تميزت الدعاية الانتخابية ل68 مرشحا متنافسا على مقعدى البرلمان بالدائرة، باستخدام المال والدين واحتياج المواطنين فى دائرة يسودها الفقر والبطالة وتتفشى فيها تجارة المخدرات والتنقيب عن الآثار، فى جذب أصوات الناخبين وكسب تأييدهم. جماعة الإخوان المسلمين علقت ملصقات على حوائط الدائرة تحمل دعوة للمواطنين للتوجه إلى صناديق الانتخاب لمواجهة الفساد والتزوير، ولم تخل هذه الملصقات من شعار «الإسلام هو الحل»، دون ذكر اسم أو وضع شعار الجماعة على الملصقات. أما مرشحها لمقعد الفئات سيد جاد الله المحامى، فقد التزم بعدم استخدام هذا الشعار فى دعايته لنفسه. ويواجه جاد الله مضايقات أمنية خلال جولاته الانتخابية، تسببت فى كسب تأييد عدد كبير من الأهالى له. أما مرشح الحزب الوطنى ونائبه الحالى على مقعد العمال، ميمى العمدة، فيمثل أكثر المرشحين إنفاقا على الدعاية الانتخابية، وتشهد شوارع الدائرة تعليق لافتات لها على بوابات تزيد تكلفة الواحدة على 300 جنيه، أما مرشح الوطنى لمقعد الفئات ناجح جلال والذى يواجه حربا ضروسا من منافسين له انشقوا عن الحزب وخاضوا الانتخابات كمستقلين، فتغيب لافتات دعايته الانتخابية عن منطقة وشوارع المطرية، فيما توجد فى عين شمس. وقد ابتعدت دعاية زميله ميمى العمدة عنه تماما لتكون المطرية الدائرة الوحيدة تماما التى تحمل لافتات تأييد مرشحى الوطنى بها، اسم وصورة كل مرشح على حدة، حيث يخشى العمدة احتساب منافسيه له كمتحالف مع جلال الذى يعتبره أبناء منطقة المطرية غريبا عليهم تماما. «فلنعلنها حربا.. هنحارب.. هنحارب».. قالها المرشح المستقل لمقعد الفئات والمنشق عن الوطنى كامل صلاح أبوعيدة المحامى وأنصاره فى مؤتمر انتخابى له قبل يومين. وهى ألفاظ تدعو إلى العنف فى مواجهة منافسيه، حيث يتمتع أبو عيدة وعائلته بعصبية وانتشار عائلى واسع بأرجاء الدائرة. التصويت العائلى بالدائرة لا يخلو من صراعات داخل العائلة الواحدة على مقعدى البرلمان أو لقب مرشح سابق، ما دعا عاطف بيومى مخاليف إلى الترشح لمقعد الفئات ربما غيرة من ابن عمه أبوالعلا مخاليف الأخ الأصغر للنائب السابق محمود عبده مخاليف الذى أخفق فى مجمع الوطنى الانتخابى ونصح شقيقه بالترشح مستقلا حتى لا تغيب سيرة العائلة عن مولد الانتخابات. الأمر ينطبق على عائلة الكرداسى حيث رشح إمام الكرداسى المحامى، الذى فشل فى انتخابات مجمع الوطنى وحصل على حكم بأحقيته فى الترشح مستقلا دون تنفيذ لجنة تلقى طلبات الترشيح له، شقيقه محمود لمقعد الفئات ليدخل فى صراع مع ابن عمه حمدى الكرداسى الهارب من مجمع الوطنى إلى الترشح كمستقل فلاح، حيث تشهد العائلة نزاعا واسعا بين أبناء العم نظرا لقناعتهم بأن الناخبين لا يمنحون أصواتهم لمرشحين من عائلة واحدة. كما يتكرر مع عائلة منطاوى حيث يواجه المرشح المستقل محمد صالح وشهرته الحاج صفاء، نفس الأزمة لكونه ابن عمة نائب الوطنى ومرشحه الحالى لمقعد العمال «ميمى العمدة»، ونفس الأزمة نجدها فى تكرار ترشيح وليد فتحى التركى شقيق عماد فتحى التركى الذى شطبته لجنة تلقى طلبات الترشيح لعدم استكماله أوراقه. جميع المرشحين استغلوا موسم عيد الأضحى المبارك ليلاحقوا أهالى الدائرة فى ساحات الصلاة، ويعلنون ذبح الأضحيات لأجل الفقراء والمحتاجين، وفى الباطن لتوزيعها كهدايا على سماسرة الانتخابات أو رشاوى للجمعيات الأهلية العاملة فى خدمة الفقراء لكسب ود رؤسائها ليكون لهم الدور الفاعل فى توجيه أصوات الفقراء إليهم. ووصل متوسط عدد الأضحيات التى ذبحت من قبل المرشح الواحد لأبناء الدائرة صباح اليوم الأول لعيد الأضحى، إلى ذبيحتين، بمعنى أن 68 مرشحا، إذا استثنينا منهم مرشحين قبطيين مثلا، قاموا بذبح ما يزيد على 130 عجلا. واعتمد مراقبو «شفافية» فى احتساب عدد أضحيات المرشحين، على متابعة عدد من محال الجزارة ومقار المرشحين الانتخابية التى شهدت عمليات الذبح، خاصة بشوارع منطقة المطرية، حيث تمت عمليات الذبح بالمقار الانتخابية أمام المرشحين أنفسهم، فيما تمت لدى محال جزارة فى وجود ممثلين عنهم فى أغلب الحالات. إبراهيم شعبان إبراهيم مرشح الفئات المستقل، أعلن تبنيه إنجاز مشروع سكنى لشباب الدائرة داخل منطقة تقسيم أراضٍ تديرها شركته الخاصة، ليمنح كل مؤيد له قطعة أرض 100 متر مربع مقابل الحصول على صوته. عدد ممن زاروا مقر المرشح الانتخابى اكتشفوا حقيقة الأمر، وهو أن صاحب الإعلان يمنح كل 5 أفراد من الناخبين الذين يمنحونه أصواتهم، قطعة أرض مساحتها 100 متر مربع، لإقامة مبنى سكنى مشترك عليها، مقابل قيام كل فرد بسداد 20 جنيها عن المتر، فى حين لا يزيد سعر المتر الأصلى على 100 جنيه