على ذمة ما نشرته الزميلة آية أمان فى الصفحة الأولى من جريدة «الشروق» صباح أمس الأول (السبت) فإن مسئولا حكوميا دعا إلى تأجيل المفاوضات مع بلدان حوض النيل، لأن وزير الرى د. محمد نصر الدين علام مشغول هذه الأيام بمعركته الانتخابية فى دائرة جهينة بسوهاج. والنتيجة أن الملفات التى كان يفترض تجهيزها منذ أسابيع لم تنجز، والملف معلق، حتى يعود الوزير لممارسة عمله، بدلا من الذهاب إلى مفاوضات لم يتم الاستعداد لها جيدا. وزير الزراعة أيضا أمين أباظة منهمك فى المعركة الانتخابية فى دائرته التلين بالشرقية، وبدلا من تخصيص وقته للجلوس مع مستشاريه للبحث عن حل لاختفاء الطماطم وارتفاع أسعارها إلى أكثر من عشرة جنيهات واقتراب سعر كيلو اللحم من مائة جنيه فإنه مشغول باللف والدوران على أعيان وعائلات الدائرة لضمان النجاح الساحق. وما يفعله الوزيران علام وأباظة يفعله تقريبا ربما مع فارق الدرجة غالبية الوزراء والمسئولين الذين قرروا أو تقرر لهم ترشيح أنفسهم لعضوية مجلس الشعب. بالطبع من حق كل شخص وزيرا كان أو غفيرا أن يترشح للبرلمان، لكن إذا كان هذا الشخص مسئولا عن خدمة المواطنين فى مكان معين، فالمفترض ألا يكون هذا الترشح خصما من حقوق الناس. أن تتجمد المفاوضات مع بلدان حوض النيل بشأن أزمة خطيرة مثل أزمة المياه بسبب انشغال الوزير فى دائرة جهينة فتلك كارثة، لأنه لو أن الانتخابات فرضا لم تحدث فى جهينة بأكملها فلن يتزلزل الكون، لكن مشكلة مياه النيل تؤثر على كل منزل، وتأخير حلها ندفع ثمنه كل يوم. ومن حسن الحظ أن دور الدكتور علام قد تراجع كثيرا فى هذا الملف بعد الأداء السىء لوزارته وإعلان معظم دول الحوض توقيع الاتفاقية الإطارية من جانب واحد بدون موافقة مصر والسودان فى اجتماع شرم الشيخ الشهير. لكن المشكلة أن الوزارة لاتزال تقوم بعمل الدراسات والأبحاث والتقديرات التى تحتاجها الأطراف الأخرى الفاعلة فى هذا الملف. أما ما يفعله الوزير أباظة فهو مثال صارخ على غياب الحس الاجتماعى لوظيفة الوزير.. أكثر من 99٪ من منازل المصريين تئن وتصرخ بسبب ارتفاع الأسعار خصوصا الطماطم وبقية الخضراوات، والوزير المسئول يقضى معظم وقته فى حملات انتخابية ويتهم درجات الحرارة فقط بالمسئولية معفيا نفسه ووزارته تماما. ولو شئنا الموضوعية والانصاف فمن الظلم أن نلوم فقط هؤلاء الوزراء، لكن نلوم رئيسهم. يفترض أنهم لم يتركوا وظائفهم من تلقاء أنفسهم، بل حصلوا على إذن من الدكتور أحمد نظيف كى يمارسوا سياحة ورياضة التجول فى القرى والنجوع بحثا عن أصوات الناخبين والتقاط الصور التذكارية والفولكلورية بالجلباب فى جهينة أو دوار الباشا فى الشرقية. لكن لماذا نلوم الدكتور نظيف والرجل نفسه شبه مختفى، واكتفى بجولة فى القليوبية قبل أيام وحرص على التقاط صور تذكارية مع ما كان يطلق عليه المواطنون «الطماطم» معتقدا أن هذه الصور تعنى أن الأزمة تم حلها. مع حكومة مختفية ومنقسمة ووزراء منعدمى الحس السياسى.. ما حاجتنا إلى أعداء فى الخارج؟!.