بعد أن بلغ ذروته على ما يبدو خلال إحياء الأمريكيين الذكرى التاسعة لهجمات 11 سبتمبر 2001، مازال الجدل متواصلا حول بناء مركز ثقافى إسلامى، يضم مسجدا، على بعد أمتار من «جراوند زيرو» (المنطقة صفر)، أحد مواقع هجمات سبتمبر. وفيما قال إمام المسجد، فيصل عبدالرءوف، إن كل الخيارات، ومن بينها نقل موقع المسجد، مطروحة للبحث عن مخرج للأزمة التى أحدثتها معارضة كثير من الأمريكيين للمشروع، قال المخرج الأمريكى الشهر إنه لا يريد بناء المركز قرب «جراوند زيرو»، بل فوق المنطقة نفسها، داعيا إلى التبرع لبنائه. ففى كلمة أمام مجلس العلاقات الخارجية، اعتبر الإمام ذو الأصول المصرية أن المشروع يستحق الجدل المثار حوله؛ لكونه كشف عن الصعوبات التى يتعرض لها المسلمون فى الولاياتالمتحدة، متسائلا: هل يستحق بناء المركز «كل هذه العاصفة»، قبل أن يجيب: «بالتأكيد نعم».وكان عبد الرءوف وبقية منظمى المشروع قد رفضوا مرارا نقل المركز من موقعه المقترح، خوفا من أن تستغل ما سموها «الجماعات الإسلامية المتطرفة» هذا الأمر، لكنه أقر بأن الضغوط لتغيير الموقع اشتدت فى الأسابيع الأخيرة بعد أن صار «قضية سياسية وطنية». ودون تحديد إن كان تغيير الموقع هو أحد الخيارات، مضى الإمام قائلا: «ندرس حاليا كل الخيارات للبحث عن مخرج للأزمة». وأشار إلى الصعوبات التى يواجهها المسلمون فى الولاياتالمتحدة، ما بين خمسة وسبعة ملايين من أصل أكثر من 300 مليون نسمة، باعتبارهم أقلية، مثلما عانت الأقليات اليهودية والكاثوليكية والإيرلندية فى الماضى. وكان الإمام قد اتهم المرشحة السابقة لمنصب نائب الرئيس الأمريكى سارة بالين فى انتخابات 2008 بالمسئولية عن إشعال مشاعر الخوف من الإسلام، والتى أدت إلى حرق نسخ من القرآن فى الذكرى التاسعة لهجمات سبتمبر. وكانت بالين أول سياسية أمريكية علقت على مسألة بناء المركز الاسلامى، وبثت رسالة فى يوليو الماضى على موقع «تويتر» الاجتماعى الشهير، قالت فيها: «أطلب من المسلمين الساعين لتحقيق السلام أن يتفهموا أن بناء مسجد بالقرب من منطقة جراوند زيرو عبارة عن تحريض غير ضرورى، لأنه يطعن القلوب. لذا، أرجوهم أن يتخلوا عن الفكرة من أجل الصالح العام». وعلى خط المواقف من المركز الإسلامى دخل المخرج الأمريكى الليبرالى مايكل مور بدعوته الأمريكيين إلى أن يتطلعوا للأمر بإيجابية، وذلك فى مقابلة مع شبكة «سى إن إن» الإخبارية الأمريكية نشرها الموقع الإلكترونى للشبكة أمس. ومضى مور، المعروف بانتقاداته اللاذعة للسياسة الأمريكية والرئيس الأمريكى السابق جورج بوش وخاصة الحرب على العراق، قائلا: «علينا أن نفصل المشاعر عن الموقف، ففى بعض الأحيان إذا تركنا مشاعرنا السلبية تسيطر علينا، فإننا نخرج بقرارات خاطئة». وكان مور قد كتب على موقعه الشخصى على الإنترنت السبت الماضى إنه يريد بناء المركز الإسلامى قرب «جراوند زيرو»، بل على «جراوند زيرو» نفسها، داعيا الشعب الأمريكى إلى التبرع من أجل بناء المركز، ومعلنا أن حجم التبرعات بلغ مائة ألف دولار.