هناك سطران في السلام الوطني يمكن أن يغنيهما القليل من الأستراليين باقتناع حقيقي، حيث يقول هذان السطران: "بالنسبة لأولئك الذين يأتون عبر البحار، لدينا سهول بلا حدود تشاركوننا فيها. دعونا نختلط جميعا بشجاعة من أجل تقدم أستراليا". ويقول الأستراليون، في استطلاعات للرأي، إن السهول ليست بلا حدود وإن السكان يتزايدون بسرعة كبيرة. وهم يقولون إن الدولة القارة، البالغ عدد سكانها 21 مليون نسمة، لا تستطيع أن تتحمل المزيد من القادمين الجدد، ويشكون من أن نمط الحياة الذي كان يعيشه آباؤهم لم يعد ممكنا بسبب ارتفاع أسعار المنازل والازدحام المروري. وقال أندرو باين، أحد سكان سيدني العاطلين عن العمل،: "إننا ممتلئون عن آخرنا الآن. أعلم أن الأمور سيئة في بلادهم (يقصد المهاجرين) حيث كانوا ولكننا يجب أن نضع حدا".وفي حملتيهما من أجل الانتخابات البرلمانية الشهر المقبل، يحاول الحزبان الرئيسيان استقطاب الناخبين الخائفين من احتمال وصول عدد السكان في البلاد إلى 36 مليون نسمة في عام 2050، من خلال اللعب على هذا الوتر. وتأمل جوليا جيلارد رئيسة الوزراء في التأكد من أن نسبة الناخبين المنزعجين من تزايد معدل النمو السكاني 4 أضعاف نظيره في الصين وضعف المعدل في الولاياتالمتحدة سوف تكون كافية لضمان فترة ثانية لحكومتها العمالية. وقالت جوليا: "لا أعتقد أننا يجب أن نندفع دون توقف لالتقاط الأنفاس وتطبيق السياسات الصحيحة".ولم تتعهد جوليا بخفض نسبة المهاجرين والتخلي عن برنامج الحكومة الخاص بعلاوة الطفل التي تمنح ضمانات سخية للنساء اللائي يلدن أو يلتزمن بالأهداف السكانية. أما توني أبوت زعيم الحزب الليبرالي المعارض، فلا يخجل من ذلك. فهو ملتزم بالأهداف السكانية رغم عدم تعهده بإلغاء علاوة الطفل وتخفيض نسبة المهاجرين عن المستوى الحالي، وهو حوالي 30 ألف سنويا حسب سياسة حزبه. وقال أبوت إن "الفكرة التي التزمنا بها أمام العالم بأن نأخذ 180 ألف أو 300 ألف مهاجر...ليست صائبة... أعتقد أن الأستراليين يريدون أن يشعروا بأهم مسئولون عن مصيرهم". وفي الأسبوع الأول من الحملة الانتخابية، رسى على الشاطئ القارب رقم 80 الذي يقل مهاجرين غير شرعيين هذا العام. وتأتي القوارب التي تقوم بتهريب الأشخاص من إندونيسيا وتقل ركابا معظمهم من الأفغان والعراقيين أو السريلانكيين طالبي اللجوء.ويخصم عدد المهاجرين غير الشرعيين والحاصلين على وضع لاجئ كل عام من حصة اللاجئين الذين يصلون بطريقة مشروعة. وعلى أي حال، فإن موضوعات استيعاب الهجرة ووصول القوارب وارتفاع معدل المواليد تختلط في عقول معظم الناخبين.ويشعر ترينت بريستو ، الذي يعيش في ضاحية خارج سيدني تشتهر بالواصلين الجدد، بالاستياء من التغييرات السكانية من حوله. وقال إن "هناك بالفعل ضغوطا كبيرة للغاية على الموارد هنا، والسماح بالمزيد من المهاجرين يجعل الأمور أكثر صعوبة علينا جميعا. لا أريد المزيد من المدارس الإسلامية أيضا". وتمثل الهجرة 60 % من الزيادة السكانية، وتعد بريطانيا أكبر بلد مصدر تليها نيوزيلندا. ومن المنتظر أن يصل عدد سكان أستراليا 22 مليون نسمة هذا العام، أي قبل 40 عاما من توقعات أولية.