تنطلق القمة العربية الاستثنائية اليوم فى مدينة سرت الليبية لبحث اتخاذ موقف عربى موحد بشأن الاستمرار فى المفاوضات المباشرة مع إسرائيل أو الانسحاب منها فى ضوء رفض إسرائيل تجميد الاستيطان فى الأراضى المحتلة. وبينما يتوقع ان يطلب الرئيس الفلسطينى محمود عباس من القمة التأكيد على انه لا مفاوضات فى ظل الاستيطان، قالت مصادر إسرائيلية وفلسطينية إن القمة لن تغلق الباب كاملا. وقال الناطق الرسمى باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبوردينة ان الرئيس الفلسطينى محمود عباس سيطالب العرب فى قمة سرت الاستثنائية بموقف عربى موحد بضرورة الوقف الكامل للاستيطان من اجل مواصلة المفاوضات ورفض أى حلول جزئية. ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن أبوردينة قوله «ان الموقف الفلسطينى عشية اجتماعات لجنة المتابعة العربية الجمعة والقمة العربية السبت هو ضرورة تجميد كامل للاستيطان من أجل خلق المناخ المناسب للحديث عن اية مفاوضات» مضيفا ان «الرئيس عباس سيؤكد رفضه اية حلول جزئية أو اقترحات تنتقص من القرارات الفلسطينية والشرعية العربية والدولية لايمكن القبول بها». واوضح ان الرئيس عباس «سيكون واضحا امام العرب وسيضعهم أمام صورة اخر الجهود الامريكية والمواقف الإسرائيلية» مضيفا ان عباس «سيوضح للعرب السبب الذى ادى إلى توقف المفاوضات مع الحكومة الإسرائيلية التى تتحمل مسئولية ذلك بسبب عدم التجميد الشامل والكامل للاستيطان الذى لا يمكن التفاوض فى ظل استمراره». وكانت صحيفة يديعوت احرونوت الإسرائيلية قد ذكرت أن الحكومة الإسرائيلية متفائلة حيال القمة العربية، متوقعة ان يترك العرب نافذة من أجل الوصول لتسوية حول مسألة الاستيطان. وقالت الصحيفة نقلا عن مصادر إسرائيلية إن العرب سيرفضون استمرار المفاوضات مع الاستيطان لكنهم سيتركون الباب مفتوحا أمام اتصالات فى المستقبل من شأنها ان تعيد الجانبين إلى مائدة التفاوض. ونقلت الصحيفة أيضا عن مصادر فلسطينية ان محمود عباس يتجه للموافقة على اقتراح الولاياتالمتحدة بتمديد الاستيطان لمدة شهرين بحيث تتم خلالهما مفاوضات مكثفة بين الإسرائيليين والفلسطينيين. من جهة أخرى، اخفق وزراء الخارجية العرب فى التوصل إلى اتفاق بشأن ورقتين تتعلقان بتطوير العمل العربى المشترك وآليات الانفتاح على دول الجوار العربى، وذلك فى اجتماع وزراء الخارجية العرب التحضيرى لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة، الذى عقد مساء أمس الأول وحضر الزعيم الليبى معمر القذافى جانبا منه. وصرح الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى فى ختام الاجتماع بأن محصلة هذه النقاشات هى تشكيل لجان لمواصلة البحث وصياغة الموضوعات تمهيدا لرفعها للقمة. وعلمت «الشروق» أنه تأكد مشاركة عدد من القادة العرب فى القمة الاستثنائية وهم رؤساء السودان والجزائر وموريتانيا وجزر القمر والصومال واليمن والكويت وسوريا وفلسطين وقطر وتونس فيما لم يتأكد بعد مشاركة رئيس دولة الإمارات ورئيس العراق وملك الأردن وملك البحرين، كما ظل موقف المملكة العربية السعودية غامضا من مستوى التمثيل ورجحت المصادر أن يرأس الامير سعود الفصيل وزير الخارجية وفد بلاده فى اعمال القمة العربية الاستثنائية. كما ان سلطان عمان قابوس بن سعيد وملك المغرب محمد السادس سيمثلهما مبعوثان عنهما ذى مستوى رفيع كما لم تحسم مشاركة الرئيس العراقى جلال طالبانى بسب الخلاف الليبى العراقى حول بند طرحته ليبيا فى الدورة الجديدة فى الاممالمتحدة حول التحقيق فى غزو العراق ومقتل صدام حسين وهو ما تم إجهاضه من قبل هوشيار زيبارى وأغضب ليبيا. لكن المصادر اكدت ان هذا الموضوع تم احتواؤه على هامش اجتماعات الجمعية العامة فى نيويورك وان الرئيس طالبانى يتمتع بعلاقات جيدة مع الرؤساء العرب. وقالت المصادر أن موقف الرئيس ميشيل سليمان الرئيس اللبنانى مازال ثابتا بعدم الحضور لاعتراض القوى اللبنانية على تمثيل لبنان فى هذه القمة على الأرض الليبية على خلفية اختفاء الإمام موسى الصدر الإمام الشيعى فى الأراضى الليبية وفق الادعاءات اللبنانية والمذكرات المرفوعة أمام القضاء والتى تطالب بتوقيف بعض المسئولين الليبيين أمام القضاء اللبنانى للادلاء بشهاداتهم وهو ما ترفضه ليبيا. ورجحت المصادر ان يمثل لبنان سفيرها فى طرابلس أو القاهرة. وعلى صعيد آخر، كشفت المصادر ان عقد القمة العربية المقبلة فى العراق لن يتم حسمه خلال اعمال القمة الاستثنائية التى تستمر يوما واحدا، ليطرح بعدها عبر القنوات الدبلوماسية الثنائية بين رؤساء الدول العربية والرئيس العراقى جلال طالبانى وان الوقت مازال سانحا لإجراء محادثات حول هذا الموضوع خلال الفترة المتبقية لانعقاد القمة العادية التى تصل إلى خمسة شهور وهى مدة كافية حسب تأكيد المصدر ل«الشروق» على حسم عقدها فى العراق ام فى مقر الامانة العامة للجامعة برئاسة العراق. ويظل التجديد للأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى لفترة ثالثة مدتها خمس سنوات ملفا غير محسوم، حيث لن تشهد القمة نقاشات بشأنه لكن هناك إشارات بأن الدول العربية ليس لديها مانع من استمراره وان التوافق حوله سيتم عبر قنوات دبلوماسية ثنائية نشطة تقودها مصر مع الدول العربية خلال الأشهر المقبلة.