يقولون فى الأمثال الكلام ليس عليه جمارك وأحيانا يكون الكلام ليس بفلوس ولكن فى عالم الدراما الكلام بالملايين، وعندما تمتد الحرب المعلنة بين الهضبة عمرو دياب ونجم الجيل تامر حسنى إلى ساحة المسلسلات التليفزيونية يصبح الكلام نكتا وافيهات مضحكة، ويبدو أن المسلسل الأصلى الذى ينم عن معاداة وغيرة وربما عدم حب بين الطرفين لن ينتهى فقد شهد الوسط الفنى واقعة طريفة أبطالها الثنائى عمرو دياب وتامر حسنى، فالحرب المعتادة بين نجوم الغناء مكانها الطبيعى هو ساحة الغناء لكن فى كثير من الأحيان ووفقا لمتطلبات العصر تنتقل هذه الحرب إلى ساحة الإعلانات التجارية فنشهد مثلا حركة إرادية لعمرو دياب وهو يبعد بيديه أثناء تمثيله لإعلان عن مياه معدنية علبة مياه غازية يروج لها تامر حسنى وهى حركة لطيفة إن جاز التعبير من الهضبة وحركة استباقية الهدف منها استشاطة غيظ نجم الجيل وتحديه، وسرعان ما حاول تامر حسنى بتلميحات يمكن أن نصفها أيضا بأنها تلميحات لطيفة بأن أنصار الهضبة قد قاموا بتحطيم لافتات إعلانات تامر فى الساحل الشمالى فى نفس التوقيت الذى أقيمت فيه حفلة عمرو دياب هناك، وما بين هذه الحركات الديابية والتلميحات الحسنية يظل الوضع ما بين معسكر عمرو ومعسكر تامر على ما هو عليه وتمتلئ المنتديات على شبكة الإنترنت بالحركات والتصريحات والتلميحات غير اللطيفة أيضا بين أنصار المعسكرين وهى الحرب التى اشتعلت منذ فترة ولن تنطفئ نيرانها ولن يستطيع أحد إخمادها وهى حرب أشد ضراوة من حرب ألتراس الأهلى وألتراس الزمالك وأكثر حدة من حرب وزير التعليم مع دور نشر الكتب الخارجية، وهى الحروب التى يمكن السيطرة عليها وحسرها ولكن حرب تامر وعمرو لا يمكن أن تهدأ حتى فى ظروف قاسية مثل وفاة والدة المطرب محمد فؤاد التى حاول أنصار عمرو استغلالها مروجين أن الهضبة الذى لم يكن يفصل بينه وبين نجم الجيل سوى الفنان محمد فؤاد فى تلقى واجب العزاء تجاهل تامر حسنى ووقف إلى جانب فؤاد وكأنه لم يكن هناك أحد يقف على الطرف الثانى وهو الأمر الذى سارع تامر بنفيه ربما خوفا على مظهره العام ومكانته وليس بالطبع لتبرئة ساحة عمرو دياب من الحركة التى تنم عن تعال، كما وصفها أنصار تامر ومريدوه الذين شنوا الحرب على عمرو كالعادة. وفى حركة استباقية أيضا أعلنت الأخبار أن عمرو دياب سوف يتقاضى 40 مليون جنيه أجرا عن مسلسله الذى وضع له اسما مؤقتا «المصيدة» وهو أعلى أجر فى تاريخ الدراما المصرية وهو إعلان يذكرنا بأجور لاعبى كرة القدم العالميين الذين ينتقلون من ناد إلى ناد آخر بمبالغ كبيرة. صفقة عمرو دياب التى قدمتها الأخبار على أنها الأعلى فى تاريخ الدراما سرعان ما كسرت وأصبحت ماضيا ومن الطبيعى أن يفعل ذلك نجم الجيل فمن سواه يمكن أن يحصل على 80 مليون جنيه أجرا فى مسلسل أى ضعف أجر الهضبة وهى الصفقة التى أعلن مكتب تامر حسنى الإعلامى أنها تمت من أجل ظهوره الدرامى الأول فى رمضان المقبل وهو الاتفاق الذى أكد مكتب تامر حدوثه بين تامر والمنتج وليد مصطفى فى شقة تامر بمنطقة حدائق الأهرام وهو الإعلان الذى أصاب عشاق عمرو بصدمة فمطربهم المحبوب لم يعد بعد إعلان مطربهم المكروه الأعلى أجرا ولم يعد الهضبة فى المقدمة وعلى الجانب الآخر فرح أنصار تامر بالخبر وكأنهم هم من قبضوا الثمانين مليونا المزعومة. الطريف أن معسكرات تامر وعمرو وملايينهم المزعومة نسوا تماما أنه لا يوجد مسلسل تليفزيونى عربى يمكن توزيعه بنصف هذه المبالغ التى سوف يحصلون عليها.