انتهت دار الأوبرا المصرية من وضع الترتيبات النهائية لحفل المغنى العالمى الإيطالى اندريا بوتشيللى والذى يقام مساء 25 سبتمبر الحالى بمسرح الصوت والضوء بالهرم. بمشاركة أوركسترا القاهرة السيمفونى. وكانت المفاوضات قد بدأت منذ فترة طويلة مع المغنى العالمى عن طريق سفير مصر فى إيطاليا أشرف راشد لكى يغنى فى مصر مع بداية الموسم الأوبرالى الجديد الذى بدأ فى أول سبتمبر الجارى. وعلمت «الشروق» أن المفاوضات رغم صعوبتها بسبب انشغال جدول أعمال المغنى العالمى إلا أن إدارة الأوبرا بالتعاون مع السفير المصرى بإيطاليا تغلبت على كل الصعوبات. هذا ما أكده الدكتور عبدالمنعم كامل رئيس دار الأوبرا المصرية. وقال الدكتور كامل إن أجر بوتشيللى لم يكن هو الصعوبة الوحيدة التى نواجهها، ولكن هناك أمورا أخرى أبرزها جدول أعماله ولكننا استطعنا التغلب عليها والحمد لله بدليل أنه عرض باقى مطالبه والتى قمنا بتنفيذها رغم أنها مكلفة بالنسبة لنا، وأضاف كامل أن أبرز مطالبه الاعتماد على أجهزة صوت معينة، وكذلك شاشات عرض تصاحبه أثناء الغناء. وقال كامل: وجهنا الدعوة إلى مدير أعماله للحضور للقاهرة لكى يشاهد على الطبيعة الإمكانات المتوافرة لدينا وأعتقد أنها عالية التقنية وسوف نوفر له الأجهزة التى لا نملكها من أوروبا أو عن طريق الفنان نفسه، وأشار كامل إلى أن طلبات بوتشيللى تعد منطقية لأنه فنان كبير يحاول قدر الإمكان أن يظهر بالشكل الذى يتناسب مع أهميته على الساحة العالمية. وسوف تتراوح أسعار التذاكر ما بين ثلاثة آلاف وألف جنيه. وعن أسباب الاستعانة بالسفير المصرى بإيطاليا أشرف راشد لإجراء المفاوضات.. قال أولا الوصول لهذا الفنان ليس بالأمر الهين، إلى جانب أننا لا نريد أن يدخل وكلاء فنانين فى التعاقد حتى لا يزيد المبلغ المطلوب لإقامة الحفل. وعن إمكانية دخول بعض الرعاة فى هذا الحفل كمساهمين.. قال بالتأكيد استعنا ببعضهم حتى نستطيع تحمل نفقات حضوره، وفريق العمل المصاحب له. وبسؤاله عن الاوركسترا المصاحب له.. قال كامل سوف يصاحبه اوركسترا القاهرة السيمفونى، وسوف يصاحبه اثنان من المغنين الأول سوبرانو، والثانى باريتون. وحول اتجاه بوتشيللى فى بعض الأحيان للغناء الأوبرالى رغم انه مغنى بوب. قال مغنى الأوبرا الفنان حسن كامى: إن بوتشيللى لم يكن فى البداية مغنى أوبرا ناجحا كما يتخيل البعض. وأشار سوف أروى لك كيف حدث هذا؟. إن بوتشيللى يتمتع بحس موسيقى كبير، ولديه أذن موسيقية جبارة. وعمله وشهرته الغنائية جاءت بالمصادفة. فى أوروبا، فهم عندما يحاولون إقناع مغنى أوبرا بالغناء الخفيف الرومانسى. يقوم صاحب الشركة بتسجيل الأغنية بصوت مغنى قريب فى نبرته بالمغنى الأصلى. وكانت إحدى الشركات تريد المغنى الأوبرالى بافاروتى لأداء إحدى الأغانى وأرسلوا له النسخة بصوت بوتشيللى بسبب درجة التشابه وعندما استمع بافاروتى للعمل أرسل للشركة طالبا طرحها بصوت بوتشيللى مؤكدا انه الصوت الأنسب لها ومن ذلك الوقت أصبح من أهم المغنين فى التاريخ، وصارت هناك صداقة تجمعه ببافاروتى. والتقيا كثيرا فى بعض الحفلات. وتعد هذه هى الزيارة الثالثة لبوتشيللى لمصر، الأولى كانت فى أغسطس 2003 بمسرح الصوت والضوء، ضمن مهرجان الأغنية التى كانت تنظمه وزارة السياحة والثانية عام 2008 بدعوة من مكتبة الإسكندرية. وكانت ل«الشروق» السبق فى نشر خبر مفاوضات الأوبرا مع بوتشيللى فى عددها الصادر فى 4 مايو الماضى، وسوف يحتفل بوتشيللى بعيد ميلاده فى مصر وفى أحضان الأهرامات. الرحلة ولد فى لاياتيكو بمقاطعة بيزا فى 22 سبتمبرعام 1958، وهو مغنى بوب ومغنٍ أوبرالى، وأيضا كلاسيكى، وكاتب، ومنتج موسيقى وسجل أربع أوبرات هى «لا بوهيمى»، «لا تروفاتورى» و«يرتر»، و«توسكا». بالإضافة لأعماله الكلاسيكية، وألبومات البوب. فى طفولته كان بوتشيللى يعزف على الأورجن فى الكنيسة، وفى 12 من عمره فاز فى مسابقة مارجاريتا دى أورو، بأغنيته «أو سولى مو»، وهو فوزه الأول فى عالم الموسيقى، فى العام ذاته فقد بوتشيللى بصره بسبب استعداد وراثى يضعف فيه البصر بمرور الوقت وينتهى بالعمى. خضع لأكثر من عشرين عملية جراحية فى عينيه قبل تشخيص المرض الذى أصابه بالعمى. بعد سنة من عمله كمحام، (متخرج بدرجة دكتوراه من جامعة بيزا)، بدأ بأخذ دروس فى الموسيقى على يد المايسترو لوتشانو بيترينى، ليتفرغ بعدها كليا للموسيقى. فى عام 1992، سمع مغنى الروك الإيطالى زوسشيرو أندريا وهو يغنى، فقام بأداء أغنية «ميسيريرى» معه وكان من المفروض ان يغنيها لوتشانو بافاروتى، وعندما استمع اليها بصوت بوتشيللى نصح المنتج بأن يترك التسجيل بصوت اندريا وبالفعل وافق ومن هنا كانت البداية الحقيقية ثم عاد أندريا وغناها مع بافاروتى، لكنه فى نفس العام رافق زوسشيرو فى جولة غنائية بأوروبا. فى عام 1994 فاز بوتشيللى عن أدائه أغنية «بحر الهدوء المسائى» بمهرجان سان ريمو، المختص بالأغنية الإيطالية. فى العام ذاته قام بوتشيلى بأداء دور ماكدوف بأوبرا جوزيبى فيردى، ماكبث، ثم قام بالغناء فى مودينا، فى حفلة نظمها بافاروتى، وأيضا غنى للبابا يوحنا بولس الثانى فى أعياد رأس السنة. فى عام 1995، احتلت أغنيته «معك سأحيا» المركز الرابع فى مهرجان سان ريمو، والتى صدرت فى ألبومه. فى عام 1996، قام بأداء اغنية «معك سأحيا»، برفقة السوبرانو الإنجليزية ساره برايتمان، لكن باسم جديد «وقت الوداع»، والتى حطمت أرقام البيع، وظلت فى قائمة أفضل الأغانى فى ألمانيا لستة أشهر تقريبا. لاحقا غنى بوتشيللى فى باريس، بلونيا، تورى ديل لاقو، وحتى الفاتيكان. أطلق العديد من الألبومات، إلى أن دخل إلى الأسواق الأمريكية عام 1998، بعد ان غنى فى مركز جى. إف. كيندى للفنون الحية، وأيضا قام بالغناء فى البيت الأبيض. فى العام التالى قام برحلة فى أمريكا الشمالية والجنوبية، وأيضا قام باداء اغنية مع المغنية الكندية سيلين ديون، وقام أيضا بأداء أول أوبرا تنقل عبر الإنترنت على الهواء مباشرة من دار الأوبرا ديترويت مع دينسى قرافز. فى عام 2002 أعاد أندريا جولته فى أمريكا، وحصل على جائزتين من جوائز الموسيقى العالمية. منذ ذلك الحين وأندريا يقيم حفلات موسيقية فى أرجاء العالم بما فيها الأغنية التى غناها لدورى السلة الأمريكى NBA، فى عام 2006 غنى أغنيته «كل نجوم نهاية الأسبوع» فى هيوستن، وأيضا قام بغناء «لأننا نؤمن» من ألبومه «أمورى»، فى الحفلة الختامية للألعاب الشتوية فى تورينو. فى عام 2006، قام بالغناء مع الستة الباقين من برنامج أمريكان أيدول. فى عام 2007 قام بالغناء فى مراسم تأبين مغنى الأوبرا الإيطالى لوتشانو بافاروتى. ألبوماته رومينزا (1996) آريا ألبوم أوبرا (1997) ترنيمة للعالم (1997) بحر الهدوء المسائى (1998) رحلة إيطالية (1998) بوتشيللى (1998) ترنيمة للعالم 2 (1998) حلم (1999) أرياس المقدسة (1999) فيردى (2000) لا بوهيمى (2000) إحساس (2002) توسكا (2003) إيل ترافاتورى (2004) أندريا (2004) ويرتير (2005) حب (2006) ليوناكفاللو: باقيلياتشى أنا ناريا مارتنيز (2006) من أهم أغانيه أنشودة، سأسافر معك، أتحدى لأعيش (من أجل الحب، البحر هادئ، هذه الليلة وهى بمثابة تكريم للحب الكبير الذى أسر قلب أعظم تينور فى التاريخ، آلات الحرب، أعيش من أجلها، وتعد هذه الأغنية من أجمل الأغانى فى القرن العشرين وقام أندريا بأدائها بخمس لغات وهى الأغنية الوحيدة فى العالم التى تمت تأديتها بخمس لغات مختلفة وهى الإيطالية والإسبانية والألمانية والفرنسية والبرتغالية، والقمر الذى لم يظهر مع المغنى (جون مايلز).