أعاد السير أليكس فيرجسون المدير الفني لفريق مانشستر يونايتد الإنجليزي الانضباط والالتزام سريعا إلى نجمه البرتغالي كريستيانو رونالدو بعد نصائحه المتكررة له بالالتزام بالتعليمات وتحمل خشونة المنافسين ، حيث أحرز اللاعب هدفا رائعا قاد به فريقه "الشياطين الحمر" لفوز ثمين على بورتو بهدف تأهل به إلى الدور قبل النهائي لبطولة دوري أبطال أوروبا ، لينضم إلى جاريه تشيلسي والأرسنال ، إلى جانب برشلونة الإسباني. على مدى الأيام التي سبقت المباراة ، وجه فيرجسون عبر وسائل الإعلام الإنجليزية انتقادات علنية إلى نجمه البرتغالي ، مطالبا إياه بضرورة تنفيذ تعليماته الفنية في الملعب مهما كانت ، وحثه على تغيير طريقة تعامله مع خشونة المنافسين ، بحيث يقلل من اعتراضاته عليهم وعلى التحكيم ، ويتحامل على نفسه ، وأن يضع في اعتباره أن تفوقه سيكون في تحمل الرقابة والخشونة لا في الشكوى منها ، وحذره من أنه قد يفقد مكانه في التشكيلة الأساسية فيحالة عدم التزامه بالتعليمات! وبالفعل ، كانت مباراة مانشستر وبورتو هي مباراة رونالدو الذي خرج بعد انتهائها ليؤكد للصحفيين أنه سيفعل كل ما يطلبه منه مدربه القدير! وكان رونالدو قد سجل هدفا رائعا من تسديدة هائلة من مسافة 40 مترا سكنت الشباك بعد ست دقائق فقط من بداية مباراة بورتو ليتأهل الفريق الإنجليزي إلى قبل النهائي بالفوز في مجموع لقائي الذهاب والإياب 3-2. وسيواجه مانشستر في الدور قبل النهائي مواطنه الأرسنال الذي تغلب على فياريال الإسباني 3 - صفر في استاد الإمارات بلندن ليفوز في مجموع لقائي الذهاب والإياب بنتيجة 4-1 ، وبهذا يؤكد الإنجليز سيادتهم لهذه البطولة التي يحمل المان يونايتد لقبها ، حيث أصبح لديهم ثلاثة أندية في قبل النهائي ، يضاف إليهم برشلونة المرشح الأقوى للقب. ولم يسبق لأي فريق إنجليزي أن حقق الفوز على استاد "دراجاو" في بورتو ، ولكن موهبة رونالدو وانصياعه لتعليمات مدربه أخيرا حسمت الموقف. فقد لعب رونالدو على غير العادة في منتصف الملعب ، ليبتعد عن الأطراف التي يفضلها ، ولم يتجه إلى الأجناب إلا نادرا ، وهو ما دفعه إلى الاعتراف بأنه وجد صعوبة في التعامل مع الكرة. وأوضح رونالدو للصحفيين بعد المباراة قائلا : "إنه ليس موقعي المفضل ، ولكن ربما إذا لعبت هناك سأتعلم بعض الأشياء" ، وأضاف : "سألعب كجناح أيمن ، جناح أيسر ، لاعب ارتكاز لا يهم"! أما فيرجسون فعلق قائلا : "لقد قدم اللاعبون أداءً جيدا ، أظهروا تركيزا جيدا في خط الدفاع ، ودافعوا بشكل جيد للغاية ، إذا عدنا إلى هذا الثبات في خط الدفاع ، سيمكننا تقديم أداء جيد". ولم يعلق فيرجسون على أداء رونالدو ، ولكنه تحدث بإعجاب عن الهدف بشكل خاص فقال : "كانت مذهلة ، تسديدة رائعة ، لقد دفعتهم جميعا للاندهاش ، حارس المرمى لم يكن أمامه أي فرصة للتصدي لها". وكشفت وسائل الإعلام البريطانية عقب المباراة النقاب عن أن فيرجسون طالب لاعبيه بين شوطي المباراة بالسعي إلى تسجيل هدف ثان تحسبا لمفاجآت بورتو ، ولكن المفاجأة كانت في هبوط أداء بورتو نسبيا في الشوط الثاني. وقال فيرجسون : "في الشوط الثاني ، لم أشاهد خطورة حقيقية ، فرصة أو فرصتين في هذا الشوط ، ولكني أعتقد أننا سيطرنا على المباراة بشكل جيد". على الجانب الآخر ، شق الأرسنال طريقه بقوة نحو الدور قبل النهائي بتغلبه على فياريال بثلاثة أهداف نظيفة حملت توقيع ثيو والكوت والتوجولي إيمانويل أديبايور وروبين فان بيرسي ، وكانت نتيجة مباراة الذهاب 1-1. وهذه هي المرة الثانية خلال ثلاثة أعوام التي يطيح فيها الأرسنال بفياريال ، ففي عام 2006 ، تغلب الفريق الإنجليزي على الفريق الملقب ب"الغواصة الصفراء" في الدور قبل النهائي للبطولة بهدف نظيف ثم خسر المباراة النهائية أمام برشلونة الأسباني 2-1. وقال البرازيلي دينيسلون الذي شارك من على مقاعد البدلاء : "إنه فوز رائع بالنسبة لنا" ، قبل أن يضيف قائلا إن الجماهير "وقفت بجانبنا وساعدتنا". ومن ناحيته ، قال أنخيل المدافع المخضرم لفيا ريال :"إنه أمر محزن للغاية بالنسبة لنا أن نخسر مجددا أمام الأرسنال" ، فيما أشار المهاجم الشيلي ماتياس فيرنانديز إلى "أننا لم نكن في مستوانا المعتاد الليلة". ورفض فرنانديز التعليق على أداء حكم المباراة فولفجانج ستارك ، الذي منح الأرسنال ضربة جزاء مثيرة للجدل أثناء تقدمه بهدفين نظيفين ، قبل أن يطرد لاعب فياريال سيباستيان ايجيورين للاعتراض. وتقدم والكوت بهدف لأرسنال بعد مرور عشر دقائق فقط مستغلا تمريرة رائعة من إيمانويل إيبوي لسيسك فابريجاس الذي مررها بدوره لوالكوت الذي لم يجد صعوبة في التعامل مع حارس فياريال دييجو لوبيز. وبدا فياريال غير قادر على الإبداع ومفتقدا للقوة في منتصف الملعب بسبب غياب لاعبيه المحوريين ماركوس سينا وسانتي كازورلا ، ولكن هدف والكوت دفع فياريال للتخلي عن حذره الدفاعي والتقدم للأمام. وفي الدقيقة 61 مرر فان بيرسي كرة متقنة إلى أديبايور الذي نجح في تسجيل الهدف الثاني لفريقه. وبعد سبع دقائق فقط ، وبينما كانت الجماهير في استاد "الإمارات" تحتفل بالهدف الثاني ، تعرض والكوت للعرقلة داخل منطقة الجزاء من قبل دييجو جودين ، وسدد فان بيرسي ضربة الجزاء ليحرز منها الهدف الثالث للأرسنال. واعترض لاعبو فياريال بشدة على ضربة الجزاء ، مما اضطر الحكم إلى إشهار البطاقة الحمراء في وجه إيجيورين. جدير بالذكر أن مبارتا الذهاب للدور قبل النهائي ستقامان يومي 28 و29 أبريل الجاري ، وستكونان بين برشلونة وتشيلسي من جانب ، ومانشستر يونايتد والأرسنال من جانب آخر ، فيما تقام مباريات الإياب في الخامس والسادس من مايو المقبل.