الثلاثاء، فعاليات المهرجان الذي نجح الراحل سعد الدين وهبة في أن يصنع منه حدثا ثقافيا فنيا وسياسيا بارزا، لكن في السنوات الأخيرة لاحقت المهرجان اتهامات عديدة بالتراجع، خاصة في ظل ظهور مهرجانات أخرى وليدة على رأسها مهرجان "دبي" و"ترايبيكا" اللذان نجحا في سنوات قليلة في سحب الأضواء من مهرجان القاهرة. وبحسب المخرج مجدي أحمد علي تركت الدورات السابقة للمهرجان انطباعا سلبيا لدى كل من شارك فيها: "حدثت معي بعض الأمور غير اللائقة في مهرجان العام الماضي بخصوص فيلم "عصافير النيل"، ما أورثني انطباعات سيئة لا بد من تعديلها حتى يحذو المهرجان بمستوى المهرجانات العالمية". وأضاف أن مهرجان القاهرة السينمائي تنقصه بعض الأمور المهمة، كأن تكون له إدارة مستقلة، ولا يظل تابعا لوزارة الثقافة، كما ينبغي أن تكون له ميزانية مرصودة قبل بدايته حتى لا يضطر القائمون عليه إلى البحث عن من ينفق على ضيوف المهرجان. وتابع: "أيضاً لابد أن يكون للمهرجان دور عرض للمشاهدين العاديين، مع ضرورة وجود مقر دائم بدلاً من نقله كل عام من مكان إلى آخر، ولا بد أن يكون للمهرجان علاقة بالوسط المحيط به، وليس لمجرد عرض بعض الأفلام، وأن يكون هناك تنظيم مختلف ومنضبط حتى لا تحدث المشكلات التي تحدث كل عام، حيث العشوائية اللامتناهية". العرب تفوقوا أما المخرج أحمد عاطف، فأعرب عن استيائه التام من الصورة التي ظهر عليها المهرجان في دوراته السابقة، موضحاً: "تأكدت خلال زياراتي المتكررة للمهرجانات العربية خصوصا "طنجة" و"أبو ظبي" أن العرب تفوقوا علينا في كل شيء، وأن مهرجان القاهرة فشل في تسويق نفسه، وبدلاً من أن نتنافس مع المهرجانات العالمية مثل: "كان، فينسيا، برلين" أصبحنا نتنافس مع مهرجانات مغمورة أملاً في أن نصبح أفضل منها". مشيرا إلى أن المهرجان يعاني الآن من أزمات حقيقية، سواء في الأفلام المشاركة التي دائما ما تكون دون المستوى، أو ضيوف شرف المهرجان الذين لا يولون اهتماما سوى بالسجادة الحمراء وكاميرات التصوير التي لا تفارقهم أبدا. بدوره، أكد المنتج هاني جرجس فوزي أن المشكلة الرئيسة للمهرجان هي الأموال التي تنفق عليه، فالمهرجانات العربية قوتها المادية أكبر بكثير، لكن القيمة التاريخية التي يحظى بها مهرجان القاهرة هي التي تحفظ ماء الوجه، برغم أن المهرجانات الأخرى تحفل بنجوم كبار يتم دفع الملايين لاستقدامهم، وهو ما لا يتوافر كثيراً لمهرجان القاهرة. وأشار إلى مشكلة أخرى هي توقيت المهرجان بعد موسم سينمائي مهم لكثير من المنتجين مثل موسم عيد الأضحى الأخير، مشيرا إلى أن معظم المنتجين لن يضحوا بمتابعة أفلامهم من أجل المشاركة في فعاليات المهرجان، لاسيما لعدم وجود جوائز مجزية تشجعهم على ترك متابعة أعمالهم. أيضا قصور التغطية الإعلامية المصاحبة للمهرجان على عكس المهرجانات العربية التي تحظى بإشادة من جميع وكالات الأنباء والصحف العالمية. وأنهى فوزي كلامه متمنيا أن ينتبه منظمو ومسؤولو المهرجان لهذه الأخطاء حتى يمكن الارتقاء به والمنافسة أمام المهرجانات العالمية. مهرجان عريق لكن.. بينما أكد د. أحمد ماهر، مخرج فيلم "المسافر"، أن مهرجان القاهرة عريق جدا ويستحق مكانة أفضل من ذلك بكثير، وعزا السلبيات التي تصادفه إلى افتقاد الميزانيات الضخمة التي تصرف على باقي المهرجانات، مشيرا إلى أن معظم الأفلام القوية تذهب إلى مهرجانات الخليج لقوة جوائزها المادية. وأشار إلى أن جميع التجارب السابقة أثبتت أن الأفلام التي تعرض خارج المهرجان أقوى بكثير من التي تعرض بداخله، وعاب على المهرجان عدم فتحه أسواقا عربية للأفلام المشاركة في المهرجان. لافتاً إلى المشكلة الكبرى برأيه: "إدارة المهرجان تتوسل الأفلام المصرية حتى تشارك فيه، وتتهمهم بعدم الوطنية إذا رفضوا المشاركة برغم أنهم لا يستفيدون بأي شيء من المشاركة".