تستعد محكمة الأممالمتحدة الخاصة، التي تحقق في اغتيال رفيق الحريري، رئيس الوزراء اللبناني الأسبق، لتوجيه أصابع الاتهام لعدد من أعضاء جماعة حزب الله اللبنانية نهاية العام، حيث سربت مصادر مطلعة بالتحقيقات أن من بين المتهمين القيادي في حزب الله عماد مغنية، الذي قتل في تفجير سيارة عام 2008، ومصطفى بدر الدين شقيق أحد كبار القادة العسكريين بالجماعة. وقالت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية في تقرير لها، اليوم الاثنين، إن مغنية وبدر الدين ضمن ستة مسؤولين لبنانيين من المحتمل أن تدرجهم الأممالمتحدة في قائمة الاتهام، مشيرة إلى أن مغنية كان من بين أكثر الرجال المطلوبين على جدول أعمال مكتب التحقيقات الفيدرالية الأمريكي قبل مقتله. وأضافت الصحيفة أن التقارير الأولية لمحققي الأممالمتحدة كانت قد أدعت أن عملاء المخابرات السورية كان لهم دور في مقتل الحريري، حيث تملك نحو 15 ألف جندي داخل الأراضي اللبنانية؛ ما سمح لها بالإشراف على اتخاذ القرارات السياسية والأمنية وتنسيق عملياتها مع حزب الله، إلا أن سوريا رفضت الاتهام تمامًا. ولفتت الصحيفة إلى أن محكمة الأممالمتحدة كانت قد وجهت اتهامات إلى أربعة من جنرالات الجيش اللبناني عام 2005 كانوا قريبين من الجانب السوري، وبالفعل جرى إطلاق سراحهم نهاية العام الماضي بعدما أكد قاضي النيابة العامة أن المحكمة ليس لديها الدليل الكافي لاستمرار حبسهم، فيما لم يستبعد القاضي اتهامهم مرة أخرى. جدير بالذكر أن السيد حسن نصر الله، أمين عام حزب الله، كان قد توقع في يوليو الماضي أن يجرى اتهام جماعته بأداء دور في اغتيال الحريري، ما عزاه إلى نفي الاتهام واتهام المحكمة بتسييس القضية ضد حزب الله، بجانب تقديمه معلومات تشير إلى ضلوع إسرائيل في عملية الاغتيال. ومن جهة أخرى، قال السيناتور الأمريكي جون كيري، اليوم الإثنين: إن لبنان لا يستطيع تغيير مسار المحكمة التي تحقق في مقتل الحريري، وأقر بالتوتر الطائفي الذي تثيره الاتهامات المتوقعة. وأضاف كيري، بعد لقاء مع سعد الحريري، رئيس الوزراء اللبناني، وقبل توجهه إلى دمشق: "لبنان لا يملك سلطة تغيير المحكمة لأن الأممالمتحدة هي التي أنشأتها بناء على طلب هذا البلد". ورفض الحريري الاستجابة للضغط رغم أنه أصلح من علاقاته مع سوريا. وفي محاولة لتعزيز موقف الحريري تعهدت الولاياتالمتحدة بدفع عشرة ملايين دولار للمحكمة، بما يصل بالتبرعات الأمريكية للمحكمة إلى 30 مليون دولار. ونصح كيري بألا يتم اتخاذ اتهامات المحكمة على أنها هجوم موجه إلى حزب الله.