تباينت آراء القوى السياسية حول قرار نقابه التجاريين لخوض انتخابات مجلس الشعب القادمة، وتجهيز قيادات تمثل النقابة في البرلمان. فما بين مؤيد ومعارض لهذا القرار، أكد الدكتور أيمن نور، رئيس حزب الغد -جبهة نور- أن هذا القرار من حق نقابه التجاريين ولا ننتقص منه على الإطلاق، ولكن من الأفضل أن تدفع النقابة بمرشحيها من خلال الأحزاب، وليس من خلال النقابة، فهي لا تمثل أي كيان سياسي في مصر، مشيرا إلى أن هذا القرار لن يؤثر إطلاقا علي توازن القوي السياسية بمجلس الشعب قائلا: "إيه يعني بقى قرروا خوض انتخابات مجلس الشعب؟". في حين دافع الدكتور جمال زهران، عضو مجلس الشعب، عن قرار نقابه التجاريين قائلا: "لا بد أن يكون هناك لكل نقابه ولكل هيئه أعضاء وممثلون بالبرلمان للدفاع عن حقوق الأغلبية من أبناء المجتمع المطحون"، وقال: "أنا عضو في نقابه التجاريين وعايز حد يساندني من أبناء طبقتي علشان نكون قوة واحدة في مواجهه بطش واستغلال الحكومة". وشن زهران هجوما حادا علي الحكومة واتهمها بأنها السبب الرئيسي في تدهور أوضاع النقابات المهنية كالأطباء والمهندسين والتجاريين، وقال: "إن الحكومة والحزب الوطني لا يهتمون بالنقابات بصفه عامه والتجاريين بصفه خاصة"، داعيا كل النقابات إلى أن تسير علي خطى نقابه التجاريين للدفاع عن مصالحها داخل البرلمان المصري، وللوقوف ضد من يعارض مصالحهم، متهما يوسف بطرس غالي بأنه يقف ضد مصالح التجاريين علي الرغم من أنه عضو نقابه تجاريين. أما الدكتور عصام العريان، مسئول المكتب السياسي لجماعة الإخوان المسلمين، وصف التجربة ب"الجديدة"، ولا أحد يستطيع أن يجزم بما سينتج عن هذه التجربة، مشيرا إلى ضرورة الانتظار عما ستسفر عنه الأيام القادمة، وأكد قائلا: "لو تم ذلك ستتولد فكره جديدة، وهي تحول النقابات إلى أحزاب، وأن يكون لها مشروع سياسي تهدف إلى تحقيقه". وأضاف العريان قائلا: "نحن لا نعلم حتى الآن كيف ستكون أجندتهم السياسية، ولا أحد يعلم أهدافهم أيضا، وإن كان الهدف الأساسي لهم حماية مصالحهم بعد المطالب الكثيرة، ورفض الحكومة لمطالبهم في إقرار قانون النقابة الخاص بهم، والذي يقضي بزيادة مواردها ليتيح لها تغطية نفقاتها، وعلى رأسها صرف معاشات أعضائها". من جهته أكد عبد الغفار شكر، القيادي بحزب التجمع، أن السماح بترشيح أعضاء نقابه التجاريين لمجلس الشعب من سمات المجتمع الرأسمالي، معتبرا لجوء النقابات إلى هذا العمل بمثابة فشل الأحزاب في احتواء النقابات، وشدد على أن النقابات لا تتعارض مصالحها فيما بينها، منوها إلى نقابة التجاريين ونقابة المهندسين ونقابة الأطباء تتعرض للظلم، وأشار إلى إمكانية اتحاد هذه النقابات لتكوين جبهة تحالف لخوض انتخابات مجلس الشعب، وبالتالي ستمثل أداه ضغط على النظام والحكومة، وفي النهاية أكد أن قرار نقابه التجاريين يعد تطورا منطقيا للحياة السياسية في مصر، خاصة مع تفشي الظلم والفساد بين أبناء المجتمع، بحسب وصفه.