تراجع مستوي الأهلي في الآونة الأخيرة بشكل ملحوظ ، حيث لم يفز في الدوري العام سوى في مباراة وحيدة وتعادل في اثنتين ، صعد إلى الدور نصف النهائي في بطولة دوري أبطال أفريقيا محتلا المركز الثاني خلف شبيبة القبائل المتصدر بفارق ست نقاط كاملة ، بعدما حصل على ثمان نقاط من فوزين وتعادلين وهزيمتين كانت الأخيرة من الإسماعيلي برباعية تاريخية. منى مرمى الأهلي بتسعة أهداف في الستة لقاءات وأحرز ثمان ، مما يؤكد وجود أزمة حقيقية في خط هجوم الفريق ودفاعه ، ويدق الأجراس معلنا عن اقتراب شبح الخروج الإفريقي على يد الترجي التونسي والخروج من البطولات المحلية خالي الوفاض. وقبل مباراة الترجي الهامة في نصف نهائي دوري أبطال أفريقيا، تفتح الشروق معكم ملف الخطر في الأهلي. الأهلي وتراجع المستوى أكد محمد عامر المدير الفني السابق لنادي المقاولون العرب السابق أن الأهلي يعاني مثل كل أندية الدوري الممتاز من عدم انتظام المسابقة الذي يؤدي إلى تراجع المستوي البدني عند اللاعبين ، والذي أثر أيضا على مستوى منتخب مصر في مباراته الافتتاحية أمام نظيره السيراليوني في التصفيات المؤهلة لكأس الأمم الإفريقية 2012 وجعله يتعادل إيجابيا مع منتخب بلا تاريخ . وأشار عامر إلى أن الجهاز الفني بالأهلي لا يتحمل أي مسئولية لأن مشاركة الأهلي في العديد من البطولات خلقت حالة من التشتت وعدم الثبات على تشكيلة واحدة وهو ما يؤثر على اللاعبين ، وأضاف أن مباراة الإسماعيلي الماضية التي انتهت بفوز الدراويش برباعية قاسية ستكون درسا قويا للأهلي وستجعله يؤدي بقوة في المباراة القادمة أمام الترجي التونسي. كما أكد عامر أن هناك بعض الأخطاء الدفاعية التي حدثت في المباريات الماضية وأوجه قصور في هجومه ، موضحا ان حسام البدري يبذل أقصى ما لديه من طاقة ليعالج هذه المشاكل ، وأن القوة الضاربة الهجومية ستكتمل بعودة متعب في يناير. أما محمد عمر المدير الفني لمنتخب مصر للناشئين فقد أرجع تراجع المستوى إلى تغيير طريقة اللعب ، مؤكدا أن الطريقة الجديدة تحتاج إلى الكثير من الوقت للتأقلم عليها. كما أكد أن تعاقد الأهلي مع عدد كبير من نجوم خط الوسط خلال فترة الانتقالات الصيفية وعدم التعاقد مع مهاجمين أثر بالسلب على أداء الفريق لعدة أسباب أولها أن كثرة النجوم في مركز واحد تحدث بلبلة في الفريق ، ثانيا لأن لاعبي خط الوسط يقومون بأول خطوتين من مراحل الأداء الجيد وهو بناء الهجمة وتطويرها ، ولكن في النهاية لا يوجد مهاجم يمكنه أن يتمم المرحلة الأخيرة وهي ترجمة الهجمة إلى أهداف. وأشار عمر إلى أن دفاع الأهلي أيضا به مشاكل لأن العملية التدريبية كلها مرتبطة ببعضها ، فإذا سجل المهاجمون سيوفرون مزيدا من الراحة والثقة لزملائهم ، ولكن إذا تأخر التهديف سيتوتر المدافعون وهو ما يجعلهم عرضة للوقوع في بعض الأخطاء. ومن جانبه أكد فاروق جعفر نجم الزمالك السابق والمدير الفني لفريق طلائع الجيش أن سبب التراجع هو أن حالة لاعبي الأهلي الكبار ليست كسابق عهدها نتيجة للإرهاق البدني وعدم تحمل أجسادهم للتدريبات البدنية الشاقة التي يقومون بها يوميا. وأضاف أن هجوم الأهلي ودفاعه تأثره جدا بسوء أداء الفريق ، بعدما كان في السابق الأهلي فريق متكامل إلا أنه الآن يفتقد للمهاجمين عماد متعب وفلافيو الذين رحلا واحد بعد الأخر وتركا الأهلي بدون مهاجم صريح. وأكد جعفر أن لاعبي الأهلي أصبحوا يواجهون مشقة كبيرة للخروج بنتائج إيجابية وهي المرة الأولى التي نجد فيها سبع أو ثمان فرق في الدوري الممتاز مستواهم قريب من مستوى النادي الأهلي. وعلى الجانب الأخر فقد أعاد طارق العشري المدير الفني لحرس الحدود مشكلة الأهلي إلى الجمهور مؤكدا أن الجمهور يطلب دائما المعالة الصعبة وهي تقديم أداء جميل والحصول على نتائج إيجابية معا. وأشار إلى أن النادي الأهلي هو الوحيد في مصر الذي يلعب دائما على مركز واحد في كل البطولات التي يدخلها ، وهو المركز الأول وفي بعض الأحيان يكون المدير الفني في حاجة إلى النتائج أكثر من الأداء ، وهو ما لا يرضي الجمهور ، وبهذا يكون هناك الكثير من الضغط على البدري لأنه يحاول الحفاظ على شقي المعادلة بقدر المستطاع. ولم ينكر العشري أن الأهلي يواجه بعض المشاكل الدفاعية والهجومية التي تسببت في فقدان الفريق عدد كبير من النقاط في البطولتين الإفريقية والمحلية ، وسبب هذه المشاكل هو تغيير طريقة اللعب والاعتماد على العديد من العناصر الجديدة في الفريق. وأضاف المدير الفني لفريق حرس الحدود أن أي طريقة جديدة في بدايتها يكون لها من السلبيات أكثر مما لديها من إيجابيات ، وتحتاج إلى بعض الوقت ليفهمها اللاعبين ، وإمكانية حدوث أخطاء واردة في هذه الفترة بنسبة كبيرة. حل المشكلة : وتفاديا للأزمة التي من الممكن أن تحدث للنادي الأهلي اتفق كلا من محمد عامر وطارق العشري على أن الفريق كما هو وأن ما يمر به هو مرحلة طبيعية ، وأكد عامر أن خبرات الأهلي ستحسم المباريات القادمة وانه قادر على العودة إلى مستواه المعهود مرة أخرى ، بشرط انتظام مسابقة الدوري حتى يعود اللاعبون إلى لياقتهم المعهودة ، أما العشري فقد أشار إلى احتياج الفريق ومديره الفني حسام البدري إلى مزيد من الوقت للتمكن من الخطة الجديدة ، وأضاف أن على الجماهير مساندة اللاعبين في الفترة القادمة على الرغم من الأخطاء التي قد يقع فيها اللاعبون لأن لا أحد يتعلم بدون أخطاء ، والمهم أن الأخطاء تقل بنسبة كبيرة من كل مباراة إلى الأخرى. وأبدى محمد عمر موافقته على أن الأهلي يمر بمرحلة من عدم الاتزان لكنها فترة طبيعية ، مؤكدا ثقته الكبيرة في إن الاهلى سيكون الطرف الأول في المباراة النهائية لدوري أبطال أفريقيا لأن لاعبيه قادرين على العودة في المواقف الصعبة. وأضاف عمر أن الأهلي بحاجة إلى العمل على تفعيل الشق الهجومي حتى يتمكن من تحسين أداء الفريق. وهي نفس النقطة التي تحدث عنها فاروق جعفر الذي أكد أن الحل الوحيد أمام النادي الأهلي لتحسين مستواه هو التعاقد مع مهاجمين أو ثلاثة على مستوى عالي يمكنهم تحسين أداء الأهلي الهجومي.