أكد الرئيس الفلسطينى محمود عباس (أبومازن) رفضه الانتقال إلى مفاوضات مباشرة مع إسرائيل ما لم توقف الاستيطان وتقبل بالعودة إلى حدود عام 1967، فيما بدأ اجتماع لجنة المبادرة العربية للسلام أمس فى الجامعة العربية لاتخاذ قرار عربى فى هذا الشأن. وقال أبومازن، فى حوار مع رؤساء تحرير الصحف المصرية، إنه «إذا لم تكن هناك رؤية واضحة بشأن حدود 67، ووقف كامل للاستيطان، فلن أستطيع الذهاب إلى المفاوضات المباشرة». وكشف الرئيس الفلسطينى عن قبوله«طرفا ثالثا» للإشراف على الأمن فى حال قيام الدولة الفلسطينية، وشدد على أنه لا دولة فلسطينية بدون قطاع غزة. وحول الموقف الأمريكى من عملية السلام، قال الرئيس الفلسطينى إن الرئيس أوباما متمسك بحل الدولتين مثلما كان يقول سلفه جورج بوش، لكن الجديد هو أن «هناك قادة عسكريين فى أمريكا تحدثوا عن ضرورة وجود دولة فلسطينية مستقلة.. وهذا كلام يقال لأول مرة». ووجه رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو ضربة مجهضة لدعاوى الانتقال إلى مرحلة المفاوضات المباشرة بإعلانه أمس الأول عدم استئناف قرار تجميد الاستيطان فى الأراضى المحتلة فى الضفة الغربية والقدس الشرقيةالمحتلة، بدعوى أنه سيؤدى إلى أزمة سياسية وتفكيك الائتلاف الحكومى. وفى المقابل قال نبيل شعث عضو القيادة المركزية لحركة فتح، إن «إعلان نتنياهو على هذا النحو تأكيد على النوايا الإسرائيلية غير الجادة والخادعة الداعية لاستئناف المفاوضات المباشرة». وأضاف فى تصريح ل«الشروق» أنه لن يكون هناك انتقال للمفاوضات المباشرة، وهذا قرار فلسطينى تم الاتفاق عليه». وفى اجتماع لجنة المبادرة العربية للسلام الذى بدأ أمس بمقر الجامعة العربية بالقاهرة، عرض الرئيس أبومازن على وزراء الخارجية العرب تقريرا لتقييم شامل لمرحلة المفاوضات غير المباشرة، وتقديره للآفاق المستقبلية المتعلقة بالطلب الأمريكى الإسرائيلى المدعوم أوروبيا بالانتقال إلى مرحلة المفاوضات المباشرة. وقبيل الاجتماع، التقى «أبومازن» فى مقر إقامته بقصر الأندلس فى مصر الجديدة بالقاهرة وزير الخارجية أحمد أبوالغيط، والوزير عمر سليمان رئيس المخابرات العامة للتباحث حول جميع القضايا الفلسطينية الراهنة والمساعى التى تبذلها مصر لإعطاء دفعة لعملية السلام، بحسب مصدر مصرى مسئول. وغاب عن اجتماع لجنة المبادرة وزراء خارجية السودان وسوريا ولبنان واليمن والسعودية، حيث مثلهم مندوبون عنهم. وقال مصدر من الخارجية السورية ل«الشروق» إن عدم حضور وزير خارجية بلاده وليد المعلم جاء بسبب انشغاله بزيارة يقوم بها الملك عبدالله بن عبدالعزيز عاهل المملكة العربية السعودية إلى سوريا بالتزامن مع انعقاد الاجتماع، وهو ذات السبب وراء غياب وزير الخارجية السعودى الأمير سعود الفيصل ووزير الخارجية اللبنانى على الشامى، حيث تعقد قمة سورية سعودية لبنانية فى بيروت اليوم.