قالت مصادر دبلوماسية مصرية وسودانية فى القاهرة، إن قرار تأجيل اجتماع اللجنة المصرية السودانية المشتركة الذى كان مقررا الأسبوع الحالى جاء بطلب سودانى فى ضوء التوترات السياسية الكبيرة التى شهدتها العلاقات بين الشمال والجنوب خلال الأيام الماضية، التى وصلت ذروتها مع نشر حشود عسكرية على الجانبين، فيما تبادل شريكا الحكم فى الخرطوم الاتهامات بتوتير الأجواء. وقال مصدر دبلوماسى مصرى ل«الشروق» مشترطا عدم ذكر اسمه إنه «لم يكن من الوارد الحديث عن تفاصيل التعاون الثنائى فى الوقت الراهن، كما لم يكن من الممكن أن يتوجه رئيس الوزراء إلى جنوب السودان، فى ظل التوتر الكبير الحالى». كان من المقرر أن تعقد اللجنة المشتركة للتعاون المصرى السودانى برئاسة رئيس الوزراء أحمد نظيف ورئيس حكومة الجنوب سلفا كير ميارديت فى جوبا عاصمة جنوب السودان، خلال الأيام الحالية. ومن جانبه، قال مصدر دبلوماسى سودانى مشترطا عدم ذكره اسمه إننا نأمل ألا يكون التأجيل لفترة طويلة، ولكن الأمر يرتبط بالأوضاع على الأرض». من ناحية أخرى، علمت «الشروق» أن القاهرة وجهت دعوات عاجلة بالتهدئة لقيادات فى الشمال والجنوب، وأن هناك فرصة لتبكير موعد اجتماع كان مقررا منتصف نوفمبر المقبل، بين قياديين سياسيين وأمنيين مصريين ونظرائهم من السودانيين الشماليين والجنوبيين لتدارك الوضع الراهن على الأرض. «الاجتماع الذى كان مقررا فى نوفمبر كان يهدف بالأساس إلى النظر فى تسهيل التعاون بين الشمال والجنوب من ناحية والتعاون بين والسودان شماله وجنوبه من ناحية أخرى، ولكن الأولوية الآن هى لاحتواء ذلك التوتر المقلق»، بحسب مصدر دبلوماسى. ومن جهته، قال وليد سيد رئيس مكتب المؤتمر الوطنى السودانى الحاكم، إن القاهرة تتلقى إحاطات من شريكى الحكم فى السودان، بالأوضاع على الأرض. وأضاف السيد أن «المهم الآن هو التركيز على تحقيق اختراق، فى المفاوضات الجارية، فى أثيوبيا بين شريكى الحكم حول مسألة الحدود بين شمال السودان وجنوبه، وقضية أبيى المتنازع عليها. إذا ما حدث تقدم فذلك من شأنه تهدئة الأوضاع على الأرض». وانتقد السيد تصريحات الزعيم الجنوبى سيلفا كير ميارديت، الصادرة بالتزامن مع زيارة مجلس الأمن إلى جوبا، التى أعرب فيها عن نية حكومة الجنوب لإجراء الاستفتاء دون تنسيق مع الشمال. وقال: «هذه التصريحات أمر خطير وتوضح أن هناك فى الجنوب من يحاول الاستقواء بأطراف خارجية». ومن جانبه رفض جون شيلا نائب رئيس مكتب الحركة الشعبية لتحرير السودان فى القاهرة اتهامات المؤتمر الوطنى الحاكم، بأن الجيش الشعبى خرق اتفاقية السلام. وتابع: «لن نبيع إرادة شعب جنوب السودان من أجل المؤتمر الوطنى» مؤكدا أن استفتاء حق تقرير المصير والمشورة الشعبية لمنطقتى جنوب كردفان والنيل الأزرق «خطوط حمراء لن نتهاون فيها». وأوضح شيلا أن الجيش الشعبى، لم يتجاوز الحدود، لكنه وصل لحدود 56 التى سنقف عندها دون تجاوز». وأشار إلى أن «المؤتمر إذا استمر فى مناوراته، فلا تلوموا الحركة على ما ستقوم به، حينها ستكون جميع الخيارات مفتوحة أمامنا، يمكننا أن نحارب 20 سنة أخرى».