خرج برشلونة الإسباني من مباراته بملعبه مع تشيلسي الإنجليزي بقائمة من الخسائر أقلها التعادل السلبي الذي ينذر بخروجه من دوري أبطال أوروبا هذا العام تاركا المجال للأندية الإنجليزية الثلاثة ، فقد حمل على عاتقه بسبب هذه المباراة سلسلة من الإصابات والإيقافات التي قد تؤثر على مسيرته في الفوز ببطولتي دوري إسبانيا ودوري الأبطال الأوروبي ، فضلا عما سببته هذه المباراة من هبوط لمعنويات لاعبيه قبل قمة "الكلاسيكو" الحاسمة أمام ريال مدريد الأسبوع المقبل. فقد تأكد غياب المدافع المكسيكي رافائيل ماركيز عن صفوف برشلونة حتى نهاية الموسم الحالي بعد الإصابة التي تعرض لها أمام تشيلسي ، واضطرته إلى الخروج من الملعب مصابا في الدقيقة 49. وذكرت صحيفتا "موندو ديبورتيفو" و"سبورت" الإسبانيتان أن ماركيز تعرض لقطع في الغضروف الخارجي للركبة اليسرى ، وقالت إنه يحتاج إلى إجراء عملية فورية ، بالإضافة للغياب عن الملاعب لمدة ثلاثة شهور. وقال ريكارد برونا رئيس الجهاز الطبي بفريق برشلونة إنه يفضل الانتظار لحين إجراء الفحص الطبي الدقيق على ركبة اللاعب قبل إعلان التشخيص النهائي للإصابة. وأصبح برشلونة في موقف صعب للغاية بسبب إصابة ماركيز - 30 عاما - وحصول كارلوس بويول قائد الفريق والذي لعب مكانه على إنذار هو الثاني له ليغيب أيضا عن مباراة الإياب أمام تشيلسي في ستامفورد بريدج بلندن الأربعاء المقبل. كما جاءت إصابة ماركيز في وقت عصيب للغاية ، حيث سيحل برشلونة ضيفا على منافسه التقليدي العنيد ريال مدريد يوم السبت في الدوري الإسباني الذي يتصدره برشلونة بفارق أربع نقاط فقط عن ريال مدريد. ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد ، بل إن مباراة تشيلسي أظهرت معاناة عدد كبير من لاعبي الفريق الكاتالوني إلى الإرهاق البدني والذهني من جراء طول الموسم الرائع الذي قدموه حتى الآن ، لدرجة أنه خلال فترة خمس دقائق فقط في الشوط الثاني فوجئت جماهير البارسا بسقوط متتابع لكل من الفرنسي تيري آنري والمكسيكي ماركيز ولاعب الوسط شابي إيرنانديز والبرازيلي داني ألفيش ، كما بدا على الكاميروني صامويل إيتو الإجهاد الشديد مما دفع مدربه جوسيب جوارديولا إلى تغييره في الشوط الثاني وإشراك المهاجم الصاعد بويان بدلا منه رغم عدم جاهزيته لمباراة كهذه ، وكانت النتيجة أن بويون أهدر فرصة لا تضيع على الإطلاق أمام المرمى مباشرة قبل نهاية المباراة كانت كفيلة بخروج برشلونة فائزا بهدف أفضل من لاشيء! أما المشكلة الأخرى فهي فنية ، فقد انضم تشيلسي بهذا التعادل إلى قائمة قليلة للغاية من الفرق التي نجحت في إيقاف الهجوم الكاسح لبرشلونة ، ولعب الأداء الخططي لتشيلسي بقيادة مديره الفني الهولندي جوس هيدينك دورا كبيرا في انتهاء هذه المباراة بالتعادل السلبي ، حيث قضى الأسلوب الدفاعي المنظم للفريق الإنجليزي على الخطورة الكبيرة لثلاثي الهجوم المرعب "ميسي – آنري – إيتو". فقد فشل ميسي في الهروب من الرقابة اللصيقة التي فرضها عليه خوسيه بوسينجوا ظهير أيسر تشيلسي ، كما وقع إيتو تحت رقابة لصيقة من جون تيري وأليكس نجمي دفاع تشيلسي ، بينما تكفل برانيسلاف إيفانوف برقابة آنري ، وتصدى الغاني مايكل إيسيان نجم خط وسط تشيلسي لانطلاقات شابي ونجح في "تكتيفه" إلى حد كبير. وبهذا التعادل ، أصبح الفريقان في حاجة إلى الفوز بأي نتيجة في مباراة الإياب على استاد "ستامفورد بريدج" بالعاصمة البريطانية لندن من أجل التأهل إلى النهائي الذي سيقام بالعاصمة الإيطالية روما يوم 27 مايو المقبل. وتعليقا على هذه النتيجة ، أشاد خوان لابورتا رئيس نادي برشلونة بفريق تشيلسي ، وامتدح خصيصا "دفاعه الجيد" ، ولكنه أكد أن الشيء المهم هو أنهم "لم يسجلوا أي هدف هنا". وقال جوارديولا عن المباراة إنه راض تماما عن أداء ميسي رغم أنه لم يسجل ولم يلعب بحرية كاملة في هذه المباراة واصفا إياه بأنه "كان ضحية للرقابة اللصيقة التي تعرض لها" وقال إنه كان رائعا بالنظر إلى ظروف المباراة. وانتقد جوارديولا بشدة الأداء الدفاعي البحت لتشيلسي قائلا : "ليس من السهل أن تلعب بشكل جيد عندما يكون المنافس لا يلعب كرة قدم"! وأكد أن برشلونة سيواصل أداءه الهجومي في ستامفورد بريدج ، واختتم كلامه قائلا : "إنني فخور باللاعبين وراض عن أدائهم". وتعليقا على غيابات لاعبيه في مباراة العودة مثل بويول وماركيز قال جوارديولا بإصرار : "إنهما لاعبان مهمان ، ولكن لا أعذار لدينا في الفوز بالمباراة والصعود إلى النهائي". وقال : "لا شك في أن الخسارة الأكبر من المباراة هي فقدان جهود ماركيز ، ولكن هذا سيزيدنا إصرارا وقوة". ومن جانبه قال إيتو : "ليست نتيجة سيئة بالنسبة لنا ، ولكن يتعين علينا تسجيل أهداف هناك .. تشيلسي لن يستطيع اللعب بهذه الطريقة على ملعبه" ، في إشارة إلى أن الفريق الإنجليزي سيتخلى عن أسلوبه الدفاعي أمام جماهيره. وعلق ألبرت فيريير الذي لعب في الماضي لفريقي برشلونة وتشيلسي على المباراة في التليفزيون الإسباني قائلا : "ما من أحد يعتقد بأن برشلونة لا يستطيع الفوز هناك" ، كما أوضح أن مباراة الإياب "ستكون مباراة مختلفة". أما المحلل التليفزيوني خوسيه ماري باكيرو الذي ساعد برشلونة في الفوز بلقب كأس أوروبا للأندية الأبطال عام 1992 عندما كان لاعبا في صفوف الفريق فحذر المشاهدين الإسبان قائلا : "لا تتوقعوا تغييرات جذرية من تشيلسي في مباراة الإياب" ، لكنه أعرب عن أمله في أن يترك تشيلسي مساحات أكبر في خط ظهره خلال لقاء الإياب. وعلى الجانب الآخر ، أشاد هيدينك مدرب تشيلسي بقوة وتنظيم دفاع تشيلسي خلال المباراة ، وقال : "نحن سعداء بالنتيجة ، فعندما تنظر إلى التاريخ القصير للبارسا والنتائج التي حققوها والأهداف التي كانوا يسجلونها ، فإننا نتأكد أننا حققنا إنجازا أمام فريق رائع". وعن مباراة الأربعاء المقبل الفاصلة قال هيدينك : "يجب أن نلعب أفضل عندما نمتلك الكرة ، يمكننا أن نكون أفضل على الرغم من أن المنافس لن يدعنا نفعل ذلك ، ولكن يجب أن نتحلى بالشجاعة قليلا والحماس من أجل الفوز في كل الظروف". وتحدث هيدينك بفخر عن نجاح فريقه في تحييد ميسي من الناحية التكتيكية قائلا : "لقد أدى بوسينجوا مهمة جيدة ، وساعده فلورنت مالودا في الجهة اليسرى ، وتلقيا دعما من خط الوسط أيضا عندما كان ميسي ينضم إلى الداخل". ولكن هيدينك عاد ليحذر من ميسي قائلا : "يمكن أن توقفه مرة ، ولكن لا أعتقد بأن هذا يمكن أن يحدث مرتين"!