التهاب الملتحمة أحد أمراض العيون المعروفة منذ القدم والتى على اختلاف أنواعها ومسبباتها يطلق عليها مجتمعة الرمد منذ أن كان يطلق على أطباء وجراحى العيون أطباء الرمد. والملتحمة هو اسم ذلك الغشاء المخاطى لبياض العين والجفون (العلوى والسفلى) وهو غشاء رقيق ملىء بالخلايا والغدد التى تساهم فى إفراز سائل رائق يغطى سطح العين ليحميها ويسهل حركتها. التهاب الملتحمة قد تسببه ميكروبات عديدة منها البكتيريا والفيروسات والكلاميديا أيضا قد يحدث نتيجة حساسية غير معروفة السبب لذا تختلف أعراضه وفقا للميكروب المسبب له. وهو مرض موسمى يرتبط بتغيير الطقس كما يحدث فى الربيع (مايو، يونيو) ويسمى بالرمد الربيعى أو بدايات الخريف (أكتوبر ونوفمبر) حيث تقل الحرارة وترتفع نسبة الرطوبة ويتزامن ذلك مع ارتفاع نسبة توالد الحشرات ومنها الذباب فهو مرتبط فى المقام الأول بغياب معايير النظافة العامة. وتتنوع الأعراض بحسب الأسباب. فأعراض التهاب الملتحمة الناشئ عن الإصابة بالبكتيريا تتراوح بين احمرار العين والإحساس بوجود جسم غريب فيها وإفراز سوائل تنتهى إلى تراكم المخاط والصديد والتصاق الرموش ببعضها البعض ويحتاج الأمر لاستعمال المضادات الحيوية ونظافة العين باستمرار. أما التهاب الملتحمة الناشئ عن الحساسية فيصيب العين بالاحمرار الشديد والرغبة فى هرشها بشدة إلى جانب الدموع الغزيرة التى تنهمر من العين. أما التهاب الملتحمة الفيروسى فهو أكثر الأنواع انتشارا إذ يكفى أن يصاب به تلميذ واحد فى الفصل حتى يصبح احتمال إصابة الفصل به أمرا واردا تكثر الإصابة به مسبوقة بالإصابة بنزلة البرد أو العودة من المصايف واستعمال حمامات السباحة لفترات طويلة. ولهذا النوع أعراض تتناسب وضراوة الفيروس المسبب له إذ يعانى المريض من احمرار شديد فى العين وانسيال الدموع الغزيرة وتورم الجفون والغدد الليمفاوية وتغيب الإفرازات السميكة والصديد. وقد يحدث نزيف فى بياض العين مما يزيد من فزع المريض، لكن الأمر لا يعدو زوبعة فى فنجان فسرعان ما تنتهى الأعراض وتعود العين لحالتها الطبيعية حتى بدون علاج مع اتخاذ احتياطات عدم نقل العدوى لآخرين والالتزام بنظافة العين المصابة وغسلها بالماء النقى باستمرار. ويقول مصطفى نبيه أستاذ طب وجراحة العيون بطب قصرالعينى إن الوقاية من أعراض التهاب الملتحمة، أيا كان السبب، تبدأ بمقاييس النظافة العامة التى يجب أن ينتبه إليها كل إنسان، وهى غسل اليدين دائما بالماء الجارى والصابون. إلى جانب التنبه لعدم نقل العدوى من عين لأخرى بلمس المصابة. «لا تشارك الآخرين البتة متعلقاتهم الشخصية مثل المناشف والمناديل وأكياس المخدات التى يجب غسلها يوميا أثناء المرض واحذر استعمال أدوات الغير خاصة أدوات التجميل الخاصة بالعين لدى السيدات مثل أقلام الكحل أو المساكارا لتجميل الرموش»، كما ينصح نبيه. يضيف الدكتور مصطفى نبيه أن علاج التهاب الملتحمة بأنواعه أمر معروف ويضمن الشفاء الكامل فى غضون أيام قليلة. لكنه يجب أن يتم تحت إشراف طبيب متخصص فالمضادات الحيوية يجب أن تختار وفقا لمعايير سليمة وإلا نتجت سلسلة جديدة من البكتيريا المقاومة لها الأمر الذى يعقد الأمور بصورة قد تطول معها فترة العلاج أو تنتهى بمضاعفات خطيرة. كذلك الحالات التى يستخدم فيها الكورتيزون فالحرص فى استخدامه أمر يجب أن يترك للطبيب نظرا لأهميته.