مازال الجدل يدور حول سفينة (مريم) التي يعتزم منظموها إبحارها غدا الأحد في اتجاه قطاع غزة لكسر الحصار عنه من ميناء طرابلس بشمال لبنان. وكشف منظمو السفينة عن إمكانية تغيير مسارها في اتجاه اليونان وذلك بعد أن رفضت قبرص السماح لها بالدخول إليها، مشيرين إلى أن هناك اتصالات تجرى مع الحكومة اليونانية في حال أصرت قبرص على قرارها بالمنع، وعدم السماح لها بسلوك الخط البحري من قبرص إلى غزة مباشرة. من جانبه، أصر رئيس حركة فلسطين حرة ياسر قشلق انطلاق السفينة في الموعد المحدد لها غدا من ميناء طرابلس في العاشرة مساء، رغم تأكيد السلطات القبرصية رفضها دخول هذه السفينة مع سفينة ناجي العلي مياهها الإقليمية. ونقلت صحيفة (النهار) اللبنانية عن وزير الأشغال العامة والنقل اللبناني غازي العريضي استبعاده إبحار السفينة بعدما صدر عن قبرص انطلاقا من ضوابط للأمور وتقدير المصلحة الوطنية. وأشار إلى أنه من المنطقي أن تسعى الباخرة إلى الحصول على موافقة دولة أخرى تستقبلها، كما أنه سيعطى الترخيص اللازم وفق الشروط القانونية المطلوبة ومنها أن يكون المرفأ الجديد تتعامل معه السلطات اللبنانية. وقال العريضى "إن الموقف اللبناني هو أن إسرائيل وليس سواها من يمارس الاستفزاز ولسنا في معرض تلقي الدروس من وزير الدفاع الإسرائيلي أيهود باراك، وما قمنا به انطلق من رأي موحد، لافتا إلى أنه كان من المفترض أن تبحر السفينة غدا الأحد إلى قبرص وتم إعطاؤها الموافقة مقتنعين في ضوء الملفات التي تستوفي الشروط القانونية والآليات المعتمدة. فيما نقلت صحيفة (الديار) اللبنانية عن مصدر في الخارجية القبرصية قوله "إن قبرص دولة عضو في الاتحاد الأوروبي وتلتزم بسياسته وتوجيهاته، مشيرا إلى أنها لن تسمح لباخرة "مريم" الرسو في موانئها والتوجه بعدها إلى غزة استدراكا لأية إشكالات. وكان وزير خارجية قبرص قد جال على عدد من الدول مؤخرا وطلب منها تفهم الموقف القبرصي الرافض لرسو سفينة "مريم" في موانئها، لأن قبرص تلتزم بسياسة الاتحاد الأوروبي وتتماشى معه.