توجه الناخبون في هايتي إلى مراكز الاقتراع، اليوم الأحد، للإدلاء بأصواتهم في انتخابات رئاسية وتشريعية، سيواجه الفائزون فيها المهمة الشاقة لإعادة بناء البلد الذي دمره زلزال قوي في يناير وتفشي فيه وباء الكوليرا. ومن المقرر، فتح مراكز الاقتراع البالغ عددها 11 ألفًا و181 مركزا من الساعة 6 صباحا وحتى 4 مساء. بيد أنه وبعد مرور 3 ساعات من الموعد المحدد لفتح مراكز التصويت، كانت بعض المراكز لا تزال مغلقة؛ وهو ما أزعج الناخبين الذي كانوا ينتظرون للإدلاء بأصواتهم. وقال أحد الناخبين في مركز تصويت بالقرب من مطار العاصمة بورت أو برنس: "نريد أن ندلي بأصواتنا. (الرئيس رينيه) بريفال أدلى بصوته، لكننا لم ندل بأصواتنا". ولم يتضح عدد الناخبين الذين أدلوا بأصواتهم من بين 4.7 مليون شخص، يحق لهم التصويت؛ نظرا لأن العديد منهم كانوا لا يزالون ينتظرون، أمس السبت، تلقي بطاقات هوياتهم للسماح لهم بالمشاركة. وكان العديد من مواطني هايتي فقدوا مستندات هوياتهم في الزلزال المدمر الذي وقع في 12 يناير الماضي. وأشار مراقبون إلى أن تفشي وباء الكوليرا كان يمثل تحديا آخر أمام مشاركة الناخبين، ودفع بعض المواطنين الخائفين إلى عدم التوجه لمراكز الاقتراع للإدلاء بأصواتهم. ولقي أكثر من 1600 شخص حتفهم بالفعل؛ بسبب تفشي الكوليرا، ولا تظهر في الأفق بوادر على تراجع حدته. وفي بعض الأماكن، وعلى رأسها المعسكرات التي يقطنها المشردون من جراء الزلزال، لم يعرف العديد من الأشخاص الأماكن التي يجب عليهم التوجه إليها لممارسة حقوقهم في التصويت. بيد أن السلطات المحلية والدولية أعربت عن ثقتها في أن نسبة الإقبال ستكون كبيرة. وقد كانت هناك دعوات لتأجيل الانتخابات، وحتى لمقاطعتها؛ نظرا للفوضى المستمرة بعد الزلزال الذي ضرب البلاد في يناير الماضي، وأسفر عن مقتل أكثر من 230 ألف شخص وتفشي وباء الكوليرا. لكن المجتمع الدولي ضغط لإجراء الانتخابات، رغم التوقعات بحدوث تزوير واسع النطاق والتهديدات، بشن أعمال عنف مرتبطة بالانتخابات والاشتباكات بين المتظاهرين وقوات الأممالمتحدة التي أودت بحياة 5 أشخاص في الأسبوع الماضي.