أنفه الطويل.. قدمه الكبيرة.. صدرها الصغير.. الحبوب التى تشوه جمالها.. كلها عقد تصيب أولادنا فى مرحلة المراهقة وعلينا أن نساعدهم فى التغلب عليها حتى لا تؤثر سلبا على شخصياتهم. «تعايش مع عيوبك ستجدها مميزات» مبدأ يجب أن نعلمه لأبنائنا ولكن هل سيستوعبونها بنفس السهولة، التى نقولها بها. الأشياء التى نراها نحن بسيطة يراها الأبناء أكبر من حجمها الطبيعى مما يحتاج منا لكثير من الصبر لمساعدتهم على تخطى عقدهم. ينظر الأبناء للأبطال الرياضيين والفنانين وغيرهم من المشاهير كمثل أعلى شكلا وموضوعا يتمنى أن يحذوا حذوه فلا يرى الابن فى وجه النجم حب الشباب الذى يؤرقه ولا ترى الابنة فى نجمتها المفضلة السمنة التى تعذبها، وبالتالى تتسع الفجوة فى مخيلة المراهقين بين صورتهم الشخصية والصورة، التى يتمنون أن يكونوا عليها ومن هنا يشعر بعقده. فى سن المراهقة أيضا لا ينمو الجسم كله بصورة طبيعية ولكن قد تنمو بعض الأجزاء اسرع من غيرها فيبدو شكل الجسم غير متناسق مما يصيب المراهق بالمشاكل النفسية تجاه صورته فى المرآة. وعند زيادة تعرض المراهقين لوسائل الإعلام والفضائيات يزداد تركيزه على عيوبه الجسمانية مقارنة بما يراه ويولى المشكلة جل اهتمامه مما يصيبه بعقدة الإحساس بالنقص عندها يسعى المراهق لمحاولة إخفاء هذا العيب أو ذلك بشتى الطرق بعضها سليمة وبعضها خاطئة. كما يلعب الأهل دورا كبيرا فى زيادة إحساسه بالنقص عند مقارنته بأقرانه سواء فى الشكل أو فى التحصيل الدراسى دون مراعاة اختلاف القدرات الذهنية والجسمانية بين الأطفال وبعضهم ودون مراعاة اختلاف السن ايضا. أما زملاء الدراسة فقد يكونون سببا رئيسيا فى إصابته بمزيد من الإحساس بالنقص فبعض الأولاد يطلقون تسميات مختلفة على بعضهم البعض للتمييز دون أن يدركوا أن هذا الأمر يسبب مشاكل لأصحابها مثل «بقلظ» على البدين و«عصعص» على النحيف إلى جانب معايرة بعض الأولاد لبعضهم البعض. وبخلاف العقد الناتجة عن المشكلات الشكلية فالمراهقون يصابون بعقد أخرى أكثر تأثيرا، وهى العقد الناتجة عن مشكلات شخصية مثل: المشكلات الاجتماعية: فالمراهق قد يشعر بعقد النقص فيما يتعلق بوضعه الاجتماعى والمهنى ويرى نفسه غير قادر على النجاح فيشعر بالإحباط. المشكلات الثقافية: عندما يشعر المراهق بتدنى مستواه الثقافى والفكرى عن غيره، فإنه فى هذه الحالة يبدأ فى السخرية من الآخر الأكثر منه ثقافة ليدارى إحساسه بالنقص. وسواء كانت عقد المراهق اجتماعية أو ثقافية فهى تنتج دائما عن الشعور بالدونية ويحاول أن يجد لها سببا آخر حتى لا يصارح نفسه بها فيبحث عن عيوبه الشكلية، ويركز عليها ويضع عليها كل أسباب فشله وإحباطه. كما أن حرصه على ألا يلفظه المجتمع يجعله أكثر حرصا على التقوقع داخل نفسه عندما يشعر بالنقص وإن كان البعض الآخر يعالج المشكلة بطريقة أخرى عن طريق السعى للانتماء للمجموعة بأى صورة سواء باتباع الموضات التى تتغير من وقت لآخر أو المشاركة فى الندوات والحفلات ليجد تفوقا فى مجال مختلف. وعندما يقع المراهق فى الحب تتغير رؤيته للأشياء وتزداد ثقته بنفسه فقد وجد من يقبله على عيوبه، ويبدأ عندها فى التخلص من كل مشكلاته شيئا فشيئا. كيف تساعدينه فى التخلص من عقده? ارض بنفسك كما انت: حتى المانيكانات يصبن بالعقد النفسية بسبب نحافتهن الزائدة لذلك يختفين ما أن ينتهى العرض.. يجب أن يتعلم المراهق أن يتقبل نفسه كما هو وأن يتقبل جسده فما يراه عيبا قد يراه البعض الآخر ميزة. نبهيه لعيوب أصدقائه أيضا قولى له أن فلان لديه مشكلة لطول أنفه ولكن روحه المرحة أو تفوقه الدراسى يجعلنا لا نرى هذا العيب، وبهذا يمكنك توجيهه إلى التركيز على المميزات التى يستطيع أن يجدها فى نفسه. اجعل من عيبك ميزة: حاولى علاجه لأن يجعل من عيبه ميزة ويتقبله بحب. فإذا كانت ابنتك مثلا تعانى عقدة جبهتها العريضة، فلماذا لا تصطحبينها لمصفف الشعر ليختار لها تسريحة تناسب وجهها وتخفى بها العيب. الأصدقاء: بعض المراهقين يفضل الانغماس فى مجموعة قد لا يشعر بالانتماء إليها لمجرد إلا يبقى وحيدا، وكثيرا ما يقع فى خطأ اختيار نوعية المجموعة، التى يشعر معها بالأمان والراحة. علميه أن أفضل الأصدقاء هو من يتقبل عيوبك الشكلية والشخصية استعادة الثقة بالنفس: الشخص الذى يعانى من العقد لديه عدم ثقة بنفسه.. ساعديه على التخلص من تلك المشكلة بإشراكه فى النشاطات المسرحية والخطابة، فالقدرة على مواجهة الجمهور وحده تجعله يستعيد ثقته بنفسه تدريجيا. تنمية الشخصية: يشعر المراهقون بعدم جدوى ما يفعلونه وفى قرارة أنفسهم يشعرون بمدى تفاهتهم مقارنة بأسرتهم لذلك عليك مساعدته فى تنمية شخصيته. أوكلى له القيام ببعض المهام والمسئوليات حتى يشعر بأهمية الدور، الذى يقوم به فى الأسرة حتى لو كانت اصطحاب أخيه الصغير للحلاق. لا تلوميه: المراهقون يشعرون بالإحباط ويفقدون ثقتهم بأنفسهم كلما وجهنا لهم اللوم والعتاب على مايقومون به من أفعال لا تروق لنا. حاولى تقبل تفاهاته وأوْلى قصصه المملة اهتمامك، فما يعانى منه أقوى من قدرته على تخطيه بدون مساعدتك.