كيلو قوطة يا سيادة المحافظ ربنا يخليك»، قالتها سيدة عجوز للدكتور سمير سيف اليزل، محافظ بنى سويف. ناولته الخمسة جنيهات، وناولها كيلو الطماطم معبئا وملفوفا. قبل دقائق، كان رجل وقور يلبس بدلة أنيقة قد نزل من عربة فاخرة بستائر سوداء، تقف فى ميدان حارث، قريبا من منفذ لبيع اللحوم تابع لمحافظة بنى سويف، ووقف بجوار عدد من صناديق الطماطم، ونادى: «بتلاتة ونص كيلو الطماطم». لم تكن دهشة المواطنين الحاضرين، لأن البائع يلبس بدلة، ولكن لأنهم اكتشفوا بعد قليل أن هذا الرجل هو نفسه محافظ الإقليم. وخلال دقائق، كان العشرات قد تجمعوا، لشراء الطماطم أو حتى طلب مساعدات إنسانية وفرص عمل. لجأ المحافظ لهذا الموقف، بعد أن وصل سعر كيلو الطماطم فى بنى سويف لعشرة جنيهات، فيما يمكن للتجار أن يبيعوه بأربعة فقط، فالمزارع تخرجه لهم بثلاثة جنيهات للكيلو. فى الميدان نفسه، كان سكرتير المحافظة، يقف أمام منفذ بيع اللحوم، فطلبت منه إحدى السيدات أن يبيع لها نصف كيلو كبدة، فأخذ الفلوس منها وأعطاها للبائع. سيف اليزل، قال إن المحافظة تعاقدت مع محطة فرز وتعبئة الخضراوات، التى تم افتتاحها فى قرية بنى سليمان شرق النيل، لتوفير الطماطم بأسعار مخفضة. وأضاف المحافظ أن التجار يشترون الطماطم من المزارع بسعر 3 جنيهات للكيلو، ويبيعونها بأسعار تتراوح ما بين 8 و10 جنيهات. فقرر التعاقد مع المزارع لتوفير الطماطم، واتفق مع المحطة على تعبئتها وبيعها فى المنافذ المخصصة بجانب شوادر بيع اللحوم البلدية. وتابع اليزل أن المحافظة أنشأت صندوقا لدعم الأسعار يتم تمويله من صندوق الخدمات، ومن خلال بعض الرسوم على خدمات هذه المنتجات المدعومة.