أفادت تقارير بأن الأمير السعودي سعود بن عبد العزيز بن ناصر آل سعود قد أقر أمام إحدى المحاكم البريطانية بالتسبب بمقتل مساعده بندر عبد العزيز، لكنه نفي تهمتي القتل العمد وإلحاق الأذى الجسدي البالغ بالضحية عن سابق إصرار وترصد، كما عرضت المحكمة تسجيلا من كاميرا في الفندق يظهر اعتداء الأمير السعودي على مساعده بضربه ضربا مبرحا في وقت سابق لمقتله. إلاَّ أن جوناثان ليدلو، وهو المدعي العام البريطاني في القضية، أكد أمام محكمة "أولد بيلي" في لندن أمس الثلاثاء أن الأمير سعود "اعترف بقتل مساعده". وقال ليدلو إنه يتعيَّن على لجنة المحلفين أن تقرر بالتالي ما إذا كان الأمير سعود مذنبا بجريمة القتل العمد، أم القتل الخطأ. وأردف قائلا إنه كان قد تم العثور على القتيل بعد تعرضه للضرب والخنق في الفراش في الغرفة التي كان يشترك فيها مع الأمير سعود في الفندق المذكور، مضيفا أن المدَّعى عليه "قتل مساعده في اعتداء انطوي على عنصر الجنس، وأن الأدلة تثبت بشكل قاطع تماما أنه إمَّا مثلي الجنس أو لديه ميول مثلية". وأضاف بقوله: "من الواضح أن استغلاله لبندر لم يكن ببساطة مقتصرا على الضرب الجسدي وأن إخفاء المتَّهم للجانب الجنسي لاستغلاله للضحية كان بمجمله لأسباب أكثر شرَّانية، إذ يميل الأمر إلى الاعتقاد بأنه كان هنالك ثمة عامل جنسي في الظروف المحيطة بحادثة القتل." وطالب الادعاء من المحكمة تقرير ما إذا كان الأمير سعود مذنبا بالقتل العمد أم الخطأ. وكانت المحكمة قد علمت أن الضحية قُتل أثناء تواجده في الغرفة التي كان يشترك بالإقامة فيها مع المدَّعى عليه، حيث كانا معا لوحدهما. لكن الأمير نفى أي تلميح إلى أن تكون لديه أي ميول جنسيه، قائلا إنه كان يعامل مساعده ك صديق وعلى قدم المساواة مع نفسه. يُشار إلى أن الأمير سعود بن عبد الله، البالغ من العمر 34 عاما، يخضع لمحاكمة في بريطانيا بتهم قتل وتعذيب مساعده بندر عبد العزيز، 32 عاما، والذي كان قد وُجد مقتولا خنقا في غرفة بفندق لاندمارك الفخم في حي مارليبون وسط لندن في الخامس عشر من شهر فبراير الماضي. وقد عُثر على جثة بندر في الغرفة رقم 312 من الفندق المذكور، حيث كانت وسادته ملطخة بالدماء. وقد بدا الأمير في حينها مصدوما ومنزعجا وزعم أن الضحية كان قد تعرض للهجوم والسلب قبل ثلاثة أسابيع من مقتله. وجاء في عريضة الاتهام أن الأمير سعود "هو من نفَّذ عملية القتل"، وأن الإصابات العديدة التي وُجدت على جثة الضحية، ومنها عض على الوجه، أظهرت بوضوح "وحشية الهجوم الذي كان قد تعرض له". وكان الأمير سعود قد نفى في السابق أمام المحكمة التهم التي وجهتها إليه الشرطة البريطانية بقتل مساعده وبإلحاق الأذى الجسدي الخطير به في شهر يناير الماضي. وأبلغ الأمير الشرطة خلال التحقيق أنه كان ليلة الحادث يشرب في الحانة (البار) التابعة للفندق المذكور حتى ساعات الصباح الأولى قبيل أن يعود إلى غرفته، وقال إنه عندما استيقظ لم يستطع إيقاظ بندر. ووجدت المحكمة أن تحاليل بقع الدم التي كان قد عُثر عليها في الغرفة "جاءت متسقة مع فرضية أن الضحية كان قد خضع لسلسلة من الاعتداءات المنفصلة قبل قتله". وقال ليدلو: "لقد حاول الأمير سعود إزالة بعض بقع الدم، وقام بغسل بعض الملابس الخاصة بالضحية، والتي كانت ملطخة بالدماء". وقد خلص تشريح الجثة إلى أن بندر مات نتيجة الخنق والإصابات التي تعرض لها في الرأس.