أعلنت وزارة الخارجية الباكستانية أن يوسف رضا جيلاني، رئيس الوزراء، ألغى زيارات كان من المقرر أن تبدأ هذا الشهر إلى أوروبا في خطوة قد تزيد من تكهنات وسائل الإعلام بشأن تصاعد الضغوط لإجراء تغييرات في حكومته. وأثارت المعالجة السيئة المتصورة من قبل حكومته لفيضانات فصل الصيف أسئلة بخصوص الاستقرار السياسي في دولة نووية تخوض حربا ضد مسلحين من حركة طالبان الباكستانية في الداخل وتعتبرها الولاياتالمتحدة حليفا أساسيا في جهودها لتحقيق الاستقرار في أفغانستان. وقال متحدث باسم وزارة الخارجية: "قرر رئيس الوزراء ألا يمضي قدما في زياراته المقررة لباريس وبروكسل في ضوء مشاغله المسبقة بالوضع بعد الفيضانات". وأضاف المتحدث أنه "يجري تحديد موعد آخر لزيارة رئيس الوزراء الرسمية لفرنسا". وقال زعماء باكستانيون إن الحكومة بذلت قصارى جهدها لمساعدة ضحايا الفيضان في ضوء مواردها المحدودة وطالبوا بمساعدات دولية للإعمار. وأخذ الجيش زمام المبادرة في جهود الإغاثة والإنقاذ، مما يعزز النظرة إليه باعتباره المؤسسة الأكثر حسما وكفاءة في أوقات الأزمات. وأثارت هذه التفاعلات تساؤلات في وسائل الإعلام الباكستانية وأماكن أخرى حول مصير الحكومة المدنية. وقال شابير أنور، المتحدث الصحفي باسم جيلاني: إنه كان من المقرر أن يغادر جيلاني البلاد قبل نهاية هذا الشهر متوجها إلى باريس على رأس وفد يضم 40 مسؤولا للاجتماع مع نيكولا ساركوزي، الرئيس الفرنسي، ثم يتوجه من هناك إلى بروكسل في أول أكتوبر. ولكن جيلاني قرر أن يبقى في باكستان، وأن يقلص حجم الوفد لتقليص النفقات بعد الفيضانات. وعلى الرغم من أن لباكستان تاريخا من الانقلابات العسكرية، يقول محللون إنه من غير المرجح وقوع انقلاب عسكري الآن لأن الجيش لا يريد أن يرث كارثة الفيضانات، كما أن الاستيلاء على السلطات قد يجعل المانحين الغربيين مترددين في تقديم المساعدات للإعمار بعد الفيضانات.