في يومهم العالمي، وزير التعليم يوجه رسالة للمعلمين    «الشكاوى الحكومية»: الاهتمام بطلبات قطاع الصحة ومراقبة الأسواق وإنفاذ القانون    أسعار الذهب في بداية تعاملات السبت 5 أكتوبر    بعد تعطله.. عودة تطبيق «انستاباي» للعمل بشكل طبيعي    بمناسبة نصر أكتوبر.. تخفيضات 10٪ على السلع الغذائية بالمجمعات الاستهلاكية    5 شهداء وجرحى جراء قصف الاحتلال بيت حانون شمال قطاع غزة    ريال مدريد في مهمة صعبة أمام فياريال بالدوري الإسباني    جدول مباريات اليوم.. ليفربول يواجه كريستال بالاس.. وظهور سام مرسي والنني    بالمستندات.. اتحاد الكرة يحسم أزمة مباراة الأهلي والزمالك في الكرة النسائية    تشكيل ليفربول المتوقع أمام كريستال بالاس اليوم في الدوري الإنجليزي.. موقف محمد صلاح    محاكم الأسبوع، أبرزها إمام عاشور وأزمة شيرين عبدالوهاب مع روتانا    تأجيل استئناف سما كلينك على حكم حبسها لجلسة 22 أكتوبر    تجديد حبس عاطلين متهمين بقتل ممرض في الزاوية الحمراء    استعجال تقرير الطب الشرعي للمتهم بالتحرش بسيدة أجنبية بالشروق    الحالة المرورية بشوارع وميادين القاهرة والجيزة السبت 5 أكتوبر    انتعاشة فنية لباسم سمرة فى السينما والتليفزيون    طريقة عمل الكرواسون بالشيكولاتة، الوصفة الأصلية    نائب وزير الصحة يعقد اجتماعًا لمتابعة مستجدات العمل بمنظومة سلاسل الإمدادات الدوائية    قوات الاحتلال تعتقل 4 فلسطينيين من الخليل بالضفة الغربية    "اليونيفيل" تقول إن قواتها ما زالت في مواقعها في جنوب لبنان رغم طلب إسرائيل نقل بعضها    الولايات المتحدة تضرب 15 هدفا للحوثيين في اليمن    الطماطم ب20 جنيهًا.. أسعار الخضراوات والفواكه بكفر الشيخ    ارتفاعات جديدة.. سعر الحديد والأسمنت اليوم السبت 5 أكتوبر 2024    اليوم.. طقس حار نهارا ومعتدل ليلا علي أغلب الأنحاء والعظمي بالقاهرة 31    تعديل تركيب قطارات الوجه البحري: تحسينات جديدة لخدمة الركاب    اليوم.. نظر محاكمة متهم بالانضمام لجماعة إرهابية بالجيزة    أسعار الخضروات والفاكهة اليوم السبت 5 أكتوبر 2024 في أسواق الأقصر    "ثقافة مطروح " تحتفل بذكرى انتصارات أكتوبر    "يديعوت أحرونوت": إسرائيل تخطط لهجوم قوي على إيران قريبا    سيد عبد الحفيظ يكشف موقفه من تولي منصب مدير الكرة في أهلي طرابلس    إشراقة شمس يوم جديد بكفر الشيخ.. اللهم عافنا واعف عنا وأحسن خاتمتنا.. فيديو    للراغبين في الزواج.. تعرف على سعر جرام الذهب اليوم    سلوفينيا تقدم مساعدات عينية لأكثر من 40 ألف شخص في لبنان    "إسلام وسيف وميشيل" أفضل 3 مواهب فى الأسبوع الخامس من كاستنج.. فيديو    برج القوس.. حظك اليوم السبت 5 أكتوبر: اكتشف نفسك    أوركسترا القاهرة السيمفونى يقدم أولى حفلات "الموسيقى الغنائية" اليوم بالأوبرا    ميدو: فيستون ماييلى فضل بيراميدز على الزمالك.. ورشحت القندوسى للأبيض    ميدو: أكبر غلطة عملها الأهلي هي دي.. والجمهور حقه يقلق (فيديو)    أرسنال يخشى المفاجآت أمام ساوثهامبتون فى الدوري الإنجليزي    عاجل - عمليات "حزب الله" ضد الجيش الإسرائيلي "تفاصيل جديدة"    مصدر يكشف أزمة جديدة قد تواجه الزمالك لهذه الأسباب    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم السبت 5-10-2024 في محافظة البحيرة    صحة المنوفية: تنظم 8365 ندوة على مستوى المحافظة لعدد 69043 مستفيد    ندى أمين: هدفنا في قمة المستقبل تسليط الضوء على دور الشباب    عمرو أديب عن حفل تخرج الكليات الحربية: القوات المسلحة المصرية قوة لا يستهان بها    الكويت.. السلطات تعتقل أحد أفراد الأسرة الحاكمة    تفاصيل مرض أحمد زكي خلال تجسيده للأدوار.. عانى منه طوال حياته    عمرو أديب عن مشاهد نزوح اللبنانيين: الأزمة في لبنان لن تنتهي سريعا    رئيس جامعة الأزهر: الحروف المقطعة في القرآن تحمل أسرار إلهية محجوبة    «مش كل من هب ودب يطلع يتكلم عن الأهلي».. إبراهيم سعيد يشن هجومًا ناريًا على القندوسي    تعطل خدمات انستاباي.. والتطبيق يكشف السبب وموعد العودة    البابا تواضروس الثاني يجتمع بمجلس معهد الدراسات القبطية    «ممكن تحصلك كارثة».. حسام موافى يحذر من الجري للحاق بالصلاة (فيديو)    عظة الأنبا مكاريوس حول «أخطر وأعظم 5 عبارات في مسيرتنا»    رشا راغب: غير المصريين أيضًا استفادوا من خدمات الأكاديمية الوطنية للتدريب    بمشاركة 1000 طبيب.. اختتام فعاليات المؤتمر الدولي لجراحة الأوعية الدموية    أذكار يوم الجمعة.. كلمات مستحبة احرص على ترديدها في هذا اليوم    «وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِندِ اللَّهِ».. موضوع خطبة الجمعة اليوم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



فاروق حسنى: أتمنى البقاء فى الوزارة حتى عام 2012
نشر في الشروق الجديد يوم 27 - 09 - 2010

هو أقدم وزير فى الوزارة، تعاقبت الحكومات عليه دون أن تزحزحه من مقعد الثقافة، المشاكل التى أحاطت به وبالعاملين معه على تعددها، والهجمات التى تعرض لها على قوتها، نجحت فقط فى أن تجعله يخرج منتصرا من كل أزمة تعصف به.
تجىء أزمة يبدو معها أنه راحل غدا، لكنه يظل ملتصقا بكرسى «الوسادة الهوائية». على الأقل هذا ما أراده له النظام. أما هو، فيريد عامين إضافيين يكمل بهما فاروق حسنى ربع قرن على عرش الثقافة «حتى افتتاح المتحف الكبير» 2012، كما يقول فى حواره مع «الشروق».
استمر الحوار، الذى دار فى مكتبه فى الزمالك، ما يقرب من ثلاث ساعات، بدأه متحفزا وتخللته عبارات غاضبة أحيانا وجمل مقتضبة. واختتمه بابتسامة عريضة وبدعوة لحضور اجتماع معه عن مشروع تطوير متحف محمود خليل، متحف الأزمة، أو متحف اللوحة الأزمة التى فتحت الهجوم مجددا على الوزير. وفيما يخص هذا الجدل كان «غاضبا جدا من الصخب الكبير حول الموضوع المفتعل»، كما يصفه مدافعا عن نفسه.
لكن الحوار أخذنا بعيدا عن السرقة وعن تفصيلاتها، على الأقل هذا ما أرادته «الشروق».
هو حوار فى السياسة.
سياسة الوزير أو سياسة الثقافة التى أرادها هو لمصر، ولعبة سياسية هو بالتأكيد أحد لاعبيها الرئيسيين.
● بعد سرقة لوحة زهر الخشخاش وتبادل الاتهامات بينك وبين محسن شعلان غضبت واعتكفت فى منزلك. هل كنت ترسم وسط هذه الأزمة؟
طبعا كنت غضبان جدا والغضب لا يمنعنى من الرسم. ما يمنعنى من الرسم هو الحزن. أنا حزنت على اللوحة وغضبت من الصخب الكبير حول الموضوع المفتعل. لذلك رسمت ولم أرسم، رسمت ولم أكمل. رسمت وباكمل.
● كيف تستقبل ما يقوله البعض بأن ما ترسمه شخبطة؟
بضحك طبعا. أضحك لأنى لا أملك محل ألوان وفرش قافل عليها. الأدوات موجودة من يريد يشخبط يفرجنا.
● وهل تعتقد أن نقد لوحاتك ظالم أم على العكس مجامل جدا لأنك وزير؟
فى الأول كان ظالما جدا. لكنى أصريت على ما أفعله، لأنى لا أرسم على مزاج الآخر وإنما ما أستشعره، الحالة التى تخرج منى. أنا عشت فترة طويلة فى الخارج ومن بداية سنى، مع بداية التجريد، وكنت فى أوروبا، وهناك ليس لديهم مجاملات، لو وجدونى شابا واعدا يكتبون كتابات علمية. فالنقد معناه التفسير المرئى لتوصيل الموضوع بسلاسة للمتلقى ولذا هناك فرق كبير بين النقد فى مصر والنقد فى أوروبا. فى مصر لدينا عجز فى النقد فى كل أنواع النقد من التشكيلى إلى الموسيقى والمسرح.
● لكن خروج فاروق حسنى للعالمية كان مرتبطا بمنصب الوزارة، والبداية كانت فى معرض «الكاروزال دو لوفر» فى باريس، وسعر لوحاتك قبل المعرض شىء وبعده شىء آخر؟
غير صحيح. الحقيقة أنا طول عمرى أغلى فنان فى مصر، ولوحاتى عند ناس كثيرين.
● وماذا قدمت للفن التشكيلى؟
هذا (يقول وهو يشير إلى تمثال على إحدى قطع الأثاث بالمكتب)، بينالى فينسيا حصل عليه مجموعة من الشباب. من سنة 1936 كنا طوال الوقت ننور الجناح المصرى ونكلفه وأظل واقفا مثل عسكرى فى أوبرا ضخمة. قلنا عايزين نلفت النظر فكسبنا بالشباب. قبل ما أتولى المنصب لم يكن هناك سوى قاعة فنون تشكيلية واحدة هى أخناتون فقط، اليوم قاعات عديدة. متحف الفن الحديث كان مجرد فيللا فى الدقى اليوم له متحف، وعندنا متاحف للفنون محمود سعيد وناجى ورفيق صديق.
● هل طغى الفن التشكيلى على اهتماماتك كوزير للثقافة وأهملت القطاعات الأخرى مثل الكتاب والسينما؟
نحسبها. قبل أن أتولى المنصب كان هناك 42 دار نشر، اليوم لدينا 420 دارا، ما معنى هذا الكم الضخم؟ أن هناك سوق كتاب، يعنى مكتبات بتشترى وناس تقرأ.
● وهل هذا صنعته الوزارة أم صنعه الناشرون؟
هذا بناء على ما صنعته الوزارة. الرقم قفز لأنه أصبحت هناك سوق.
● إذا كان صحيحا كيف خلقت الاهتمام بالكتاب؟
أول شىء المكتبات. لم يكن هناك سوى مكتبتين أنشأتهما حرم الرئيس وكانت بدأت مشروعا مع الرعاية المتكاملة. دار الكتب كانت فى هيئة الكتاب ولم يكن هناك مكتبات عامة. اليوم لدينا 115 مكتبة فى القرى المحرومة. كل سنة نقيم من 5 إلى 10 مكتبات. واليوم هيئة الكتاب والثقافة الجماهيرية والمجلس الأعلى للثقافة والمهرجان الدولى التجريبى تنشر كتبا، واليوم أيضا هناك 1600 كتاب مترجم.
● وكيف ترى المشهد التشكيلى إجمالا؟
رائع. طفرة رهيبة شعرت بها منذ زمن. كنت أنزل أقيم معرضا وأعود إلى أوروبا وكنت أقول لصديقى آدم حنين يا لصديقى أنا مستبشر خير لأنى كنت آتى بنحو 45 لوحة يباع منها 40.
سمبوزيوم النحت فى أسوان اتقفت مع آدم حنين وعملنا مشروع عمل ثورة والكل بيقلدنا فى العالم العربى الآن.
● هل تتصور أن هناك تربصا فى الإعلام لك ولوزارة الثقافة أم أنك سريع الغضب عندما يتعلق الأمر بالنقد؟
أنا زعلى أبعد من هذا بكثير. أنا منفعل والانفعال صفة الفنان. وهذه أشياء لابد أن نعرفها أيضا، متى ينفعل الفنان ومتى يغضب.
● المقصود أن هذا التراكم التشكيلى على مدار أكثر من 20 سنة، لا ينعكس حتى فى لمسات الدولة.
وزارات كثيرة تتطلب منى مقتنيات وأرسل لها من مخزون المتحف الحديث ومن مقتنيات الشباب. أما تماثيل سمبوزيوم أسوان فنراها فى المحافظات التى طلبت. سوهاج والبحيرة والإسكندرية والقاهرة لكن هناك محافظات أخذت التماثيل ووجدناها ملقاة عند الترع، أخذناها منهم وأعطيناها للمناطق التى تحتاج. وضعنا تماثيل عند مدخل مدينة 6 أكتوبر وأتى رئيس المدينة وكسرها. نحن نتجاوب مع الكل فلدينا فائض تماثيل. لكن التمثال لا يضيف جمالا بالضرورة، أحيانا يزيد المنطقة قبحا وهذا يحتاج حسابات دقيقة.
● وهذه وظيفة جهاز التنسيق الحضارى، أليس كذلك؟
وظيفته نعم، ولكن ليست أولوياته. أولوياته الشوشرة البصرية العامة.
● أليس غريبا أن تستغرق أكثر من 20 سنة فى الوزارة لإنشاء الجهاز؟
وهل هذا قرارى أم قرار الرئيس! أنا طالبت مين يوافق على الطلب؟ الحكم للرئيس.
● فى مجال الثقافة أنت يد الدولة.
وفق الإمكانات التى تعطيها لى.
● هل ما يصرف على الثقافة غير كاف؟
فى أى دولة فى العالم غير كاف، لكن احنا قدرنا نتغلب على الأمر. عندما توليت الوزارة فى البدايات تكلمت عن الاستثمار الثقافى مما يسمح بوجود دخل من الحركة الثقافية وهكذا افتتحنا متاحف كثيرة ونرمم مناطق أثرية ومقابر هذا يزيد الدخل والنشر والكتب المترجمة. وأنشأت صندوق التنمية الثقافية، هذا هو البنك الذى يسمح لى بالصرف.
طبعا الدولة بتعطينا فى أشياء محددة مثل بعض قصور الثقافة وبعض المتاحف الصغيرة، لكن المشروعات الكبيرة لأ. المتحف الكبير يتكلف 600 مليون دولار، ومتحف الحضارة 750 مليون جنيه وكل هذا ليس له علاقة بالدولة.
● موضوع الجزائر مختلط تداخلت فيه الكرة مع البيزنس والسياسة والإعلام، ثم أطل من وسط ذلك موضوع معرض الكتاب؟
وزيرة الثقافة الجزائرية خليدة تومى صديقتى جدا وموقفهم السياسى الداعم لى وقت اليونسكو يستحق الإشادة. وفى كل الدول هناك الصفوة والدهماء، والكرة يشاهدها الاثنان، لكن الغالبية العظمى تكون من المجتمع البسيط. لا يحدث أبدا هيجان من المقصورات وإنما فى المدرجات. والمصيبة الكبرى أن السياسة تفسد وتصلح أما الشعوب لا.
ولم يوجهوا لنا الدعوة فى معرض الكتاب لأن فى ظنى هم مستشعرون أن لديهم مجتمعا ممكن أن يحرق لنا الكتب أو يكسر المكان.
● بما إن الوزيرة صديقة لماذا لم تطلبها بالتليفون؟
أنا أرسلت لها برقية بعد وفاة الطاهر وطار ولم يصلنى رد، رغم أنها صديقة جدا واستقبلتها فى بيتى أكثر من مرة. على كل أنا أجد لها العذر وإن كنت لا أعتقد أن فى الأسلوب المتحضر أن تصل الكرة بتصرف الدهماء للسيطرة على عقول الصفوة. السياسة تصلح بسهولة والشعوب بصعوبة جدا. اعتقد أن المبادرات التى قامت بها مصر، رغم الأخطاء المصرية فى البداية، كانت مهمة للغاية.
● وماذا عن معرض الكويت؟
فى الكويت هناك أعضاء برلمان سلفيون ومتشددون لأبعد الحدود، ويقيلون وزراء ويقيلون حكومة. للأسف هذه سيطرة الدين السياسى.
● بين الناشرين والهيئة العامة للكتاب ودار الكتب، ما هو دور الوزارة، هل هى الناشر أم دورها صناعة القوانين ودعم الناشرين؟
المجتمع المصرى منقسم إلى فئات قادرة وغير قادرة. إذا دعمت دور النشر لا أعرف إذا كان سيذهب لمكانه أم لأ، ونحن دعمنا السينما من قبل ورأينا. إنما الدولة لا بد أن تدعم الثقافة كما تدعم رغيف العيش والكهرباء والمواصلات.
● ليس المقصود الدعم المالى وإنما سياسة الوزارة تجاه الناشرين، أى الدعم بقانون؟
عملنا قانونا من قبل وننادى برفع الجمارك عن الورق والمواد المصاحبة للطباعة، استطيع أيضا أن أنافس فى الخارج. وأنا مقدم ورقة بها فى مجلس الوزراء لأنها تحتاج إلى قانون.
● وهل هناك خطورة أن تغل الدولة يدها فى إنتاج الكتاب فى عناوين معينة أو لمؤلفين معينين وتترك السوق للناشرين؟
نحن لدينا حرية كاملة فى الاختيار إلا كتب التخاريف وأو ما يحض على التفكير السلفى. رواية حيدر حيدر كانت واقعة كبيرة جدا وأنا أصريت أن تظل الرواية وللآن موجودة فى السوق. فيه معقولية للمسألة وتقدير لوظيفتك وعندما أصنع كتابا أعرف انه سيصل إلى قرى نائية وأنا غير مستعد أن أرسل هناك كتبا تعمل جريمة أو مصيبة بحكم طبيعة المجتمع.
● أنت أيضا متهم أنك ضد السينما.
متهم لأنى طورت 37 دار عرض كانت متهالكة، متهم لأنى أنشأت المعامل التى نرى فيها السينما الآن، أنا عملتها قبل ما تأخذها مدينة الانتاج. عندما توليت الوزارة كان سعر تذكرة السينما جنيها ونصف الجنيه فأوصلتها 30 جنيها وخفضت الضريبة. وقفزنا من 43 دار عرض إلى 400. مين اللى عملها؟ أنا خفضت كل الجمارك. كيف أصبح حال المهرجان الدولى للسينما والمهرجان القومى؟ دعم سينما لشباب والديجيتال ودعم السينما الجادة وانتاج فيلم للمشاركة فى المهرجانات الدولية ونساهم فى انتاج 6 أفلام ونشارك فى جميع المهرجانات الدولية ونشحن الأفلام. هل هذا اسمه كره للسينما أم حب للسينما.
● من نصف قرن كان لدينا 500 دار عرض.
كانوا 460 دار عرض.
● كان لدينا هذا العدد وإحنا أقل من 20 مليونا؟
وأنا مالى.
● هل تشاهد أفلاما مصرية؟
أوقات.
● وآخر فيلم شاهدته؟
(ضاحكا) المسافر.
● فاروق حسنى محسوب على مين فى الدولة المصرية بتياراتها المختلفة؟
أنا جيت السياسة مصادفة. لم يكن فى خيالى أو رغباتى أن أعمل فى السياسة. عندما تم اختيارى وقبلت على مضض وبضغط من عاطف صدقى، فكرت. كنت أعلم عن السياسة وتقطيع الهدوم والشائعات، فقلت أنا هاشتغل صح وفقط. كويس هاتشتم، سيئ هاتشتم، وبما انى مشتوم فى الحالتين هاعمل الصح كى أستطيع الدفاع عنه. وكان فى ذهنى سنتين ثلاثة فقط فى الوزارة كما قال لى عاطف صدقى. «انت بقى لك 18 سنة برة هو احنا واقعين من قعر القفة. تعالى سنتين ثلاثة». أنا ابن الوزارة وكنت موظفا فيها هى وزارة ضخمة وأعرف مشاكلها ولا يمكن تعجب حد لأنها متصلة بالفكر والرأى.
أنا قررت أن أبعد عن السياسة ما يعنينى هو الفعل الثقافى. أنا جئت للمثقفين، لا فكرت فى حزب ولا برلمان، وبعدت تماما عن وضع الوزارة أو المثقفين فى الجانب السياسى لأنى لا أريد أن يساء إليهم.
● ألا تعتمد الوزارة طوال الوقت على أعطاء مكاسب لبعض المثقفين ليكونوا فى حظيرة الوزير؟
لأ حظيرة الثقافة. أنا من أطلق هذا التعبير وليس شخص آخر. قلت كلنا فى حظيرة الثقافة مثلما أقول كلنا فى حظيرة الاسلام. طيب من يخدمون مصر والمجتمع المصرى. هذا المثقف يحظى بالثناء لأنه ارتضى أن ينظر اليه نظرات دونية فى حين أنه يقوم بمهمة وليس منصب. أى منصب لجابر عصفور أو فوزى فهمى؟! اليوم هما بدون مناصب وموجودان على الساحة. لابد أن نتكلم عنهما بإجلال لانهما قبلا أن يتكاتفا معنا لخدمة المجتمع وكل واحد له قدره.
● الفكرة ليست فى الأسماء وإنما فيمن يتفق أو يختلف مع سياسات الوزير فتختلف معه.
أنا اتركهم لضمائرهم. لما جئت لوزارة الثقافة كان يديرها الموظفون وعندما استعنت بالمثقفين انتقدوهم. هل كنتم تفضلون أن يقوم الإداريون بالعمل الثقافى؟.
● لكن الأهم ما علاقة الأمر بالسياسة؟
أنا أقمت سياسة وزارة الثقافة لكن لا دخل لى بالسياسة العامة. ممكن السياسة تتخذ إنجازات الوزارة للإشادة بما تفعله. لكن لم أعمل معهم لا فى انتخابات ولا جرجرت أى احد من العاملين معى ليقول شيئا للنظام أو للحكومة لأن هذا لا يصح. هذا لا أقبله ويتذكر الجميع أن أول عبارة قلتها «لا يجب تسييس الثقافة بل تثقيف السياسة».
● لكن اختيارك البعد عن السياسة لا يمنع وجود اللعبة من الأصل. هناك حكومة حزب وصراعات وهناك مؤسسة رئاسة، أين يقف الوزير من هذا؟
أنا أتصرف بسياستى الخاصة. أنا خادم للمجتمع ومن لا يريد خدمتى أهلا وسهلا لأن أحلامى بعيدة عن الوزارة ومن يوم ما جيت قلت أنا ماشى بكرة وشبهت الكرسى بأنه وسادة هوائية لن ألتصق بها. لم يحدث فى يوم من الأيام أن سيادة الرئيس قال لى فلان يكتب أو لأ. حتى فى قضية صنع الله ابراهيم، تحدثت مع الرئيس وقلت له فيه كلام عن اعتقاله، وهايعملوا كذا وكذا. قال «هو ايه ده! سيبك منهم ما تسمعش كلام حد. هو حر يقول اللى يقوله».
أتذكر أن وزيرا قديما للداخلية طلب منى أن أوقف مسرحية «دستور يا سيادنا» ورفضت واشتكانى لرئيس الحكومة، فاتصلت بالرئيس وعرضت الأمر عليه قال لى «اتصرف كما يقول القانون ما تكلمنيش فى الحاجات دى».
● لماذا فى هذه الأحداث تلجأ إلى الرئيس أولا وليس لرئيس الوزراء؟
ممكن يكون لدى إحساس أن شخصا آخر يرتب لشىء. جهات أمنية مثلا ويكون عايز يعمل موقف بطولة إن صنع الله مطالب برأسه وكان لابد أستوثق أن ليس هناك طرف آخر. ثم إن الوزير مساعد لرئيس الدولة.
● لجوؤك دائما لرئيس الجمهورية هل لهذا يقال عنك إنك وزير مسنود؟
لا يوجد شىء ممكن يسندنى سوى عملى. لا أحد يسند فاروق حسنى سوى عمله.
● هذه ليست القاعدة فى البلد.
هذه قاعدة معى. إذا كان ليس لدى عمل أقدمه أرحل على الفور.
● الوزير منصب سياسى، متى تقدم استقالتك؟
أنا قدمت الاستقالة أكثر من مرة. مرة مكتوبة ومرة أعلنتها ومرة اعتصمت فى بيتى وطلبت من مكتبى أن يرسل إلى كل متعلقاتى.
● وماذا حدث فى المرات الثلاث؟
الرئيس رفض وقال لى اتفضل روح مكتبك.
● ولماذا لم تقدمها للمرة الرابعة عقب سرقة لوحة فان جوخ من متحف محمود خليل؟
لأنها لا تتصل بى من قريب أو من بعيد. هى تتصل بتعامل وخلل وظيفى بحت ليس له صلة بالسياسة. أما المرات السابقة كانت مرتبطة بى وبموقف سياسى محدد. عندما نتابع الأحداث، لم يكن فى المتحف أمين شرطة ولا عضو أمن ولا أمين مكتب. هذا مثل حنفية بتنقط ولمبة مطفية.
● وما الذى يجعلها مسئولية محسن شعلان رئيس قطاع الفنون التشكيلية؟
لأن زملاء رئيس القطاع من هم تحته وظيفيا هم من وجهوا اليه الاتهام، مدير الأمن، رئيس المتحف ومديرة المتحف لانهم طالبوه أكثر من مرة بتصحيح الأوضاع.
● وبالمثل شعلان وجه اليك الاتهام، وقال ان كانت هناك مكاتبات مع الوزارة ووزير التنمية الاقتصادية ورئيس مجلس الشعب.
هذا كلام غير صحيح. لم يطلب لمتحف محمود خليل، طلب ل15 متحفا ليس من بينها هذا المتحف. ثم فى الوزارات هناك ما نطلق عليه الإدارات المستقلة لديها ميزانيتها وقراراتها وكل ما هو خاص بالمسئولية والسلطات المالية والادارية فى الارساءات ووظيفتى أن أعطيه الامكانات. وهناك أجهزة مساعدة للدولة تجيب لنا أوراقا عن القصور الادارى أو المالى أو الفساد أو أى خلل. الوزير مالوش غير ده، ماليش إنى أروح افتش عليه.
● لماذا يتعرض فاروق حسنى لهجمات حادة من الرأى العام، ولا تحاسبه الدولة؟
فاروق حسنى عليه ضوء كثير وفيه ناس ربنا بيعطيها ضوء بحيث الناس تراك طول الوقت، وهذا شرف كبير. الهجوم مثل المدح، لأنى فى النهاية أنا الهدف الواضح. إذا لم يكن لدى عمل لن يكون هناك اتهام، بقدر الهجوم بقدر القوة والوجود. هناك ناس يضايقها الضوء.
● هل تعتبرها غيرة؟
نسميها أى اسم.
● ولماذا لا تتخلى عنك الدولة؟
لأن لديها الحقائق الكاملة. عندها امن الدولة والمخابرات وكل الأجهزة وتقارير كاملة عن سلوكك ومصروفك. يعنى هاظل 23 سنة علشان سواد عيونى، أكيد رئيس الدولة يرى شيئا لمصلحة النظام فى الفعل الثقافى الذى أقدمه. حياتى الشخصية معروفة بين البيت والسيارة والمكتب والحرس. المسائل معروفة تماما واذا وجدت الدولة إنى أسيئ لمنصب وزير يكون خطأ كبيرا إبقائى فى منصبى.
● هل هذا يعنى أن فاروق حسنى لم يخطئ أى خطا يستوجب الحساب على مدار 23 عاما؟
توجد أخطاء، لأنى مش معصوم، لكن ربما لا ترقى لمستوى الحساب.
● قلت فى الفترة الأخيرة إنك بحاجة لمزيد من الوقت لاستكمال بعض المشروعات.
لا المشروعات هى التى تحتاج وقتا وليس أنا.
● 23 عاما فترة طويلة هل حجم الانجاز بقدر مدة البقاء ومتى تقول كفاية؟
الإنجاز الذى تم فى وزارة الثقافة لم يتم فى دولة عظمى ثقافيا. أنا غير نادم إطلاقا على هذه السنوات لأنها لم تكن لى وإنما لغيرى. أنا طباخ أطبخ ما تأكله انت، هل يملك الوزير عصا سحرية يحركها فتتملئ القرى والنجوع بالمتاحف والمكتبات أم هى مسألة وقت وفلوس. الخط الفاصل بينى وبين أى عمل فكرت فيه هو 2012 لافتتاح المتحف الكبير، لأن جميع الاجراءات التى تمت فى المسائل الأخرى أصبحت تتم تلقائيا، مكتبات القرى الأرض موجودة والصندوق يمول، قصور الثقافة مش محتاجانى، الكتب تترجم خلاص.
● تريد أن تستمر فى الوزارة حتى 2012؟
بالنسبة لى متحف الحضارة 2011 والمتحف الكبير 2012 لو عايز تقعدنى. لكن عن نفسى ياريت أمشى النهارده.
● حاولت أن تبعد الوزارة عن السياسة لكن هذا لا يمنع أن يكون لك موقف سياسى. كيف ترى مستقبل الرئاسة فى مصر وكيف تنظر لطرح جمال مبارك لخلافه والده؟
جمال مبارك كفرد شخص أقدره واحترم تفكيره بالنظر إلى سنه وطموحاته الاقتصادية، وأعتبره نموذجا محترما جدا. الوضع السياسى سوف يتحدد فى الفترة المقبلة ومع الانتخابات وأرجو أن تذهب فى الاتجاه الصحيح وأن يتولى مصر من يصلح أيا كانت طبيعته لانها تحتاج لجهد تكتمل فيه التصورات المستقبلية. الاستمرار يحتاج نفس العقلية وحماسة الفعل نفسه. متحف الحضارة والمتحف الكبير مش مجرد متحف وإنما مشروع اسثمارى عملاق خلفه 1400 فدان ممكن يصبح مركزا تجاريا خلفيا للقاهرة.
● أخذتنا خارج السياسة مرة اخرى. ماذا تعنى بالاستمرار؟
هذه سياسة. الاقتصاد عندما ينمو يجعل الحركة فى السياسة جيدة جدا. السياسة تعتمد على الاقتصاد والعكس صحيح، الاثنان يتبادلا المواقع.
مادامت هناك مشروعات فليكن أيا من كان الذى سيطبقها من يأتينى ببرنامج أنا أمشى وراه، يعنى يطرح حلول للمليون كيلومتر مربع وكيف سأوزع 80 مليون مواطن عليهم وكيف سيتعامل مع طوفان البشر الذى ننجبه كل عام. هذا يحتاج قوة سياسية شديدة جدا.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.