المباراة الأولى هى الشعلة التى تنير الطريق.. هذا أحد الدروس من تجاربنا السابقة. فإذا تعثرنا فى البداية نظل طوال الطريق نكافح لإزالة آثار العثرة. أقرب مثال كان مباراتنا مع زامبيا فى تصفيات المونديال. كانت سهلة وخسرنا فيها نقطتين، فارتبكت كل الحسابات. ثم زاد الارتباك بالخسارة أمام المنتخب الجزائرى هناك. ولم يتأهل المنتخب للمونديال للأسف وهو أحسن فريق. مباراتنا الأولى هذه المرة مع سيراليون.. والفوز أقرب لنا بكثير، وهى مباراة يفترض أنها سهلة، مهما قيل عن استيقاظ فرق إفريقيا النائمة، والواقع أنها لم تستيقظ كلها، فمنها منتخبات مازالت هائمة، ومهما قيل عن وجود 15 لاعبا محترفا فى سيراليون، فهذا من باب «تحلية البضاعة أو تصعيب السهل».. فقد فاز المنتخب الوطنى بكأس أفريقيا ثلاث مرات متتالية دون لاعبين محترفين وعلى حساب منتخبات مكتظة باللاعبين الذين يلعبون فى أفضل أندية أوروبا! الجدية والتعامل مع المباراة بمنتهى القوة والتركيز وعدم الاستهتار أو التعالى هى مفتاح الفوز الكبير. وهو فوز ننتظره حتى نركب المجموعة من البداية، وهى تضم منتخبات جنوب أفريقيا والنيجر، وسيراليون.. وهى واحدة من «مجموعات الموت» الشهيرة، وينافسنا فيها منتخب جنوب أفريقيا، لكن كانت مصر كلها تحدثت عن المركز التاريخى، والموقع التاريخى، والإنجاز التاريخى، للمنتخب باحتلال المركز التاسع فى تصنيف الفيفا، مع أننا لم نلعب مباراة واحدة منذ لقاء إنجلترا الودى، بما يعنى أن التصنيف يعد معيارا.. بمعنى أن الوسط الرياضى أجمع على الاحتفال بهذا المركز، وأسجل سعادتى به، لكنى أعود وأكرر ما أكدته من قبل كثيرا بأن التصنيف ليس دليلا دقيقا أو موضوعيا للمستويات، فقد جاءت بعد مصر (دون التقيد بتسلسل الترتيب) منتخبات تشيلى وإيطاليا، وكرواتيا والمكسيك، والولايات المتحدة.. ولسنا بأفضل منها فنيا. لكن إذا رأينا أن المركز التاسع تاريخ يستحق التكريم والاحتفال ويعنى القوة، فإن التصنيف المتأخر أيضا يستدل منه على الضعف، وبالتالى فيجب أن نفترس الليلة منتخب سيراليون الذى يحتل المركز 137، ثم نلتهم منتخب النيجر الذى يحتل المركز 145، وأخيرا يكون «الحلو» بجنوب أفريقيا الذى يحتل المركز 66.. أظن أن هذا هو المنطق.. فإذا كان التاسع قويا فلاشك أن رقم 145 يعانى الهزال.. أم أننا سنقول اليوم: «التصنيف ليس مقياسا»؟! ●● الجملة واردة جدا، فالتصنيف يكون مقياسا لقوتنا حين نريد، ونفس التصنيف لا يكون دليل ضعف للفرق الأخرى حين نريد.. وللأسف فإن ردود فعل الناس ومنهم شباب يدرك معنى التصنيف ويفهمه يكون عنيفا وسيئا إزاء تلك المبالغات الإعلامية على كل المستويات فى تناول مثل تلك الأمور، وأضرب مثالا بجزء صغير جدا من رسالة قارئ يقول فيها عن الإعلاميين الرياضيين «إنهم يجملون السيئ ويسيئون للجميل إن وجد».. «وكفاية كده»!