أثار الهجوم الذي شن على مدينة إيلات والعقبة بالصواريخ يوم الاثنين، مخاوف كثيرة لدى إسرائيل من أن تستخدم حركة المقاومة الإسلامية "حماس" التي تحكم قطاع غزة، سيناء لتكون أساسا تبدأ منه هجومها بالصواريخ على مدن إسرائيل الكبيرة.وكتب جوشوا ميتنيك في صحيفة "كريستيان ساينس مونيتور" الأمريكية يقول، إن هناك اعتقادا عاما أن الصواريخ أطلقت من سيناء، رغم نفي المسئولين المصريين لذلك، وهو الأمر الذي يثير عدة تساؤلات حول سيطرة مصر على تحركات الجماعات المسلحة في منطقة سيناء في الفترة الأخيرة. وتخشى إسرائيل من أن تحاول حماس، التي تدعم الإخوان المسلمين في مصر، إقامة بنية تحتية لها في سيناء عن طريق التحالف مع بعض العناصر من البدو، لكنها في نفس الوقت لن تحاول إحراج مصر وتحميلها مسئولية الصواريخ الأخيرة.ويقول جيرالد شتاينبرج أستاذ العلوم السياسية بجامعة بار علان الإسرائيلية، إنه "من المستبعد أن تطالب الحكومة الإسرائيلية السلطات المصرية علناً بالسيطرة على سيناء، فهي لن تخاطر بعلاقاتها مع المصريين بإحراجهم، حيث أن إسرائيل تعرف أن مصر تعيش في حالة ترد عام، بحسب قول الصحيفة. كيف يمكن أن تستغل حماس سيناء لمهاجمة إسرائيل؟ وأوضح مراسل الصحيفة في إسرائيل أن إسرائيل تعتقد أن مشاطرتها للحدود مع مصر عبر شبه جزيرة سيناء يجر عليها الكثير من المخاطر، أهمها تهريب البدو للمخدرات، وتسلل الأفارقة والاتجار بالبشر، ومساعدة ميليشيات حماس عبر تهريب الأسلحة إليهم من خلال آلاف الأنفاق الموجودة بين غزةوسيناء. يقول رونان برجمان الصحفي بجريدة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، إنه كلما ابتعدت عن القاهرة، تضعف السلطة المركزية، وتقل قبضة الأمن على البدو، وإذا استغلت حماس ذلك، فإن إسرائيل في خطر شديد.وخلال العشر سنوات الأخيرة، استطاعت الميليشيات الإسلامية، التي ترتبط بشكل وثيق بتنظيم القاعدة، أن تفجر عدة منشآت مصرية على سواحل البحر الأحمر، في شرم الشيخ ومدينة طابا. وقد عرف استهدافهم للسائحين الإسرائيليين والأجانب في مصر. واختتم المراسل تقريره قائلا إنه مع تدهور أوضاع مصر بشكل عام، واعتلال صحة الرئيس، واحتدام الجدل حول من سيخلفه، من الطبيعي أن تسقط السيطرة على البدو في سيناء من يد الأمن المصري، وربما هذا هو ما أدى إلى إطلاق الصواريخ الأخيرة على إيلات والعقبة.