توقع بن كسبيت (فى مقالة كتبها فى «معاريف» أمس) أن يعلن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو تجميدا جديدا للاستيطان خلال الأسابيع القليلة المقبلة، لكن لدى شخصيا توقعا آخر مقلقا، وهو أن هذا الأمر سيحدث قبل انتخابات الكونجرس الأمريكية التى ستعقد فى 2 نوفمبر أى فى غضون الأسبوع المقبل لأن الغاية هى إعطاء أوباما دفعة إلى الأمام (عشية الانتخابات). يريد نتنياهو من رئيس الولاياتالمتحدة أن يتذكر أن رئيس الحكومة الإسرائيلية كان لطيفا معه وقدر موقفه ووضعه فى استطلاعات الرأى العام فى أمريكا، التى تتوقع له الهزيمة. لكن حتى لو حدث ذلك، فإن أوباما لن يتذكر لنتنياهو أى معروف عندما تقع الأزمة المقبلة بينه وبين الفلسطينيين، ذلك بأن أوباما عقد عزمه على تحقيق هدف وحيد هو إقامة دولة فلسطينية ضمن حدود 1967. أما كل ما تبقى فهو فى نظره وفى نظر تابعه جورج ميتشل تفصيلات تافهة، بما فى ذلك ال350 ألف مستوطن الذين يريد أوباما طرد أكبر عدد ممكن منهم من أراضيهم والسماح للمتبقين منهم بالبقاء تحت سلطة الدولة الفلسطينية، الأمر الذى يعنى منفى جديدا، وهذه المرة داخل أرض إسرائيل. إذا فعل نتنياهو ذلك والدلائل كلها تشير إلى أنه سيفعل فإنه لن يخون فقط ناخبيه الأوفياء لأرض إسرائيل، تماما مثلما فعل مناحم بيجن وأرييل شارون، ولن يخون فقط وعده الصريح الذى أعطاه للشعب وتعهد فيه بعدم تجميد الاستيطان مرة أخرى، بل سيجعل نهاية ولايته كرئيس للحكومة أيضا. فمن دون أحزاب «إسرائيل بيتنا، وشاس، والبيت اليهودى»، لن يكون لديه حكومة. ولو كنت مكانه لما اعتمدت على (زعيمة المعارضة) تسيبى ليفنى التى لا تزال تطالب برئاسة الحكومة، بالتناوب على الأقل. وفيما يتعدى ذلك، فإن كلام نتنياهو اللين عن التجميد، وربطه بين اعتراف الفلسطينيين بإسرائيل «دولة للشعب اليهودى» وبين وقف البناء، إنما يدلان على أن نتنياهو ما عاد ذلك الرجل الذى يمكن الاعتماد عليه فى هذه الأمور. فحين يكون الثمن هو أرض إسرائيل، فإن اعتراف الفلسطينيين لا قيمة له البتة، وماذا يهمنا سواء اعترفوا بنا أم لم يعترفوا؟ إن التزام إسرائيل بتجميد الاستيطان فى خطة خريطة الطريق كان مرهونا بوقف «الإرهاب» الفلسطينى، وينسحب ذلك على قطاع غزة. وحقيقة أن الشق الغزى من الفلسطينيين يمارس الإرهاب تعفى إسرائيل من أى التزام بموجب خطة خريطة الطريق. فلتهدئوا غزة أولا. على إسرائيل أن تقول للعالم أيضا إن مفهوم «التواصل الجغرافى» هو مجرد هراء. فمثلما أنه لا يوجد فى إسرائيل، المرقطة ببلدات عربية، تواصل جغرافى يهودى، ليس من الضرورى أن يكون هناك فى يهودا والسامرة (الضفة الغربية)، المرقطة بمستوطنات إسرائيلية، تواصل جغرافى عربى