عادت خدمات الرسائل في هواتف بلاكبيري في السعودية، اليوم الجمعة، بعد توقفها لأربع ساعات، على الرغم من قرار السلطات وقف هذه الخدمات بسبب مخاوف أمنية، كما أكد مستخدمون لهذا الهاتف متعدد الوسائط. وكانت السعودية قد أصبحت -بتعليقها الخدمة لساعات- أول بلد يفرض قيودا على استخدام هواتف بلاكبيري بسبب نظام التشفير المؤمن جدا الذي يتمتع به، في خطوة انتقدتها دول عدة. بينما قررت الإمارات، التي تشترك مع السعودية في الرقابة على المضامين السياسية والإباحية عبر الإنترنت، تعليق خدمات بلاكبيري اعتبارا من 11 أكتوبر المقبل. فيما أكدت السلطات اللبنانية، اليوم الجمعة، أنها لم تتخذ "حتى تاريخه" أي قرار بوقف أي من خدمات هاتف بلاكبيري المتعدد الوسائط، ولكنها تجري دراسة لتقييم مدى تطابق هذه الخدمات مع القوانين و"ضمان أمن وأمان المعلومات وشبكات الاتصالات". وقالت الهيئة المنظمة للاتصالات -في بيان- إنها تعيد التأكيد على عدم اتخاذ أي قرار بوقف أي من خدمات البلاكبيري حتى تاريخه. وكان عماد حب الله، رئيس "الهيئة المنظمة للاتصالات" بالنيابة، قال أمس الخميس: إن "الهيئة المنظمة للاتصالات تجري تقييما حول مسائل أمنية تتعلق بهواتف بلاكبيري"، إثر التوقيفات الأخيرة التي طالت موظفين في قطاع الاتصالات مشتبها بتعاملهم مع إسرائيل. وأضاف حب الله: "نحن بحاجة لإبرام اتفاق مع بلاكبيري أو على الأقل التفاهم مع الشركة للتمكن من الوصول إلى البيانات أو الخوادم ومعالجة المخاوف الأمنية". وفي بيانها، اليوم الجمعة، أوضحت الهيئة أنها أطلقت دراسة من النواحي التقنية والتجارية والقانونية لبعض خدمات الداتا المستعملة عبر الهواتف الذكية في لبنان، مثال البلاكبيري وغيرها، لتقييم مدى تطابقها مع الأنظمة والقوانين الواجب الالتزام بها، وذلك بهدف إجراء المقتضى من قبل السلطة اللبنانية المعنية عند اكتمال الدراسة في حال عدم التطابق. وأوضحت الهيئة أنها في دراستها لمعطيات خدمات الداتا المعنية تسعى إلى ضمان حقوق المستهلك بتوفر الخدمات المتطورة وضمان أمن معلوماته من جهة، وبتطبيق القوانين من جهة أخرى، خاصة تلك المتعلقة بضمان أمن وأمان المعلومات وشبكات الاتصالات. وتتمتع هواتف بلاكبيري، التي تنتجها شركة "ار اي ام" الكندية، بمستوى تشفير أعلى من أغلبية "الهواتف الذكية" الأخرى، بحسب الخبراء؛ ما يجعل مراقبة مستخدميها صعبة جدا. ومنذ 2009 اعتقلت السلطات اللبنانية حوالي مئة شخص بشبهة التعامل مع إسرائيل، وذلك في إطار حملة أمنية واسعة النطاق لمكافحة التجسس. وتم الكشف عن الكثير من هؤلاء بفضل بيانات هواتفهم الخلوية. ويباع هاتف بلاكبيري في الأسواق اللبنانية منذ عام ونصف العام، وبحسب وكيل هذا الهاتف في لبنان، فإن عدد المشتركين بهذه الخدمة في لبنان يبلغ حوالي 60 ألفا.