شهد حي السيدة زينب مواجهة بين أنصار الرئيس مبارك وأنصار الدكتور محمد البرادعي كان معظمهم من الأطفال، من خلال وقفتين أمام مسجد السيدة، إحداهما تندد بانقطاع الكهرباء والمياه وارتفاع الأسعار، والأخرى تدعم الرئيس وسياساته. تحت شعار (ما تعملوش كده في مصر.. ما تضلموهاش.. ما تجوعهاش.. ما تعطشوهاش)، نظم العشرات من أعضاء الحملة الشعبية المستقلة لدعم البرادعي أول وقفة لأطفال مصر من أجل التغيير، مساء أمس الأحد، أمام مسجد السيدة زينب؛ للاحتجاج على الانقطاع المستمر للكهرباء والماء وانهيار البنية التحتية في البلاد، على حد وصف القائمين على الوقفة الاحتجاجية. ووسط كردون أمني وحواجز حديدية شارك الأطفال مع أسرهم في الوقفة الرمزية، حاملين فوانيس ومصابيح بدائية وأعلام مصر، كما حمل آخرون لافتات تندد بالانقطاع المستمر للكهرباء، كتب عليها: "كفاية عليكم كده مصر مش عايزاكوا"، و"البنية التحتية وهم كبير.. يسقط الفساد"، و"جوع وضلمه وعطش.. هتعملوا فينا إيه تاني"، و"عايزين نعيش في النور"، و"من حقنا نحلم معا سنغير"، و"كفاية عليكم كده مصر مش عاوزاكم". وقال عبد الرحمن يوسف، المقرر العام لحملة دعم البرادعي، خلال تواجده بين المشاركين في "وقفة اليوم للأطفال رمزية من أجل قضايا الخبز والماء والكهرباء، ونجحنا في إيصال رسالة بأن التغيير مطلب جميع شرائح المجتمع". وخلال الوقفة قام أحد القائمين على الفاعلية التي حملت انتقادات عديدة بسبب ضعف المشاركة النسبية، بتوزيع حلوى على الحضور، وآخرون حرصوا على توزيع فوانيس صغيرة وسط حضور أمني لافت، عمل جاهدا على منع اختلاط المارة في الشارع بالمظاهرة، بعد وضع فواصل حديدية حول المظاهرة، كما لوحظ تواجد قوات أمن مركزي وأفراد أمن بزي مدني بكثافة بالقرب المظاهرة. وإلى جانب "التحجيم الأمني"، حسب وصف أحد قيادات الحملة، فوجئ "أطفال التغيير" وأعضاء حملة البرادعي بتوافد العشرات من أعضاء الحزب الوطني وائتلاف دعم جمال مبارك نجل الرئيس في السيدة زينب، كما تم حشد باعة جائلين دفعتهم "لقمة العيش" للمشاركة الاضطرارية في دعم الرئيس، رغم رفع الوقفة الرمزية لمطالب اجتماعية وليست سياسية. "تعالوا خدمة للمأمور"، هكذا فسر "أحمد" -أحد البائعين- الطريقة التي تم بها حشدهم للمشاركة في دعم مبارك، وأضاف البائع وعينيه على ملصقين واحد لمبارك والثاني لنجله يحملهما بين يديه: "إحنا بنخدم أكل عيشنا وبس"، موضحا بأن عددا من أعضاء الوطني طلبوا من البائعين الجائلين في ميدان السيدة زينب التجمع بشكل مكثف" أمام مظاهرة للبرادعي؛ لأن في هذا مصلحتهم، خاصة وأن البعض منهم لا يحمل تراخيص". غير أن كرم الدسوقي، عضو بالوطني، قال: "جئنا بشكل عفوي لنقول نعم لمبارك لأنه يحمل برنامجا سياسيا، أو لجمال؛ حيث لا فرق بينهما لأن الابن يحمل نفس فكر وبرنامج الأب"، وزاد بالقول: "مبارك رمز للديمقراطية وللحضارة وللأمة العربية"، على حد تعبيره، وأردف رامي موسى، أمين شباب الوطني: إحنا بنحترم البرادعي طبعا، لكنه ليس له دراية بتفاصيل الحياة في مصر، ولأن الرئاسة ليست مجاله". أحد المشاركين في الوقفة المضادة قال أيضا: "إحنا كل يوم هنا.. إحنا رجالة مبارك وسرور (أحمد فتحي سرور رئيس مجلس الشعب)". واعتبر مصطفى النجار، القيادي في حملة البرادعي، أن "ما قام به أنصار النظام يعد إستراتيجية جديدة من النظام ضد أي حركة احتجاجية، للتأكيد على وجود قوة وهمية مساوية تطالب باستمرار الحزب الحاكم". وبعد أن حرص أنصار الوطني على تعليق صور "مبارك" على الأسوار المجاورة لمظاهرة أطفال التغيير، قام أعضاء الائتلاف الشعبي لدعم جمال فور وصولهم لمكان المظاهرة بتغطية السور كاملا بصور نجل السياسات.