في موقف ربما تكون له دلالاته قبل الانتخابات البرلمانية المقبلة، دافع أحمد عبد الهادي، رئيس حزب شباب مصر، عن فرص جمال مبارك، أمين لجنة السياسات بالحزب الوطني، في المنافسة على منصب رئاسة الجمهورية، في الوقت الذي شن هجوما حادا ضد جميع القوى الوطنية المؤيدة للتغيير التي يقودها الدكتور محمد البرادعي، المرشح الافتراضي للانتخابات الرئاسية لعام 2011. نفى عبد الهادي أي وجود للتوريث في مصر، وقال ل "الشروق": "التوريث اللي هوا إيه؟ التوريث اللي نعرفه إن حسني يدي الحكم لجمال غصب عن اللي جابونا، لكن المصيبة إن البعض صدق إن دا ممكن يتحقق"، وأضاف: "لا الأحزاب هتوافق، ولا الوطني هيوافق، وما حدش قال إن جمال هوا الرئيس اللي جاي". إلا أنه دافع بشراسة عن حق جمال مبارك في الترشح لرئاسة الجمهورية قائلا: "لو جاء جمال مبارك في انتخابات نزيهة، حيث أعطيت الفرصة متساوية لحزب شباب مصر وجمال، وجاء عبر هذه الانتخابات، (ح نبصم له بالعشرة يبقى رئيس جمهورية)، وسنسلم رغم أنفنا بالنتائج، كما حدث في أمريكا مع بوش الأب والابن". وأضاف: "جمال مبارك أسطورة صنعها الإعلام، ومن حق جمال أن يتحرك ما دام الحزب يرى ذلك، وليس من حق أي حزب أن يتدخل في شأن حزب آخر، لو الوطني يرى ترشيح جمال فهذا شأن داخلي"، وألقى باللوم على أحزاب المعارضة قائلا: "لو معرفتش تحمي الصندوق تبقى تقعد في بيتك لغاية ما تقدر تدافع عن قرارك". ونالت جماعة الإخوان المسلمين نصيبا من انتقادات عبد الهادي، حيث أكد أن الجماعة تعاني من تخبط شديد، ولذا تحاول إنقاذ الموقف من خلال خوض الانتخابات من خلال قوى شرعية حتى تقفز على الدستور للحفاظ على أرضية في المستقبل. وأضاف عبد الهادي أن جماعة الإخوان لا تستطيع إرهاب الحكومة، لكنها تحاول ممارسة لعبة القط والفأر مع الأحزاب القديمة، مثل الوفد والتجمع، وكذلك الدولة، للحصول على أكبر قدر من المكاسب، وإرسال رسالة للحكومة بأنهم ما زالوا قادرين على التحرك رغم حالة التضييق التي يتعرضون لها. ووصف استخدامهم لشعار "الإسلام هو الحل" ب"الوقاحة السياسية"، مضيفا: "مين هما علشان يبتزوا الحكومة؟، دول لو دخلوا ب500 مرشح ها يبقى محاولة للحصول على أكبر قدر من المكاسب لأنهم غير شرعيين، ومن حق الدولة تفعيل القانون ضدهم"، وطالب الحكومة بتفعيل الدستور واستخدام القوة ضد الإخوان لأنهم يتاجرون بالدين، على حد قوله. وهاجم عبد الهادي محمد البرادعي واصفا إياه ب"المريض سياسيا"، وأضاف: "من هو البرادعي لكي يحاسب الحزب الوطني حول فكرة التوريث، وهي الفكرة التي لم تحدث أصلا؟!". ووصف حزب الجبهة الديمقراطية ب"الطبل الأجوف" الذي يصدر تصريحات صاخبة، موجها تساؤلا للحزب: "من أنت لتفرض شروطك!؟"، وأضاف أن الحزب ليس له أي تواجد فعلي بالشارع، حيث إنه لا يملك سوى 4 أعضاء فقط، طبقا لتصريحاته. وشن عبد الهادي هجوما حادا على أيمن نور، رئيس حزب الغد، ووصفه بأنه واحد من مجموعة من المرضى النرجسيين، يهوى صناعة الفرقعة الإعلامية على طريقة مصر كبيرة عليك ليبقى في الأضواء. ووصف عبد الهادي الانتخابات المقبلة بأنها أشرس انتخابات تشريعية في مصر؛ نتيجة لما اعتبره تزايدا لمساحة الديمقراطية وتفعيلا لدور الأحزاب الشرعية. كان عبد الهادي و7 من الأحزاب قد أعلنوا تحالفا، اليوم الاثنين، ويضم أحزاب الغد جبهة موسى مصطفى موسى، ومصر العربي الاشتراكي جبهة وحيد الأقصري، والجيل، والأحرار، والخضر، والتكافل. وأعلن التحالف، في مؤتمر صحفي، أنه سيدفع ب300 مرشح لخوض انتخابات مجلس الشعب المقبلة بالتنسيق فيما بينهم، لتحقيق عدم التداخل، بحيث تعطى الأولوية للحزب الأقوى والأكثر شعبية. وقال عبد الهادي: إن ائتلاف الأحزاب السبعة لن يقاطع الانتخابات في جميع الأحوال، ولن يدعو للمقاطعة حتى إن لم تتوفر ضمانات لنزاهة الانتخابات، لكنه أكد أنهم سيطالبون بإقرارها.