تحفل الساعات الأخيرة قبل التصويت بألاعيب كثيرة، يعرفها محترفو الانتخابات، وراقصو السياسة الشعبية. أول هذه الألاعيب إطلاق الشائعات، بأن المرشح الفلانى تنازل لصالح المرشح العلانى، إطلاق الشائعة يربك التربيطات والتحالفات، ويوجّه التصويت لصالح مرشح بعينه، وحتى يعرف الناس الخدعة، تكون قد مرت ساعات، خدع خلالها مطلق الشائعة عددا لا بأس به من الناخبين. فى العادة يواجه المرشح المقصود بالشائعة، تلك الخدعة، بإطلاق شائعة مضادة بأن الآخر هو من تنازل لصالحه لا العكس، وأول ما يقوم به اتصالات فورية حاشدة لكل أنصاره ومؤيديه: انشروا أن الخبر وصلهم معكوسا، فالمرشح العلانى هو الذى تنازل للفلانى، مع نشر كتائب تهتف باسمه أمام لجان التصويت لإزالة آثار الشائعة. ويمكن لمرشح فئات (مثلا) أن يتحالف مع أربعة أو خمسة من مرشحى العمال، فيحصل على مجموع من يحصلون عليه، وحتى يكتشف الآخرون الخدعة، يكون قد فات الأوان. الخدعة الأغرب، لكنها تبدأ مع بداية المعركة الانتخابية، حيث يدفع أحد المرشحين على الفئات (مثلا)، بمرشح للعمال فى كل شياخة، ويتحمل هو تكلفة دعايتهم الانتخابية كاملة، على أن يعطوه أصواتهم ومن معهم. الوسيلة الأشهر لكسب الأصوات هى إغراء الناخب بالفلوس، فى هذه الحالة، يدفع المرشح بعدد من أتباعه أمام اللجان، ويحاولون استمالة كل ناخب، وشراء صوته، ب50 أو 100 جنيه، وأحيانا يرتفع سعر الصوت لأضعاف هذا. أما كيف يضمن المرشح تصويت الناخب لصالحه بعد أن أعطاه ثمن الصوت، فلها عدة طرق، منها أن يجعل الناخب يحلف على المصحف، وإلا أصابته أمراض كذا، أو يقسم الورقة المالية. الورقة الدوارة هى الطريقة الأضمن، وتتلخص فى أن ينجح المرشح فى تسريب ورقة تصويت فارغة، ويملأها بنفسه، ويعطيها للناخب قبل دخوله اللجنة، فيضعها الناخب فى الصندوق، ويرجع له بالأخرى الفارغة التى أخذها من رئيس اللجنة. وعندما يعرف مرشح بأن فوجا كبير العدد آتيا للتصويت لصالح مرشح آخر، فالرد المتاح وقتها هو دفع بلطجية لاختلاق خناقة، على بعد مناسب من اللجنة الانتخابية، وإدخال الفوج فيها بشكل أو بآخر، لإرهاب القادمين، مما يجبر 80% منهم على الأقل، على العودة دون تصويت، ويمكن إخافة البقية على باب اللجنة. أما إذا وجد مرشح، مرشحا منافسا وقد استولى على شارع بالبلطجة، ومنع آخرين من الدعاية لأنفسهم فيه، فلا سبيل إلا بدفع «معلوم» مناسب لنفس البلطجية، لفتح الشارع، وإنهاء احتكار المرشح المنافس. يمكنكم متابعة مزيد من التغطيات من خلال مرصد الشروق لانتخابات برلمان 2010 عبر مرصد الشروق عبر فيس بوك مرصد الشروق عبر تويتر