«تربيطات واضطرابات وحالة من التوتر والقلق» هذا ما كان عليه الوضع داخل أوساط أعضاء الحزب الوطنى فى المحافظات المختلفة قبل ساعات قليلة من توجه أعضاء المجمعات الانتخابية، لاختيار مرشحى الحزب فى انتخابات مجلس الشعب المقبلة. وقبل عقد المجمعات عصر أمس بعد مثول الجريدة للطبع انتشر تبادل الاتهامات بين المتقدمين فى محافظة السويس، والتى دارت حول «رشاوى انتخابية»، وانصبت فى مجملها على أحد رجال الأعمال. وقال عدد من المترشحين إن «رجل أعمال من المتقدمين للمجمع، منح أموالا لأعضاء فى الحزب يحق لهم التصويت على اختيار مرشح الحزب»، كما اتهمت مترشحات على كوتة زميلات لهن ب«التربيط مع أعضاء المجمع»، فى الوقت الذى كشف فيه قيادى فى «وطنى» السويس، أنه تلقى اتصالا من احدى الجهات الأمنية التابعة لوزارة الداخلية تطالبه بعدم توجيه أعضاء المجمع للتصويت لمرشح بعينه وترك عملية التصويت تسير بشكل طبيعى، وقال المسئول الحزبى الذى فضل عدم ذكر اسمه إن «نفس الجهة الأمنية حذرت أحد المرشحين على مقعد الفئات بالدائرة الثانية، للتوقف عن تحريض أنصاره فى المجمع على الاحتكاك بعضو مجلس الشعب عن العمال فى ذات الدائرة». ونفذت الأجهزة الأمنية فى أسوان دوريات على مقار المجمعات الانتخابية، يرافقها أمناء الحزب الوطنى ورؤساء مجالس. وتجرى أعمال المجمع فى الصالة المغطاة بمدينة أسوان (للدائرة الأولى) وقصر ثقافة كوم أمبو (للدائرة الثانية) ومدرسة الصناعة بأدفو (للدائرة الثالثة). وتلقت الوحدات الحزبية بمحافظة الشرقية اتصالات هاتفية من أمانة السياسات بالقاهرة تؤكد «ضرورة وجود جميع أمناء القاعدة بمقر المجمعات الانتخابية بمختلف مراكز المحافظة، لأخذ آرائهم حول كل مرشح من خلال استبيان رقمى، والذى يقيم فيما بعد بالدرجات لكل مرشح على حدة»، كما طالبت أمانة السياسات الأمناء بمشاركة أعضاء لجنة ال50 بضرورة توصيلهم بأرقام هاتفية لخمسة أشخاص من أهالى دوائرهم وقراهم «سواء لهم انتماء حزبى أو لا»، وعلمت «الشروق» من مصدر مسئول بالحزب أن هدف الحزب من ذلك «استطلاع آراء هؤلاء الأشخاص لتقييم كل مرشح بشكل محايد». وأعلن الدكتور مغاورى شحاتة دياب، أمين الحزب الوطنى بالمنوفية، قبول أوراق 3 مرشحين جدد قبل بدء أعمال المجمعات، وهم المهندس وفيق عزت، مدير إدارة المساحة على مقعد الفئات بدائرة البتانون، وإبراهيم حنكو، على مقعد الفئات فى قويسنا، وعاطف جمعة العمرى، على مقعد العمال بأشمون. وتقدم كل من عبدالله طايل بطلب تغيير صفته من فئات إلى عمال عن دائرة تلا وكذلك اللواء شرطة متقاعد محمد الجروانى من فئات العمال بركة السبع. واستبعدت أمانة الحزب فى الفيوم ثلاثة من أعضاء المجمع لمركز سنورس، رغم عضويتهم فى المجلس الشعبى المحلى «لأنهم من المعارضة»، علاوة على استبعاد 26 عضوا آخرين من أعضاء المجالس المحلية «لأنهم تابعون لقرية مطرطارس الواقعة فى نطاق قرية طامية». وقررت أجهزة الأمن بمديرية أمن سوهاج تغيير مكان انعقاد المجمع الانتخابى بمركز دار السلام من الوحدة المحلية بالمدينة إلى الاستاد الرياضى، وذلك لوجود خصومة ثأرية بين عائلتى قورة ورضوان منذ عام 99، وهما أحد المتصارعين على الفوز بمقعد الفئات، كما فرضت الأجهزة الأمنية طوقا أمنيا مكثفا حول انعقاد المجمع الانتخابى تحسبا لتشابك أفراد العائلتين أثناء عملية التصويت. ومن ناحية أخرى، رفضت الأجهزة الأمنية التصريح بإقامة أى احتفالات داخل مدينة دار السلام «يكون الغرض منها الدعاية الانتخابية»، وذلك بعد دعوة النائب أحمد عبدالسلام قورة، للفنانين مدحت صالح وسمير غانم ولاعب الكرة السابق محمد رمضان للمشاركة فى إحدى الحفلات. وشهدت الدائرة الخامسة ومقرها مركز شرطة جهينة توترا جديدا بعد قبول أمانة الحزب الوطنى أوراق محمد عبدالرءوف الضبع، ضد النائب الحالى محمود مصلح أبوعقيل قبل ساعات قليلة من بدء أعمال المجمع. وكثف المتقدمون للمجمعات فى القليوبية من اتصالاتهم بأعضاء لهم حق التصويت لضمان تأييدهم. وفرضت قوات الأمن إجراءات أمنية مشددة فى محافظة البحيرة، حول مقار المجمعات ال13 بناء على طلب من أمانة الحزب، تحسبا لوقوع أعمال شغب أثناء عمليات التصويت. وقال الدكتور عبدالرحمن سليم، أمين الحزب الوطنى فى بنى سويف: «سيتم عقد المجمعات الانتخابية فى مقار المجالس المحلية التابعة لدوائر المحافظة السبع، و كل مجمع انتخابى تتم متابعته عن طر يق أعضاء هيئة مكتب المحافظة الذين تم توزيعهم على الدوائر». وأضاف: «تمت تنقية الكشوف الخاصة بكل دائرة على حدة فاكتشفنا أن هناك أعضاء فى المجمعات الانتخابية وافتهم المنية ولم يتم حذف أسمائهم»، وتابع: «تم استبعاد رئيس مجلس محلى الفشن أحمد على سعد، ورئيس مجلس محلى ناصر من المجمع الانتخابى بسبب صلة القرابة مع المرشحين».