حقق جوزيه سيرا، مرشح الحزب الاشتراكي الديمقراطي في انتخابات الرئاسية في البرازيل، فوزا صغيرا على الرغم من الهزيمة في الانتخابات الرئاسية التي أجريت أمس الأحد في البرازيل. فعلى الرغم من أنه جاء في المرتبة الثانية، كما كان متوقعا، بعد مرشحة الحزب الحاكم ديلما روسيف، إلا أنه نجح في أن يتنافس معها في جولة إعادة تجرى نهاية الشهر الجاري. وقال لدى إدلائه بصوته أمس الأحد إنه يأمل في إجراء جولة إعادة "لصالح البرازيل" . وتعد هذه هي ثاني محاولات سيرا لنيل رئاسة البلاد، بعد ثمانية أعوام من الخسارة أمام الرئيس البرازيلي المنتهية ولايته لويس إناسيو لولا دا سيلفا في عام 2002، عندما كان مرشحا للحزب الحاكم آنذاك في محاولة لخلافة الرئيس فرناندو هنريك كاردوسو (تولى الرئاسة من عام 1995 وحتى عام 2003) . أما الآن فمرشح الحزب الاشتراكي الديمقراطي (68 عاما) يمثل حزب المعارضة الرئيسي الوحيد لحكومة تحظى بأكبر شعبية في تاريخ البرازيل، حيث بلغت معدلات شعبيتها أكثر من نحو 80% . وكان سيرا أحد أعلى الأصوات المعارضة للديكتاتورية العسكرية في الفترة من عام 1964 وحتى عام 1985. وبعد عودة الديمقراطية في عام 1985، نجح في بناء سمعة طيبة كمدير جيد لدى توليه منصب وزير الصحة الاتحادي وحاكم ولاية "ساو باولو" الغنية. وأصبح سيرا، وهو ابن مهاجر إيطالي وبائعة فاكهة، ناشطا سياسيا في عمر العشرين، ليعمل كرئيس للاتحاد الطلاب الوطني ويساهم في إطلاق منظمة " العمل الشعبي" الكاثوليكية اليسارية. وفر إلى بوليفيا بعد وقوع الانقلاب العسكري في عام 1964، وأنهى في نهاية المطاف دراسته لعلم الاقتصاد في تشيلي وعمل في "اللجنة الاقتصادية لأمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي" . ودفعه وقوع انقلاب عسكري في تشيلي في عام 1973 إلى توجهه للولايات المتحدة حيث حصل على درجة الدكتوراة من جامعة كورنيل. وعاد سيرا إلى البرازيل في عام 1977 لينضم لحزب المعارضة الوحيد الذي سمحت بوجوده السلطات العسكرية، وهو حزب الحركة الديمقراطية البرازيلي، وانضم في وقت لاحق للحزب "الاشتراكي الديمقراطي" الأكثر ليبرالية. وتقلد مناصب محلية واتحادية عدة سواء بالانتخاب والتعيين واستقال من حكومة كاردوسو بسبب سياساتها المالية التقشفية. وشجع سيرا، بعد عودته للحكومة في عام 1998 كوزير للصحة، إنتاج "أدوية مثيلة" (وهي أدوية مشابهة لأدوية عالمية لكنها ليس لها براءة اختراع في الوقت الحالي)، ونظم عملية توزيع مجاني للعقاقير للمرضى المصابين بفيروس "إتش آي في" المسبب لمرض نقص المناعة المكتسب(الإيدز)، ليضع البرازيل على شاشة الصحة العالمية. وانتخب سيرا في عام 2004 عمدة لمدينة "ساو باولو"، وبعد عامين لاحقين أصبح حاكما لولاية ساو باولو القوية. وتفوق سيرا في استطلاعات الرأي لمدة أشهر خلال مسعاه لتولي رئاسة البلاد، قبل أن يفقد بعض الأرضية لصالح مرشحة لولا. ووعد سيرا، رافعا شعار حملته الانتخابية "البرازيل يمكنها فعل المزيد"، بتوسيع السياسات الاجتماعية التي تبناها لولا وتنفيذ استثمارات كبرى لتحسين التعليم الحكومي وتعزيز الإنتاج الصناعي.