لا زلت أتذكر هيئة المذيع هشام الخلصي وهو يقدم الأستوديو التحليلي لقناة الجزيرة في افتتاح مونديال جنوب أفريقيا الأخير وقد اكفهر وجهه وانفلت لسانه يكيل الاتهامات لشركة نايل سات للأقمار الاصطناعية بأنها وراء التشويش الذي جرى على صورة القناة خلال نقل المباراة الافتتاحية . الذي يعرف نظام العمل في الجزيرة والعديد من وسائل الإعلام القطرية يعرف أن الخلصي لم يكن من الممكن أن يكيل الاتهامات لمصر وللشركة المصرية ويسخر منهما إلا إذا كانت هناك تعليمات صدرت له من قياداته لأن الأمور هناك محكومة بشدة . وبعد لحظات كانت القناة القطرية تعلن عن إطلاق قنوات جديدة على القمرين الاصطناعيين العرب سات و"الهوت بيرد" لإذاعة المباريات في تأكيد إلي أن القمر المصري يستخدم أساليب غير شريفة لإفساد النقل القطري الحصري للمونديال لأول مرة في تاريخ الإعلام الفضائي . وروجت القناة من خلال بيانات متسرعة وتصريحات غير مسئولة وتسريب لأخبار غير دقيقة باتهام القمر المصري ومحاولة أثبات أن المفاوضات التي جرت من جانب المسئولين في التلفزيون المصري مع الجزيرة والتي شهدت خلافات كثيرة وشديدة حول حقوق البث سواء للمونديال أو قبلها في الحصول على حقوق نقل مباريات كأس الأمم الأفريقية أنجولا 2010 كانت وراء ما اعتقده مسئولو الجزيرة سببا للتشويش على إرسالهم المونديالي. وهاهي التحقيقات والبحث العلمي الدقيق من خلال شركات عالمية متخصصة يكشف أن التشويش لم يكن من مصر ويحدد المكان الذي صدرت منه الإشارات التي عطلت الإرسال وبصرف النظر عن المكان الذي خرجت فأن المؤكد والمهم أن هذه التصرفات الإجرامية لم تخرج من مصر وهذا التقرير يكشف أمرين: أولاً :السياسة المراهقة وغير المسئولة التي تعاملت بها إدارة قنوات الجزيرة الرياضية والنابعة من حالة الترصد العامة التي تتبناها القناة والدولة القطرية منذ سنوات حيث كيلت القناة على لسان مذيعها وعبر بياناتها المتوالية الاتهامات من دون تحقيق أو حتى مجرد التفكير. الأمر الثاني :أنه حتى بعد استجلاء الحقيقة لم تتعامل القناة معاملة الكبار وتعلن عن اعتذارها لمصر وللشركة المصرية وتؤكد أنه كانت هناك حالة من التسرع في الحكم على الأمر. وكان يجب أيضا أن تعلن القناة عن اعتذارها للمشاهدين الذين تعاملوا مع القناة وتعاقدوا معها ودفعوا اشتراكات ليتابعوا المباريات على قنواتها المشفرة فإذا بها تذيع العديد منها على القنوات المفتوحة. الواضح في تقديري القناة الكبيرة والتي تعد منبراً إعلامياً كبيراً للأسف لم يتعرض للتشويش على إرساله فقط ولكنه يعاني التشويش على عقول بعض القائمين عليه وهو ما يجب أن يسارع المسئولون في الشبكة وفي الدولة العربية الشقيقة لأن يضبطوا مصدر هذا التشويش على عقول من أتمنوهم على المسئولية الإعلامية فربما كان مصدره دولة معادية للعرب؟! .