استقبل الرئيس اليمني علي عبد الله صالح، أمس الاثنين، الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثان رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري، وناقش الزعيمان المساعي التي تبذلها قطر لترسيخ الهدنة التي تم التوصل إليها مع المتمردين الشيعة. وكان الشيخ حمد قد التقى الرئيس صالح خلال زيارة قصيرة إلى صنعاء. وذكرت وكالة الأنباء اليمنية أن الزعيمين ناقشا المساعي التي تبذلها قطر مع المتمردين من أجل تنفيذ ما تضمنه اتفاق سلام تم التوصل إليه بوساطة قطرية عام 2007، وتم التوقيع عليه في الدوحة من قبل ممثلين عن الحكومة اليمنية والمتمردين الحوثيين. وأوضحت الوكالة الرسمية أنه جرى خلال المقابلة بحث العديد من القضايا والموضوعات التي تهم البلدين الشقيقين وعلى مختلف الأصعدة وفي مقدمتها ما يتصل بنتائج الزيارة التي قام بها أمير دولة قطر إلى اليمن في يوليو الماضي، والتي أعلنت خلالها قطر استئناف جهود الوساطة لإنهاء الصراع بين الحكومة اليمنية والحوثيين، المتمركزين في شمال غرب اليمن. وكان مسئولون يمنيون أعلنوا فشل الوساطة القطرية في أغسطس عام 2009، واتهموا المتمردين بعدم الالتزام ببنود الاتفاق. واستمر القتال بين المتمردين الشيعة في محافظة صعده والقوات الحكومية بشكل متقطع منذ منتصف 2004. ووقع الجانبان اتفاق سلام في فبراير الماضي، لكنهما ظلا يتبادلان الاتهامات منذ ذلك الحين بانتهاك الاتفاق. وينص اتفاق سلام الدوحة لعام 2007 على ضرورة أن يخلى المتمردون مواقعهم في جبال صعده في مقابل إطلاق الحكومة بشكل تدريجي المعتقلين من المتمردين. ووفقا للاتفاق، فإن زعيم المتمردين عبد الملك الحوثي وشقيقيه يحيى وعبد الكريم سيسمح لهم بالعيش في المنفي في قطر. وأسفرت موجات الاشتباكات التي وقعت بين الجانبين منذ منتصف 2004 عن مقتل المئات من قوات الحكومة والمتمردين وتشريد نحو 350 ألف مدني من قراهم. واتهم المسئولون اليمنيون مرارا الحوثيين بالسعي للإطاحة بالنظام الجمهوري في البلاد وإعادة حكم الإمامية الزيدية، وهي حكومة ملكية أطيح بها في ثورة عام 1962.