ربطت منى الصغير رئيس الإدارة المركزية للمراجعة بالتليفزيون المصرى بين ما تعرض له طفل مدرسة مصر الجديدة من اعتداء جنسى وبين ما يعرض فى التليفزيون من برامج مخصصة للأطفال، موضحة أن نظريات الإعلام أثبتت أن الطفل يقلد ما يشاهده فى التليفزيون، وضربت المثل فى ذلك بين انتحار طفل بعد مشاهدته فيلم «سوبر مان»، وكذلك الحادثة الشهيرة التى وقعت بإحدى المدارس الأمريكية التى راح ضحيتها 12 تلميذا على يد زميلين لهم جاءا مسلحين إلى المدرسة وأطلقا النار على من كانوا فى الكافتيريا ثم انتحرا بعد ذلك، وتبين أنهما كانا يدمنان مشاهدة أفلام العنف، وضربت المثل أيضا بألعاب الكمبيوتر التى تحض على العنف. وطالبت الصغير خلال مشاركتها أمس فى منتدى اليونيسيف السادس فى الإعلام الإقليمى الذى تستضيفه مصر بحملة إعلانية بأسرع ما يكون لرفع وعى الأسرة بترشيد استخدام التليفزيون بحيث لا يشاهد الطفل برامجه لأكثر من ساعتين فقط فى اليوم، مع الالتزام بالرموز التصنيفية التى توضع على الأفلام المخصصة للأطفال لتحدد الأعمار التى يمكن أن تشاهد الفيلم أو المنتج الإعلامى، داعية أفراد الأسرة إلى مشاركة الأطفال لمشاهدة برامجهم لتوعيتهم بخطورة ما يشاهدونه من أشكال العنف. وأشار المشاركون إلى انتهاك آخر يتعرض له الأطفال اسموه بالانتهاك الإعلامى، حيث كشفت بعض وسائل الإعلام عن شخصية الطفل من خلال إظهار صور والده بما جعله معروفا لدى زملائه وجيرانه، وطالبوا بحماية الأطفال الضحايا مما ادسموه بالعنف الإعلامى ضد الأطفال. وطالب الفنان خالد أبوالنجا سفير النوايا الحسنة لليونيسيف بتوعية الطفل بحقوق الحماية من العنف والتعليم الجيد والمساواة باعتبار أن هذه التوعية هى الدرع الحقيقية لحمايته، ودفعه لأن يكون فعالا لحماية نفسه، بينما قالت الفنانة صفاء أبوالسعود خلال تكريمها أن الأمر لا يتوقف عند توعية الطفل بحقوقه داخل المدارس فقط بل لابد أن يمارس هذه الحقوق داخل المدرسة وفى البيت وأن يساعد الإعلام فى توعية الطفل بهذه الحقوق أيضا وكيفية ممارستها، لافتة إلى ان مواعيد برامج الأطفال لا تناسب ظروفهم. وقال لطفى لعنارى رئيس تحرير مجلة الحقائق التونسية أن الدراما التليفزيونية لا تصور الطفل كبطل ولكن تظهره إما مشردا بفعل طلاق والديه وإما طفلا عاملا يتحمل مسئولية الأسرة بعد وفاة الأب أو عجزه، ولا تصور الدراما طفلا عاديا يعيش حياة عادية، فهو إما أن يكون بطلا وإما أن يكون منحرفا، وعلينا تغيير هذه الصورة ليتغير مفهوم الطفل عن نفسه.