أمس كان 2 أغسطس ،مرت الذكرى العشرون على الغزو العراقي للكويت.. وبالأمس كانت ذكرى استشهاد الشيخ فهد الأحمد الصباح الرمز الرياضي الكويتي العربي والعالمي الكبير . كلما جاء هذا التاريخ أتذكر ذلك الرجل الذي عرفته عن قرب وتعاملت معه وحينما سمعت نبأ مقتله في اللحظات الأولى لغزو قوات النظام الصدامي لبلده قلت في نفسي أن مثله لا يموت إلا بهذه الطريقة التي تدعو للفخر . رجل جرى بكل جسارة يحمل سلاحه ليواجه جحافل من القوات ويدافع عن أميره وشقيقة الشيخ جابر الأحمد يرحمه الله فتغتاله رصاصات الغدر على باب القصر. كلما مرت هذه الذكرى لا تفارقني صورة فهد الأحمد وهو يقف شامخا بين قائدي منتخبي العراق وإيران يوم 12 نوفمبر 1989 بعد أن جمع المنتخبين في دورة الصداقة والسلام التي استضافتها الكويت في تلك الفترة وكانت فكرة فهد الأحمد وتخطيطه وتنظيمه . .وكانت أحدى دعواته ومبادراته التي كان يتحدى بها كل شواهد الإحباط ويتخطى بها كل المحاذير المفروضة على هذا اللقاء ليصل إلي هدف أسمى يضعه نصب عينيه . في هذا التاريخ لم يكن أحد يتصور أن يجتمع منتخبي العراق وإيران ليلعبا معا بعد 8 سنوات من الحرب الدامية بين بلديهما راح فيها مئات الآلاف. ولكن فهد الأحمد فعلها ونجح وبعد شهور كان يلقى ربه على يد جنود نظام صدام حسين أمام قصر الأمير ! لا تمر ذكرى فهد الأحمد من دون أن أتذكر كيف وقف هذا الرجل في المغرب يتحدى الكثيرين من قادة الرياضة العرب ويصر على عودة الرياضة المصرية إلي ساحة الرياضة العربية وأن يعود العرب إلي أحضان مصر بعد المقاطعة التي فرضها أغلب القادة العرب على مصر بقيادة عراقية بعد مبادرة السلام التي استعاد بها الرئيس الراحل أنور السادات لبلاده الأرض التي احُتلت في يوينو1967 . تحدى فهد الأحمد كل من حاول أن يحبط محاولته وشجع الأيادي المرتعشة لكي ترتفع وتؤيد مبادرته في مواجهة قوى الشر الكراهية لمصر ولكل خطوات السلام أو التقدم التي تحرزها . ولا يمكن أن أنسى أن فهد الأحمد كان أحد أفراد القوة الكويتية التي جاءت إلي مصر لتشارك مع جيوشها في الدفاع عن الأراضي العربية .و كان من أوائل من سارعوا إلي حمل السلاح للدفاع عن أرض عربية مسلمة وهو أبن الأسرة الحاكمة في الكويت وكان من الممكن أن يكتفي مثل غيره بخطبة عصماء كما يفعل البعض الآن من رموز الكفاح العربي أو أن يخرج ليعلن في كل وسائل الإعلام أنه تبرع بعدة ألآلاف من الدولارات لتلتهب الأيادي تصفيقا للمناضل الكبير . . فهد الأحمد قرر أن يضع روحه ودمه في ساحة النضال التي يلوثها الكثيرون من القطط المذعورة بشعارات الكفاح والزعامة الفارغة . لا يمكن أن تمر ذكرى استشهاد فهد الأحمد إلا وأتذكر كفاحه المرير لإبعاد إسرائيل من ساحة الرياضة الأسيوية وكيف أنه نجح في أن يمنع الكرة الإسرائيلية من المشاركة في كاس أسيا لكرة القدم بعد أن شاركت في أول دورتين حتى نجح الفهد في تشكيل المجلس الأوليمبي الأسيوي من جديد وأبعد المؤيدين لإسرائيل .. وقاد هو هذه الهيئة الرياضية لما فيه صالح القضية العربية. لا تمر ذكرى فهد الأحمد إلا وتتداعى أمامي صور قادة الرياضة العربية الآن وهم يبحثون عن مصالحهم الشخصية وكل منهم يفتعل صراعات وهمية بحثا عن الزعامة والظهور بمظهر البطل المغوار الذي حقق لبلده الانتصار بالسائس والمؤامرات حتى باتت الاتحادات العربية تفرق أكثر مما تجمع لأن الباحثين عن الكراسي والملتصقين بها مستعدون لأن يدوسوا ويدهسوا وينهشوا في كل القيم من أجل مصالحهم الشخصية رحم الله فهد الأحمد وعوضنا عنه خيرا وإن كنا انتظرنا 20 عاما ولم يملأ فراغه أحد!!