عجيب أن يكون أكبر نادٍ مصرى وعربى وأفريقى من حيث عدد البطولات والشعبية والإمكانيات البشرية غير قادر على تقديم مدرب يتولى قيادته ويلقى القبول والدعم من جماهيره وإدارته! أليست مأساة أن يكون المدرب الأجنبى هو الخيار الأول والوحيد فى ناد المفروض أنه أكاديمية لتخريج الكوادر فى مختلف المجالات الرياضية! لن أتناول ما تعرض له حسام البدرى المدير الفنى المستقيل من هجمات جماهيرية دفعته إلى الاستقالة وهو لا يزال يحمل لقب بطل الدورى وينافس بقوة على قمة البطولة فى الموسم الحالى ووصل إلى قبل نهائى دورى أبطال أفريقيا وخرج بفعل فاعل.. ولكن سأناقش مع حضراتكم قرار تعيين عبدالعزيز عبدالشافى (زيزو) مدير فنيا مؤقتا للأهلى بعد البدرى حتى يأتى الأجنبى ليتولى المهمة فى يناير المقبل!! أعرف أن زيزو مجبر على قبول هذا الوضع الذى لا يليق مطلقا باسمه ومكانته ليس فقط لأنه نموذج للاحترام الذى تجسد فى صورة إنسان ولكن لأنه أيضا مثل الكثيرين من أبناء النادى الذين لا يترددون فى تلبية نداء ناديهم فى أى وقت وأى موقع طالما كان فى حاجة إليهم. وبهذا المنطق سيكون عليه أن يتخلى عن قيادة النادى بعد عدة أيام ليأتى أجنبى ويحظى بالاستقرار والاستمرار ويحصل على كل الفرص وتنفذ كل طلباته بمجرد أن يطلبها أو حتى قبل أن ينطقها. مع الأجنبى تظهر الملايين ويجمع النادى اللاعبين من كل صوب وحدب ويتغزل الإعلاميون فى عبقريته ويكون العقد بالسنين أما البدرى وزيزو وغيرهما فالحساب بالمباراة دون أى مراعاة لمعاناة من غيابات وصفقات درجة ثانية وثالثة تفرضها الظروف المادية الصعبة. هذه ليست نظرة عنصرية فى زمن الاحتراف وقد أصبحت أكبر الأندية والمنتخبات الأوروبية يتولى تدريبها مدربون أجانب ولكنها مقارنة يفرضها علينا القرار الغريب بتعيين زيزو مديرا فنيا مؤقتا. ويجعلنا نسأل مسئولى الأهلى كيف تستقيم أمور الفريق بجهاز فنى مؤقت؟.. كيف يسيطر المدير الفنى على كل هؤلاء النجوم الذين تكتظ بهم القائمة وهم يعرفون أنه لن يستمر معهم إلا لأيام معدودة وبعدها يتغير كل شىء لأن رأيه فيهم ليس له تأثير على مستقبلهم فى النادى؟ ألم تستوعب إدارة الأهلى دروسا كثيرة آخرها ما تعرض له منتخب فرنسا من تفسخ نتيجة لأن مدربه ريمون دومينيك كان يقود الفريق فى كأس العالم الأخيرة باعتبارها آخر مهامه ففقد السيطرة على اللاعبين. أعتقد أن القرار جانبه الصواب وأن زيزو وجهازه فقد أهم أسلحته قبل أن يبدأ عمله وخسر عنصرا مهما من عناصر النجاح وهو الاستقرار والثقة فى قدرته على تولى المسئولية وقيادة السفينة الأهلاوية. لقد نسى أن احتكار كل البطولات لا يدوم وأن عهد مانويل جوزيه شهد مع الكم الهائل من النجاحات إخفاقات وسقطات وأن ثمن القادم باهظ لا تتحمله الخزانة التى تئن من صفقات كثيرة مرت على الفريق مرور الكرام ولم تقدم ما يساوى واحدا فى المائة من الملايين التى حصلت عليها ووضعت من جاء بعده فى ورطة ولكن «الجمهور عايز كده».