خروج الشيخ أحمد من الطريقة الرفاعية كان بسبب نصابين «رأيت فسادهم بنفسى، من شيوخ وأتباع مختلف الطرق»، ليؤكد أن الدجل والشعوذة والإيهام بالقدرة على تسخير الجن لحل المشاكل المختلفة هى وسيلة للتكسب بين الكثير من شيوخ وأتباع جميع الطرق الصوفية، «لأن أصحاب الأهواء والجهلة كثير». كان من المفترض أن يترقى أحمد فى الطريقة ليصل إلى نائب شيخ وربما يصير نفسه شيخ طريقة ذات يوم. إلا أنه آثر الابتعاد رويدا رويدا عن الارتباط الرسمى بالطريقة الرفاعية، بعد كل ما رآه فى الطريقة، والطرق الأخرى. أحد أتباع الطريقة كان كلما رأى رجلا عليه معالم الحزن أو الكرب فى المسجد، استفسر عن أحواله ليعلم أسباب اكتئابه، «بعدها يروح يقوله إنه شاف له رؤية حلوة ويوهمه بقدرته على مساعدته فى المشكلة». يزيد أحمد أنه يستنكف الكثير من الممارسات الشائعة بين مختلف أتباع الطرق الصوفية، مثل التمسح بالأضرحة، والتقديس المتزايد للشيوخ حتى «تصل إلى درجة التأليه» على حد قوله. الزائر لمسجد أبى خليل بالزقازيق قد يفاجأ بمشهد عشرات من مريدى الطريقة الخليلة يصلون فى اتجاه ضريح شيخهم الراحل، المعاكس لاتجاه القبلة. أما مساجد السيدة نفيسة، والحسين، والسيدة عائشة، وغيرها فتمتلئ بالمئات من الزائرين طلبا للمساعدة من الراقدين فى الأضرحة. يرفض الشيخ أحمد أن يعلق على طريقة بعينها، وإن كان يقول إن طلب المدد من الموتى يعد «نوعا من الكفر، فالمدد هو طلب العون لقضاء الحوائج، وهو لا يأتى إلا من الله ونبيه محمد فقط». ولا يؤمن الشيخ أحمد بأن القطب الرفاعى ولا غيره يستطيعون إعطاء المدد لأحد، «فمتى توفى الشيخ لا لنفسه ولا للآخرين شىء». يخرج الشيخ أحمد من جيبه بطاقات عضوية اثنين من أتباعه فى الطريقة، قائلا «دول اتنين من مئات الناس اللى خدت العهد على إيدى». يستعد الشيخ أحمد للرحيل، وهو يقول «دلوقتى بنعمل حلقات الذكر فى بيوتنا بعيدا عن المساجد وعن باقى أتباع الطريقة».