يحاول الحزب الوطنى على مدار الأيام القليلة الماضية السيطرة على الأوضاع فى دائرتى النزهة ومدينة نصر خوفا من تفاقم حالة السخط التى تصاعدت مؤخرا بسبب اختيارات الحزب غير المبررة لمرشحيه على حد وصف أعضاء الحزب من الذين خاضوا المجمعات الانتخابية، وكذلك الضغوط التى مارسها الحزب على بعض المرشحين لانسحاب من الانتخابات بعد تقديم أوراقهم، ومن قبلها الضغط على أعضاء الحزب للانسحاب من المجمعات الانتخابية لصالح شخصيات بعينها. فعلى صعيد ردود الأفعال فى دائرة النزهة، أثار اختيار الحزب الوطنى لكل من حمدى السيد (فئات) وعمر عبدالله رفاعى (عمال) للترشح باسم الحزب ردود أفعال متباينة بين أعضاء الحزب من الذين خاضوا المجمعات الانتخابية، فالبعض التزم باختيارات الحزب والبعض الآخر لجأ إلى سياسة التحالفات مع مرشحى المعارضة والمستقلين، أو حتى عدم دعم مرشح الحزب اعتراضا على هذه الاختيارات، ومن ناحية أخرى رفع أحد المحامين بالدائرة باعتباره أحد أبناء الدائرة ولديه بطاقة انتخابية دعوى قضائية على صحة ترشيح عمر عبدالله رفاعى على مقعد العمال. فعلى مقعد الفئات فى الدائرة تشتد المنافسة التقليدية والتى استمرت لعدة دورات سابقة، بين د. حمدى السيد نقيب الأطباء والذى يحتل المقعد منذ عام 1979 ولم يتركه سوى عدة أشهر عام 1990، والمحامى عيد هيكل عضو الحزب الوطنى ولكنه يخوض الانتخابات كمستقل، وخاض هيكل جولة الإعادة أمام السيد فى الانتخابات الماضية، والذى أكد أن السيد وعده بأنه لن يترشح لمجلس الشعب فى الانتخابات الجارية، وهو ما نفاه السيد مؤكدا ل«الشروق» أن هيكل طلب منه منذ ثلاثة أشهر تقريبا مساعدته فى قيده على مقعد العمال داخل المجمع الانتخابى للحزب الوطنى فى دائرة النزهة بدلا من مقعد الفئات. ويتنافس معهم على المقعد حسام عبدالرحمن رئيس الحزب الجمهورى الحر، ووفى عبدالحفيظ (مستقل)، وكان مقررا أن يخوض المنافسة معهم إبراهيم مهتدى حمادة عضو الحزب الوطنى إلا أنه أعلن انسحابه من الانتخابات بعد تعرضه لضغوط شديدة من قيادات بالحزب الوطنى، يضاف إليهم رومانى رسمى. ومن أبرز المتنافسين على مقعد العمال عمر عبدالله رفاعى (مرشح الحزب الوطنى) وشغل رفاعى المقعد بعد استقالة شقيقه محمد رفاعى لعدم أدائه الخدمة العسكرية من عام 2003 وحتى عام 2005، كما يتنافس على المقعد مجدى عاشور (مرشح الإخوان) النائب السابق للدائرة فى الدورة الماضية ويترشح عاشور للمرة الثانية على التوالى، والذى يرتكز على شعبيته ويراهن عاشور على ما قدمه لأبناء الدائرة من خدمات على حد قوله، كما يتنافس على المقعد عباس حلمى وحمادة عبدالوهاب. أما دائرة مدينة نصر والتى تغيرت فيها خريطة المنافسة تماما بتغير المتنافسين خاصة بعد فتح الحزب الوطنى باب الترشيح فى المجمع الانتخابى على مقعد الفئات بعد انسحاب مصطفى السلاب نائب الدائرة فى الدورة البرلمانية الماضية لظروفه الصحية، ودخل بدلا منه المهندس سامح فهمى وزير البترول والذى فاز بالتزكية بالترشيح باسم الحزب بعد انسحاب منافسيه فى المجمع الانتخابى علاء الصاوى، ومحيى زكريا جورجى نتيجة للضغوط التى مارسها الحزب الوطنى عليهم. فكانت المنافسة على هذا المقعد شرسة فى انتخابات مجلس الشعب 2005 بين مرشح الوطنى السلاب ومرشحة الإخوان مكارم الديرى والتى أعلنت عدم خوضها الانتخابات لهذه الدورة، والتى حسمها السلاب لصالحه فى اللحظات الأخيرة. ومن أبرز منافسى وزير البترول سيدتان أحدهما مرشحة الإخوان د. منال أبوالحسن، ومرشحة حزب التجمع نجوى عباس والتى أعلنت عن تقديمها طعنا للجنة العليا للانتخابات ضد وزير البترول بسبب استخدامه سلطاته كوزير فى الدعاية الانتخابية، كما قدم أيمن كراع أحد المنافسين على المقعد طعنين للجنة الطعون وكذلك للقضاء الإدارى ضد وزير البترول. أما مقعد العمال فى الدائرة، فقد أثار فتح باب الترشيح فى المجمع الانتخابى للحزب الوطنى ضجة كبيرة، فبعد أن خاض المرشحون بالمجمع كل المراحل الأولية التى حددها الحزب لاختيار المرشحين ولم يتبق لهم إلا انتخابات الشياخات، فوجئ الجميع بهذا القرار وأعقبه اختيار الحزب لتوفيق حافظ أحد المتقدمين الثلاثة الجدد. وأرجع د.جمال السعيد هذا القرار إلى حرص الحزب على إعطاء الفرص المتكافئة فحدث هذا أسوة بفتح المجمع على مقعد الفئات، وفى الوقت الذى أعلن فيه مرشحو الحزب أثناء انعقاد المجمعات التزامهم التام باختيارات الحزب، إلا أنهم طالبوا بمعرفة الأسس التى تم بها اختيار مرشح الحزب على هذا المقعد. ويعد عصام مختار موسى (مرشح الإخوان) نائب الدائرة فى الدورة الماضية، أحد أبرز المنافسين على المقعد، فقد خاض موسى منافسة شرسة فى الانتخابات الماضية أمام ثريا لبنة استطاع أن يحسمها لصالحه وبفارق أصوات قليلة.