قال شهود أمس الجمعة إن نحو 15 شخصا لقوا حتفهم في انفجار سيارتين مفخختين في العاصمة النيجيرية أبوجا خلال احتفالات البلاد بذكرى استقلالها الخمسين عن بريطانيا. كانت حركة تحرير دلتا النيجر أعلنت عبر رسالة إلكترونية، تهديدا بوجود متفجرات، وأمهلت المواطنين نصف ساعة لإخلاء ميدان "إيجل" في أبوجا، حيث كان الرئيس جودلاك جوناثان يحضر الاحتفالات. وقال أحد الشهود لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ)، "سمعت انفجارين كبيرين لا يفصلهما فارق زمني كبير.. ثم رأيت بعد ذلك ما لا يقل عن 15 جثة تنقلها سيارات الإسعاف بعيدا.. فيما كانت هناك جثث أخرى لا تزال على الأرض". وأفادت التقديرات الأولية للشرطة بأن ثمانية أشخاص لقوا حتفهم وأصيب عدد آخر، ويعتقد أن مسؤول شرطة بارز كان بين القتلى. وقال شاهد آخر إن قوات الأمن طوقت مكان الانفجار الذي وقع خارج الميدان، فيما استمرت المراسم الاحتفالية وفق الجدول المقرر. وأدى أكثر من ألف من تلاميذ المدارس عرضا ملونا لرياضة الجمباز، فيما كانت أشلاء القتلى تنقل على بعد مئات الأمتار. وقال جامو جبامبو المتحدث باسم حركة تحرير دلتا النيجر في الرسالة التهديدية التي أرسلت قبل التفجيرات بنصف ساعة، إن "العديد من المتفجرات أمكن زرعها بنجاح داخل وحول موقع (الاحتفال) بواسطة عناصرنا العاملة داخل الخدمات الأمنية التابعة للحكومة". وأضاف "ليس هناك ما يستحق الاحتفال بخمسين عاما من الفشل.. طوال خمسين عاما (عانى) مواطنو دلتا النيجر من سلب أراضيهم منهم". وفي واشنطن، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية بي جي كراولي، إن الولاياتالمتحدة أدانت التفجيرات وأعربت عن تعازيها لأسر الضحايا. وأضاف كراولي في بيان "فيما تتطلع نيجيريا إلى الانتخابات الجديدة والتأكيد على القيم الديمقراطية، فإنه من المؤسف أن أولئك لايزالون يلجأون إلى العنف في هذا الوقت الحرج. العنف لا مكان له في الخطاب السياسي". كانت الحركة المتمردة أطلقت تهديدا مشابها في مارس الماضي، أعقبه انفجار سيارتين مفخختين أمام مبنى كان يشهد محادثات سلام لإنهاء الاضطرابات التي استمرت سنوات في دلتا النيجر الغنية بالنفط، ولم يصب أحد في تلك التفجيرات. يشار إلى أن نشاطات حركة تحرير دلتا النيجر التي تستهدف بها تخريب المنشآت النفطية في دلتا النيجر، أدت إلى خفض إنتاجية نيجيريا من النفط بشكل هائل. ويزعم مسلحو الحركة أنهم يحاربون من أجل الحصول على حصة عادلة من الموارد لسكان البلاد الأصليين. وأدى قرار عفو أصدرته الحكومة العام الماضي إلى تخلي الكثير من المسلحين عن أسلحتهم ونتج عن ذلك تراجع كبير في حجم نشاطات المسلحين في المنطقة. تجدر الإشارة إلى أن الهجوم الأخير سيزيد المخاوف من أن تكون حركة تحرير دلتا النيجر تخطط للعودة إلى شن أعمال عنف شاملة، مما سيؤثر على إنتاج أكبر الدول المنتجة للنفط في أفريقيا مرة ثانية، بعد أن ارتفع عقب وعد العفو من 6ر1 مليون برميل إلى مليوني برميل يوميا .