«الجيل الثالث من العائلة، وهو جيل المستقبل، يريد أن يركز فى الفترة المقبلة على مجالات أخرى، غير الصناعات الإلكترونية، التى ركزنا عليها من خلال أوليمبيك جروب».. يقول نيازى سلام، رئيس مجلس إدارة مجموعة صناعات الأجهزة الكهربائية المنزلية، الذى قرر مع أفراد عائلته المالكة للمجموعة، أن يبيعوا نصيبهم فيها، والبالغ 52%، لشركة إلكترولوكس السويدية. ويوضح سلام أن شباب العائلة بدأ فى أنشطة جديدة واجتهد بها، «ويريد أن يخلق لها كيانا كبيرا» فى مجالات الاستثمار العقارى، والتجارة الداخلية، والتعليم، وتكنولوجيا الاتصالات، والصناعات الغذائية. ودارت شائعات عن وجود خلافات بين أفراد العائلة دفعت بها إلى بيع أوليمبيك ليحصل كل منهم على نصيبه، يرد عليها سلام قائلا: «نحن لن نضحى بأسطورة العائلة، ولا ننسحب من السوق، بل ببساطة نحول نشاطنا من مجال إلى آخر»، مؤكدا أن أهداف العائلة المتعلقة بأوليمبيك جروب قد تحققت، «نجحنا أن نجعل منها مجموعة رائدة فى المنطقة، ومن ثم حان الوقت أن ننتقل إلى الهدف الأكبر، وهو الوصول بها إلى العالمية، وهذا لم يكن ليتم دون تدخل كيان عالمى كبير له وزنه». ومن جهة أخرى، فإن مشاريع الجيل الثالث من عائلة سلام تتطلب رءوس أموال، «ماذا تفعل إذا وجدت ابنك يدير مشاريع تدر له ربحا، وحقق فيها نجاحا وشهرة كبيرة، والأهم من ذلك أن له أحلاما أن يصل بها لما حققته أنت فى عملك، وينتظر مساعدتك؟ أليس من الطبيعى أن تشجعه وتسانده؟ هذا ما قررت العائلة بالضبط فعله»، يقول سلام. لذلك «حين عرضت علينا الشركة السويدية الصفقة، التى لم نسع إليها، لم نستطع أن نرفض مثل هذا العرض، خصوصا أننا نجحنا، بعد مفاوضات دامت ما يقرب من 5 أشهر، أن نرفع قيمة الصفقة ونحصل على سعر أفضل»، يروى سلام. الناس لا تعرف باراديس وينفى سلام تمام فكرة خروج العائلة من السوق المصرية، قائلا: «لقد بعنا أوليمبيك لنستثمر فى مجالات أخرى، فكيف نكون بذلك قد خرجنا»، موضحا أن المشكلة أن الناس لا تعرف سوى أوليمبيك إلكتريك، لذلك تصوروا أن بيعها يعنى التخارج من السوق، «ولكن الحقيقة هى أن باراديس كابيتال، وهى الشركة القابضة المالكة لأوليمبيك جروب، والمملوكة لعائلة سلام، لها أنشطة أخرى كثيرة، لكنها لم تكتسب نفس الصيت لأوليمبيك، ولكن «هذا لا يعنى أنها ليست بنفس الأهمية»، يقول سلام. وتقيم باراديس كابيتال، فى الوقت الحالى مشروعا تعليميا «مهما»، بحسب سلام، فهى تمتلك 52%، فى إحدى الجامعات الدولية الجديدة فى مصر، رفض ذكر اسمها إلا فى الوقت المناسب، موضحا: «أنا لا أريد الدعاية للمشروع وإنما أريد أن أؤكد أن أنشطتنا المقبلة لن تكون أقل أهمية من أوليمبيك، ولكنها تتفق مع مصالح ورغبات أبنائنا». «الناس لا تحاول أن ترى الجانب المضىء من الصفقة، بل هم دائما للأسف يبحثون عن الجانب المظلم. عندما اتخذنا قرار بيع أوليمبيك، فهذا الكيان ليس زهرة الخشخاش، فرطنا فيها وخرجنا بها خارج الوطن، بل نحن جلبنا مستثمرا كبيرا إلى مصر، يعتبر الثانى وأحيانا الأول على مستوى العالم فى مجاله، لكى يضخ استثمارات جديدة فى الدولة، ويكبر بهذا الكيان وينهض به إلى العالمية». والأهم من ذلك، كما يوضح سلام، أن عملية البيع والتى من المتوقع أن يتم تنفيذها بشكل نهائى مع بداية 2011، لن تنهى العلاقة مع أوليمبيك، لأنه وفقا للاتفاقية، سيقوم الطرفان على الفور بإنشاء شركة تقوم بإدارتها العائلة «لفترة لن تقل عن بضع سنوات أخرى»، بحسب قوله رافضا تحديد عددها، حتى تتعرف الشركة الجديدة على كل خيوط العمل ومكوناته من عاملين وموردين، وموزعين، إلخ. وتعد أوليمبيك، التى أسستها عائلة سلام فى أوائل السبعينيات، صاحبة أكبر حصة سوقية فى السوق المحلية للأجهزة الكهربائية المنزلية، وتسيطر على 30% من مبيعاتها، خصوصا السخانات والثلاجات والأفران. تقييم «بى تك» ونماء مرتفع أثارت صفقة بيع أسهم آل سلام فى أوليمبيك، شأنها مثل أى صفقة بيع وشراء، شائعات حول مصير الأقلية فى الشركة، واتهم أصحاب الأسهم المطروحة فى البورصة فى شركتى نماء وبى تك، التابعتين لأوليمبك، ملاك المجموعة بالتفريط فى أسهم هذه الشركات وبيعها بثمن رخيص يقل عن قيمتها، فى الوقت الذى سعوا فيه للوصول إلى أعلى قيمة لسهم أوليمبيك. وكانت الصفقة قد قيمت سهم كل من نماء وبى تك ب13.88، و3.44 جنيه، بالتوالى، وهو ما يراه أصحاب الأسهم أقل من قيمته. «من يرى السعر غير عادل لا يبيع»، هذا باختصار كان رد سلام، مؤكدا أن مكاتب الاستشارات التى قيمت الصفقة كانت ترى قيمة السهمين أقل من ذلك بكثير. و«لكننا اخترنا أن نحدد قيمة أعلى، وأخذنا حتى ضمن حساباتنا الأسعار المرتفعة والمبالغ فيها نتيجة المضاربات فى سعر السهم، لكى نحقق لحملة الأسهم الربح العادل»، يقول سلام مشيرا إلى أن القيمة المحددة للسهمين تمثل 50% أعلى من متوسط سعر السهم على مدى الأشهر الستة الأخيرة. ويوضح سلام أن الصفقة مع إلكترولوكس لم تتضمن بى تك ونماء وأن شركة باراديس كابيتال هى التى ستقوم بشراء أسهم هذه الشركة ف«إلكترولوكس لا تهتم بأنشطة هاتين الشركتين»، بحسب قوله، واعدا حاملى الأسهم بأن باراديس لن تطلب شطب الشركة من البورصة إذا لم يبع حاملو الأسهم أسهمهم. «إلكترولوكس قد تفعل ذلك، ولكننا لن نفعل ذلك، ولذلك من لا يرد بيع السهم فلا يبيعه». ومن المقرر وفقا لقانون سوق المال المصرية أن تتقدم الشركة السويدية بعرض شراء إجبارى لشراء بقية الأسهم المتداولة فى البورصة والتى تمثل نسبة 48% من إجمالى الأسهم.