كشفت دراسة ميدانية عن أن الطلاب الذين يعتمدون على الكتب المدرسية فقط أكثر قدرة على الإبداع وحل المشكلات والتفاعل الإيجابى مع الآخرين، من زملائهم الذين يعتمدون على الكتب الخارجية. وذكرت الدراسة الصادرة عن المركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية، أن الطلاب الذين يعتمدون على الكتب المدرسية وحدها يتميزون بالدقة والبراعة والسرعة، والمرونة والطلاقة والتحرر من الأفكار النمطية، وإنتاج أكبر عدد من الأفكار الجديدة المميزة. الدراسة أعدها عادل سلطان، الأستاذ بالمركز القومى للبحوث، بمشاركة محمد عبدالجواد الأستاذ بالمركز القومى للامتحانات والتقويم التربوى، تحت إشراف ناهد رمزى، المشرفة على دراسات المشروع الدائم للتعليم والتنمية بالمركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية، تحت عنوان «العدالة الاجتماعية فى التعليم ما قبل الجامعى». وتوضح الدراسة أن من يعتمدون على الملخصات أو الكتب الخارجية أقل مرونة وقدرة على تناول الموضوعات من أكثر من زاوية وأقل قدرة على حل المشكلات وأقل طلاقة وقدرة على إنتاج الأفكار الجديدة المبتكرة، بالمقارنة بأقرانهم الذين يعتمدون على الكتاب المدرسى فقط، والأمر نفسه بالنسبة لمن يلتحقون بالدروس الخصوصية ومجموعات التقوية لأنها ترتبط أيضا بالملخصات والتدريبات ذات الحلول الجاهزة التى تقلل القدرة على الإبداع. وشملت الدراسة 2003 تلاميذ وتلميذات من مدارس تمثل محافظات مصر فى الريف والحضر، إلى جانب أولياء أمور ومعلمين ومدراء مدارس. وفسرت الدراسة هذه النتائج بأن تفكير الطالب فى ملخص يقدم المادة فى نقاط مختزلة يؤثر مع الوقت على مرونة ذهنه، ويعيق قدرته على استدعاء المعلومات المخزونة فى ذاكرته، والتعبير عنها بسهولة ويسر. وذكرت الدراسة أن اختزال المناهج فى دروس خصوصية يؤثر سلبا على الاستقلال الشخصى والاعتماد على النفس فى الاستذكار الذين يرتبطان بالإبداع، بينما يساهم الكتاب المدرسى بما يحتويه من تفصيلات وإضافات وصور ورسوم على توسيع مدارك الطالب وتنمية قدرته الإبداعية.