عندما دعا لوران بلان المدرب الجديد للمنتخب الفرنسي لكرة القدم أسطورة الكرة الفرنسية، النجم المعتزل زين الدين زيدان لزيارة المعسكر التدريبي للفريق أمس الأربعاء ، لم يكن الهدف من وراء ذلك استعراض علاقاته الاجتماعية القوية أمام اللاعبين. فقد كان هدف بلان أن يذكر لاعبي المنتخب الفرنسي ال22 ، الذين ينضم العديد منهم لمنتخب الديوك للمرة الأولى بمشواره الرياضي ، بأيام مجد المنتخب الوطني الفرنسي عندما كان بطلا للعالم ولأوروبا وليس فريقا يرتبط اسمه بالفشل على أرض الملعب، والتمرد خارجه. وقال جويلوم هواراو، مهاجم باريس سان جيرمان الذي استدعي للانضمام إلى المنتخب الفرنسي للمرة الثانية فقط بمشواره الرياضي: "إن ما أنجزه زيدان في زمنه مصدر الهام .. كانت زيارته دفعة معنوية حقيقية لنا". ليس هناك شك في أن بلان وفريقه الشاب بحاجة لكل المساعدة التي يمكنهم الحصول عليها ، إذا لم يكن للفوز على بيلاروس غدا الجمعة في بداية مشوارهم بالتصفيات المؤهلة لبطولة الأمم الأوروبية يورو 2012 فعلى الأقل لاسترداد مكانة الفريق في قلوب وعقول الجماهير الفرنسية واستعادة السمعة الطيبة التي صنعها زيدان وزملاؤه السابقون قبل أن يحطمها مدرب فرنسا السابق رايمون دومينيك. جاء الظهور المخيب للآمال لفرنسا في نهائيات كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا هذا الصيف والذي ودعته بطلة العالم عام 1998 من دور المجموعات دون أن تحقق فوزا واحدا ليصيب جماهير البلاد بصدمة هائلة. وأدى هذا إلى التدخل الحكومي على أعلى مستوى في شئون الفريق بعد تمرد اللاعبين ضد رايمون دومينيك الذي استبعد زميلهم المهاجم نيكولا أنيلكا من صفوف الفريق لإهانته إياه. يدرك بلان جيدا أن لاعبيه قد يلقون استقبالا فاترا من الجماهير الفرنسية عندما ينزلون ملعب "استاد دو فرانس"، خارج باريس مساء غد الجمعة. وقال بلان في مؤتمر صحفي مؤخرا: "إذا كانت الجماهير تريد التنفيس عن شعورها بالإحباط وحسب، فبوسعها الذهاب إلى مكان آخر .. آمل أن تتوجه الجماهير إلى الاستاد يوم الجمعة لمشاهدة مباراة جيدة وفريق جيد ولتشجيعنا". ولاشك في أن تقديم المنتخب الفرنسي عرضا جيدا الجمعة، يتوج بالفوز على بيلاروس سيساعده كثيرا على الخروج من أزمته الحالية ، ويبدو منتخب بيلاروس وكأنه الخصم الأمثل لهذه المهمة بما أنه لم يسبق له الوصول لنهائيات أي بطولة دولية في تاريخه. غير أن المنتخب الفرنسي يخوض مباراة الغد بعدد كبير من اللاعبين اليافعين عديمي الخبرة بسبب تعدد حالات الإصابة بين اللاعبين الأساسيين من ناحية وبسبب العقوبات التي فرضها اتحاد الكرة الفرنسي على عدد أكبر من اللاعبين البارزين لأنهم لعبوا دورا رئيسيا في التمرد الذي شهده الفريق خلال كأس العالم من ناحية أخرى. انتهى المشوار الدولي عمليا لأنيلكا /31 عاما/ بعدما وقعت عليه عقوبة الاستبعاد من 18 مباراة دولية ، بينما شملت باقي العقوبات إيقاف قائد فرنسا السابق باتريس إفرا خمس مباريات ونجم خط وسط بايرن ميونيخ فرانك ريبيري ثلاث مباريات والمدافع جيريمي تولالان مباراة واحدة. ونتيجة لذلك ، يستهل المنتخب الفرنسي مشواره في التصفيات الأوروبية بأربعة لاعبين ليست لديهم خبرة دولية وثمانية آخرين لعبوا خمس مباريات دولية فقط على أقصى تقدير. ويبدو المنتخب الفرنسي أكثر ضعفا في خط الهجوم ، حيث يعتبر كريم بنزيمة مهاجم ريال مدريد الأسباني ولويس ساها مهاجم إيفرتون الإنجليزي هما اللاعبان الأكثر خبرة فيه. ويعود اللاعبان لصفوف الفريق بعد استبعاد دومينيك لهما في كأس العالم. ويبدو أن فلوران مالودا لاعب خط وسط تشيلسي الإنجليزي سيكون مفتاح اللعب بالنسبة لفرنسا غدا ، حيث كان مالودا هو اللاعب الفرنسي الوحيد الذي تألق بمونديال جنوب أفريقيا. وأعرب مالودا /30 عاما/ عن تفهمه جيدا لأهمية مباراة الجمعة وأهمية تنحية أحداث مونديال 2010 جانبا. وقال: "علينا طي هذه الصفحة الآن.. أشعر بالأسف لما حدث هناك ولكن ما يهمنا هو المستقبل".