كشفت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية أن الإدارة الأمريكية جددت ضغطها على الرئيس الفلسطيني محمود عباس للاستمرار في المحادثات المباشرة مع إسرائيل، حتى وإن استمر بعض البناء في المستوطنات، بعدما ينتهي إيقافه المؤقت بنهاية الشهر الحالي. ونقلت الصحيفة عن مسئول فلسطيني بارز القول، إن الرئيس عباس لن يتمكن من الموافقة على تجديد البناء وسوف يُجبر على الانسحاب من المحادثات، مضيفا أن موافقة فلسطينية على تجديد البناء بمجرد استئناف المحادثات المباشرة، مستحيلة سياسيا. وأبرزت الصحيفة تصريحات مصادر فلسطينية في رام الله، أمس الخميس، بأن الأمريكيين والإسرائيليين على دراية بمسار تصرف عباس المحتمل، حيث إنه سيطالب بألا تدوم المحادثات لأكثر من عام، بينما تبلغ ذروتها مع إقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس على حدود 1967. وتابعت الصحيفة أن عباس لن يقدر على التخلي عن السيادة الفلسطينية على القدسالشرقية، وخاصة جبل الهيكل، لكن إسرائيل سوف تحتفظ بالأحياء اليهودية الكبيرة في حوزتها. وأضافت أن سيصبح بوسع عباس الموافقة على حل مسألة اللاجئين، في المقام الأول، في إطار حدود الدولة الفلسطينية الجديدة، مع فقط بضع عشرات الآلاف يحصلون على الجنسية الإسرائيلية، في بادرة إنسانية من الجانب الإسرائيلي. وفي الوقت الحالي، تابعت الصحيفة أن السلطة الفلسطينية لا تبدو وكأنها تعتزم مطالبة إسرائيل باتخاذ مسئولية تاريخية عن مشكلة اللاجئين، ففي المفاوضات السابقة، كانت السلطة الفلسطينية تصر أن يتاح لكل لاجئ الانتقاء بين عدة خيارات للتعويض، كان من بينها التعويضات المالية وعودة لأراضيهم الأصلية. وأشارت الصحيفة إلى أن السلطة الفلسطينية قد توافق أيضا على تواجد قوات من حلف شمال الأطلنطي (الناتو)، وليس قوات من جيش الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية ووادي الأردن، كما قد توافق على تبادل أراضي بنسبة 1:1 في الحجم والجودة، ما يعني أنها لن توافق على تبادل أراضي الضفة الغربية الخصبة بصحراء إسرائيلية. وتابعت أن خلافا رئيسيا قد ينشب حول مستقبل مستوطنة "آرييل" كبيرة الحجم، حيث لا يعتقد أحد أن تقبل السلطة الفلسطينية أن تكون المستوطنة ملحقة بإسرائيل في اتفاق مستقبلي، حيث إنها تقع بالقرب من وسط الضفة الغربية. وختاما، لفتت الصحيفة إلى أن السلطة ربما تسمح لبعض المستوطنين بالبقاء ك"مواطنين فلسطينيين" وإدراك أن التكتلات الاستيطانية الأخرى، "جوش عتصيون" و"معاليه أدوميم" والأحياء الفلسطينية حول القدس، سوف تظل في أيدي الإسرائيليين في أي اتفاق مستقبلي.