نقل مصدر دبلوماسى أمريكى أن المجموعة الرباعية للسلام ستدعو الإسرائيليين والفلسطينيين الى بدء محادثات سلام مباشرة فى واشنطن فى الثانى من سبتمبر المقبل، وأبلغ المصدر «رويترز» ان مبعوثين من الرباعية التى تضم الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبى وروسيا والأمم المتحدة اتفقوا على التفاصيل أمس الأول، مشيرا إلى أنه من المتوقع ان يوافق الاسرائيليون والفلسطينيون على حضور المحادثات وأن الرئيس الأمريكى باراك أوباما سيكون حاضرا فيها. فى المقابل أجمعت مصادر فلسطينية تحدثت إليها «الشروق» أن العد التنازلى لإطلاق المفاوضات قد أوشك على النهاية، وأنه جارٍ الإعداد بالفعل لترتيب الأوراق فى البيت الفلسطينى لإدارة مفاوضات ترى السلطة أنها مكرهة على الدخول إليها، وأعلن صائب عريقات أن تنفيذية فتح اجتمعت مساء الجمعة «أمس» لاتخاذ قرار بهذا الشأن، فى الوقت الذى أكد مصدر فى التنفيذية ل«الشروق» أن خلافا كبيرا يسبق الاجتماع بشأن الموافقة على المفاوضات لكن من المتوقع أن تتم الموافقة فى النهاية. عزام الأحمد عضو مركزية فتح يقول إن قرارا سوف يتخذ فى تنفيذية منظمة التحرير بشأن هذا الموقف، وقال إنه لا يوجد لديه أى جديد يمكن القول به قبل الإعلان النهائى عن بيان الرباعية، مشيرا إلى أن تجاوز الموقف الفلسطينى فى تحديد بيان 9 مارس كمرجعية قد يعود بالفشل على تلك المفاوضات وتتحمل إسرائيل المسئولية عن ذلك. وسرب مصدر فلسطينى فى مركزية منظمة التحرير أن الاجتماع المقرر عقده مساء الجمعة لاتخاذ القرار بهذا الشأن يشهد جدلا كبيرا فى الأروقة قبيل الاجتماع قبل مثول الجريدة للطبع خاصة أن شخصيات قيادية فى حركة فتح لها دور رئيسى فى منظمة التحرير تعارضه فى حين أن شخصيات أخرى تتفق مع التوجه إلى المفاوضات لأسباب أخرى منها عدم انهيار السلطة الفلسطينية والحفاظ على وضع محمود عباس رئيسا لها والحصول على الدعم المقرر من واشنطن والاتحاد الأوروبى للسلطة التى لم يعد لديها أى أوراق مالية لدفع رواتب جيش الموظفين الشهر المقبل. فى الوقت الذى أكد فيه بلال القاسم رئيس دائرة شئون الوطن المحتل فى المنظمة ل«الشروق» أن حالة من الاحباط الشديد تسود فى الوسط الفلسطينى بسبب وجود محاولات عربية لدفع الرئيس أبومازن لتلك المفاوضات دفعا، دون أن تكون الأوراق الكفيلة بوضع مسار المفاوضات على الطريق السليم، وهناك حالة من العجلة فى تلك الترتيبات تؤكد أنه لا طائل من وراء المفاوضات. وأضاف «بحكم قربى من الرئيس ابومازن أدرك أنه يتوجه على المفاوضات على غير رغبته، ويتوقع الفشل مقدما». ويرى الخبير سمير غطاس مدير منتدى الشرق الأوسط للدراسات الفلسطينية والاسرائيلية أن المفاوضات المرتقبة بلا استراتيجية وتفتقد لمرجعية حقيقية، على عكس المفاوضات السابقة التى كانت مرجعيتها واضحة مثل خارطة الطريق، كما أن هناك تخوفا من التوسع فى التوقيت الزمنى فى المفاوضات على 24 شهرا بما يدخلها من حيث التوقيت على نهايات فترات الرئاسات فى واشنطن والحكومة فى تل أبيب. وقال إن المفاوضات لن تنتج أثرا لغياب آلية تحكيم واضحة يمكن أن تشرف عليها، وتمثل دور الرقيب فى إدارتها، وفى هذا السياق يقول حسن عصفور المفاوض الفلسطينى والوزير السابق، إنه من الناحية الفنية فالظروف والبيئة التفاوضية مختلفة عن مرحلة أوسلو، كما يؤكد غطاس أنها أيضا مختلفة عن أنابوليس بالنظر على الوضعين العربى والدولى. فعلى المستوى العربى كما يحلل تبرز قضايا محلية فى العديد من الدول العربية سواء فى مصر وسوريا والعراق ولبنان والسودان ولكل منها همومه الداخلية التى تجاوزت حد التركيز على القضية الفلسطينية ومن ثم الاهتمام بملف المفاوضات ودعمه، ولهذه الأسباب كما يجمع الخبراء فلا يوجد اهتمام عربى واضح بل عن العواصم العربية تتهرب منها وتخشى أن تتحمل فشلها، وهو ما جعل لجنة المبادرة العربية تحمل الرئيس الفلسطينى محمود عباس المسئولية الكاملة عنها. ملف الاستيطان يمثل النقطة المركزية فى الملف الذى يعول عليه أعضاء فى السلطة لكن منهم من يتوقع أنه لن يكون كما هو متوقع فلسطينيا، وفى هذا السياق يقول عضو قيادى فى مركزية شارك فى المفاوضات السابقة يرفض المفاوضات الحالية الاستيطان وفق مؤشرات البيان الذى لا يميل لحسم تجاوز الرفض الإسرائيلى له سكتفى بتحجيمه فقط، وهنا النظر يكون على اقل الخسائر، وهناك ترتيبات جديدة ستبدأ كنقطة فى المحادثات مقدما تدور حول الحديث مبدئيا عن حدود مؤقتة للدولة وليست حدودا نهائية لكن يمكن التوسع فيما نسبته من 42 إلى 50 52 فى داخل المدن وحولها وكذلك السور، أما مسألة تفكيك المستوطنات فتبدو أكثر صعوبة». وأكد القيادى الفلسطينى أن إسرائيل ستأخذ من دورة عجلة التفاوض معها غطاء لاستمرار سيناريوهات الاستيطان والتهجير وخاصة فى القدسالشرقية ومن ثم ستنتهى إلى ما انتهت إليه المفاوضات السابقة.